همسات القمر 178

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*على بعد أمتار قليلة.. أقف هنا ويقف هناك.. بيننا حاجز كبير من الكراهية وكثير من نظرات تقرأ سطورها حكاية من نار.. 

يزداد الحاجز سماكة كلما نبت يوم في شجرة التاريخ الباكية ..

 ترويه سواعد الشوق والوجع والحنين..تتأمل طفولته المعذبة الشاكية عيون السهد والأنين ..

غريب تنكره الأرض ويلفظه وجه النهار.. 

وصاحبة حق حرمتها يد التآمر والظلم والخيانة دفء الديار

يدرك أنه مجرد عابر وإن طال الزمان

وتدرك انها العائدة رغم قيود الذل والعجز والحرمان

ما زالت خطوات الفجر بطيئة.. 

ما زالت أناشيد البشرى خافتة لا تروي ظمأ المنتظرين على منابع الجفاف والصدود

أيها الليل الآثم

كفاك عربدة على قلوب نهشها الانتظار وأتخمت كأس المرار!

*ما بين الخاطر وفوضى المشاعر، عقدة متشابكة تتأرجح على هاوية يأس

ترفع يدها المرتجفة نحو السماء طامعة بتحليق لا سقوط فيه

تمنح قلبها جرعة من أمل ما عادت تدري أفيها الداء أم الدواء

تكتب خطوطا متعرجة تتناثر حروفها في رحب الفضاء

في انتظار المسير والمصير.. 

لحظة صمت وعين تتغلغل في عمق القلب .. 

أنسمة من جنان أم جمر من سعير؟

*أمل يتقد وآخر يخبو

وقلب على درب المنى لا زال يتعثر ويحبو

*يتمرد القلب 

يحدجه العقل بنظرات غضب واستنكار

يخفض صوته، يكبت ثورته.. يعود إلى أرجوحة خياله تهزه ذات يمين وذات يسار

*هل يهزم القلب؟ 

ما بين جزر ومد يقف حائرا في منتصف الطريق

البحر يغريه ولا أطواق نجاة تلاقيه

والبر يمد كفا لا تتسع لمشاعره ولا تكفي لتواسيه

ماذا بعد التيه؟

*تختبئ النفس في خيمة أفكارها قرب ضفة أحلامها

تتقافز خواطرها باحثة عن فرجة تتسلل من خلالها لتمارس شقاوتها الصبيانية بعيدا عن أعين الرقباء

نسمة وعبير

و بارقة من أمل تنتظر شارة النفير

وهناك على شجرة الحكمة العجوز، صوت لطائر يتحدّى السكون:

من الداخل يبدأ التغيير

وسوم: العدد 744