همسات القمر 168

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*في كهف عزلة قسرية لا تجد سوى حروف صمتها.. تتقلب ناقمة.. تجثو في محاريب العذاب

تحاول التحرر من ثقل يجثم على صدرها ممتطية قوافل السحاب

تردد بحذر جبان..

الصمت عار، والكلام الأجوف المهترئ عار وغض الطرف عار وكل ما فينا عار ودمار

يتعالى أنين يرتل قصيد ثورته:

ما بين إثم الصمت وكي النار

مسجد غارق في وحدته

وأمة أدمنت الذل وكأس المرار

صمت متواطئ

وصدح حائر يتلفت ذات يمين وذات يسار

والفارس المرتقب غائب ما بين دلجة متآمرة، وأنياب شرهة سافرة

أين الحشد وأين المد وأين القادة والثوار؟ 

صم بكم عمي 

مثقوب لوح سفينتنا.. 

أضحينا من غير قرار

*يجف الدمع ويبقى الملح ساكنا عمق المآق

*وكان مما أسرّته نفسُها في دلجة الليل العابس

لا تحملي همّ قلبك، ما دام حبلك موصولا بربك

ابتسم الليل وضحكت نجومه وغفت طيور الأماني على تنهيدة هادئة وحلم

وعلى صفحة البدر، تقرأ سطور الحكاية..

*في بريد القلب رسائل قاوم زاجلها كفّ المستحيل

ساحرة غامضة لا تفكّ حروفها، بيد أنها في شدّة الهجير تغدو كما النسيم العليل

*أحلامنا قوس قزح، وواقعنا يغتال طيور الفرح

إلى متى تبقى أفراحنا حقوقا موقوفة التنفيذ؟

*ومن القهر أن لا نحسن سوى الحرف الهزيل وبعض دمعات لا تسمن ولا تغني من كرامة مهدورة

*أستطيع أن أفهم معنى أن يتشاجر الزعماء ولو ظاهريا تحقيقا لمصالح أو إملاءات أو أوامر خارجية

لكن الذي لست قادرة على فهمه أن تنجرّ الشعوب وراء هذه النزاعات لتعادي شعوبا مثلها طيبة مسالمة وادعة

اليوم معهم ونحبهم لأن زعيمنا وزعيمهم على اتفاق

وغدا ضدهم بل ونصمهم بأسوأ الصفات والعبارات، لأن زعيمنا بات غاضبا على زعيمهم

ليت شعوبنا تهدم حدود سايكس بيكو من عقلها وتفكيرها، وليتها تعلم أن مصلحتنا كشعوب مع بعضنا البعض وليس مع زعمائنا الذين أوردونا موارد الهلاك والذل والبوار

سحقا للجهل وعقلية القطيع.

وسوم: العدد 737