في أصل البناء والإعراب..

كانت العرب في الجاهلية تُقسم إلى قسمين:

أهل المدر :وهم أهل البناء المستقرون في القرى والمدن، وقد عرفوا بذلك لأن أبنية الحواضر إنما هي بالمدر، والمدر في اللغة : قطع الطين اليابس. والبناء، كما نعلم، يبقى ثابتاً من دون تغيير ولكن لصاحبه في البداية حق تحديد جهة بابه. أهل الوبر: وهم أهل البادية أي الأعراب، وإنما قيل لهم" أهل الوبر" لأن لهم أخبية وخياماً مصنوعة من وبر الجمال، ينتقلون بها من مكان إلى آخر بحثًا عن الكلأ والماء، لذلك فإن أماكن خيامهم وجهاتها تتغير باستمرار.

-فلما أراد النحويون واللغويون وضع أسس لقواعد اللغة العربية في القرن الثاني للهجرة استخدموا مصطلحات تعتمد على الموروث العربي مثل البناء وهو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة مع اختلاف العوامل فيها؛ والإعراب هو تغيير يلحق أواخر الكلمات العربية من رفع ونصب وجر وجزم، وهو يقابل البناء.

-المبني ما لا تتغير علامة آخره، اسمًا كان أو فعلاً أو حرفًا، مهما يكن موقعه من العبارة ومهما تكن العوامل المؤثرة فيه نحو: " كَتَبَ، رُبَّ، قَدْ، يُسافرنَ، هذا..". والمعرب ما تتغير علامة آخره في الكلام ما بين ضمة وفتحة وكسرة وسكون، على حسب تأثير العوامل فيه(حسب موقعه في الجملة) نحو: " سافرَ خالدٌ- رأيت خالدًا- مررت بخالدٍ- يُسافرُ خالدٌ- لم يُسافرْ خالدٌ..إلخ".

-السكون عكس الحركة، وعليه نحن نتحدث في النحو عن علامات وليس فقط عن حركات.

وسوم: العدد 803