همسات القمر 182

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*في عيون العابرين على ممر الذكريات ألف حكاية

تكاد أسطرها تفرّ لشدة حماستها، تتهاطل باندفاع محموم يروي جفافها 

من لتلك الذكريات يأخذ بيدها إلى واحات تعيد لها الحياة؟

*توقظنا بعض المنامات المفزعة لندرك أنها مجرد كابوس نحمد الله أنه لم يكن حقيقة

ترى، متى نستيقظ من واقعنا المفزع ونحمد الله على جلاء كابوس شد الخناق على قلوبنا وأورثنا الحسرة والالتياع؟

ما من غيمة تلوح في الفضاء، مذ حرمنا شمسنا عرق العطاء

أجدبت أرضنا وبارت حقولنا ونفث في ترابنا نافخ من قهر وظلم وذل

أننتظر المزيد؟

نجمة بلهاء وليل ضرير، وأمة ما عادت تحسن النفير!

*افرش بساط نقائك على أرض صلبة ثم امنح النوم جفني السلام

*مئة عام

بوعد، ضاعت بلاد

وبصمت، أقفرت أرضنا من راية عز، وتكبيرة تشعل فتيل الجهاد

وطن أسير، وأمة تمزق شراع سفينتها ما بين جذب طامع وشد ماكر

ما عاد يهديها صوت نذير

تتمادى في فوضاها واجترار أساها، تثرثر قليلا بين نكبة وما تلاها..

تسحب لحاف لا مبالاتها وتغط في نوم عميق

متى تفيق؟

*وكأن صدوع النفس لا رأب لها

تتجبر فيها ذاكرة عنيدة تغرس معولها طولا وعرضا

تتسلط عليها سيول محمومة من أحاديث تجرفها إلى بحار لا شواطئ لها

تتلفت بعيون هاربة من كل شيء وإلى لا شيء

تتكئ على عصا الأمل وتجرجر ثوب الترقب والانتظار

لحظات من صبر، وجرعات من مرار

لا زالت قشعريرة صامتة من كهوف الحيرة اللاذعة تعصف بها..

من للنفس المبعثرة يلملم أوصالها؟!

وسوم: العدد 748