قول على قول 4

هوامش على مقال (رأس) للشيباني(4) الشيباني ومجلة الأدب الإسلامي

شمس الدين درمش

قال الأخ عبد المنعم الشيباني في مقاله: "واطلاع على ما يكتب من نصوص أدبية من إنتاج أدباء الرابطة فهو إنتاجٌ عاديٌّ لا يعكس أي تميز جديد. والمصيبة أن يحتكر الكتابة "شلة" من المغرب ومصر والسعودية (حُمادي وقاسم وغباش وحيدر وبجاش) يظهرون دون غيرهم في كل عدد من أعداد المجلة بنصوص ركيكة بدائية وضعيفة إلا فيما ندر، ومصيبة أخرى أن يظن القائمون والمشرفون على الإنتاج والنشر أن كلمة (الدكتور) تحل محل (المبدع)."

هذه الفقرة يتحدث فيها عبد المنعم الشيباني عن مجلة الأدب الإسلامي، وقد وصف المجلة بالأوصاف الآتية:

1-أن ما يكتب فيها من إنتاج أدباء الرابطة.

2-أنه إنتاج عادي لا يعكس أي تميز جديد.

3-احتكار الكتابة "شلة" من المغرب ومصر والسعودية، ورمزه لأسماء الكتاب بـ (حمادي وقاسم وغباش وحيدر وبجاش)، وأنهم يظهرون دون غيرهم في كل عدد من أعداد المجلة بنصوص ركيكة بدائية وضعيفة إلا فيما ندر.

4- أن القائمين والمشرفين على الإنتاج والنشر يظنون أن كلمة (الدكتور) تحل محل (المبدع).

 

وقد مارس الأخ عبد المنعم الشيباني أسلوب تضليل قرائه في الحديث عن مجلة الأدب الإسلامي، والقائمين عليها، في النقاط السابقة، وبيان ذلك فيما يأتي:

1-مجلة الأدب الإسلامي تنشر لأعضاء الرابطة ولغيرهم، ولا تنظر هيئة التحرير عند إجازة المادة للنشر إلى عضوية صاحب النص في الرابطة على الإطلاق، ونشرت وما تزال تنشر نصوصا لا تعرف أصحابها أصلا.

 وعبد المنعم الشيباني وأمثاله يتوهمون أن المجلة تنشر لأعضاء الرابطة فحسب، فالمجلة لا تذكر عضوية الكاتب في الرابطة حتى ينظر إلى النصوص مجردا من العضوية وإيحاءاتها. وأجعل من العدد (41) الذي تأكدت من اطلاع الشيباني عليه، مثالا لتوضيح خطأ ما توهمه، ففي هذا العدد (43) كاتبا، منهم (16) كاتبا من غير أعضاء الرابطة. ومن حق الأعضاء على الرابطة أن تهتم المجلة بكتاباتهم، ولكن من غير مجاملة على حساب جودة النص.

2-إن ما ينشر في مجلة الأدب الإسلامي من مشاركات الأعضاء وغير الأعضاء، تحرص المجلة على أن يتوافر فيه الحد الأدنى من شروط النشر المعلنة شكلا ومضمونا، أو فنيا وموضوعيا، وهي ليست مجلة النخبة وحدهم! ولو كانت كذلك لأغلقت باب التواصل مع عامة قراء المجلة. ففي المجلة مستويات متنوعة من النصوص فنيا، وأقلها مقبول في عين النقد المنصف، وليس في عين من يبحث عن الشعر العربي المتميز في الهند!.

3-أما قوله: احتكار الكتابة شلة من الكتاب من المغرب ومصر وسورية، وظهورهم في كل عدد، ورمزه لأسمائهم ببجاش وغباش وغير ذلك، فأقول:

إن هذا الكلام منقوض بفهرس العدد 41 الذي اتخذته نموذجا، فلا يمكن أن تكون (شلة) من ثلاثة وأربعين كاتبا موزعين على 11 دولة عربية، كالآتي: مصر12، السعودية7، الأردن5، سورية5، المغرب5، العراق3، فلسطين2، وكاتب واحد لكل من الإمارات العربية المتحدة، وتونس، وموريتانيا، واليمن.

 فأمامنا توزع جغرافي يغطي العالم العربي من المغرب إلى المشرق يشمل نصف الدول العربية من حيث العدد، ويغطي أكثر من الثلثين سكانيا في عدد واحد!. فأين الشللية يا عبد المنعم الشيباني!؟ وكم نصا شعريا أرسلته إلى مجلة الأدب الإسلامي من اليمن؟

 وبحكم عملي في المجلة منذ العدد الأول أقول بيقين: لم تتلق المجلة أية مشاركة شعرية أو نثرية من عبد المنعم الشيباني قبل انتسابه إلى الرابطة، ولا بعدها، وديوانه الذي أتوقع أنه صدر منذ زمن لم يصل إلى الرابطة، وهو أقل شيء يمكن أن يفعله تجاه رابطة انتسب إليها طوعا من نفسه!

ولمن يستغرب زيادة عدد المشاركات من مصر أقول: إن مصر تشكل ما يقارب ثلث سكان الوطن العربي، وهي مركز الثقافة العربية، وهذا يجعلهم حاضرين في كل المجالات بقوة. أما السعودية فلأن المجلة تصدر في السعودية، وأكبر نسبة توزيع واشتراكات للمجلة داخل المملكة!. وأتحدى الأخ عبد المنعم الشيباني – أقول: أتحدى!- أن يورد أربعة أسماء متكررة في أربعة أعداد متتالية في أية مرحلة من المجلة ليثبت مقولته: "وأنهم يظهرون دون غيرهم في كل عدد من أعداد المجلة بنصوص ركيكة بدائية وضعيفة إلا فيما ندر." ماعدا كتاب بعض الأبواب الثابتة مثل الافتتاحية، والأخبار، والأقلام الواعدة، والورقة الأخيرة. مع العلم أن كل المطبوعات الصادرة من الصحف والمجلات في العالم فيها كتاب زوايا ثابتة، لتأمين قدر من الثبات والقوة للمطبوعة حسب وجهة نظر هيئة التحرير فيها، ومجلة الأدب الإسلامي ليست بدعا في ذلك، فلديها بعض الأقلام النقدية المستكتبة التي تفخر بنشر كتاباتهم مثل د.عماد الدين خليل من العراق، ود.حلمي القاعود من مصر وغيرهما ممن يجد المتابع مقالاتهم الموضوع الأول، الصفحة الرابعة من المجلة.

وأطلب من الأخ الشيباني أن يكشف الأسماء الحقيقية لمن رمز إليهم بـ(حمادي وقاسم وغباش وحيدر وبجاش) لأعطيه وأعطي القراء الكرام بكل شفافية عدد المرات التي نشرت لكل منهم، ومنهجية النشر المتبع بدلا من رمي الآخرين بالبهتان ظلما وعدوانا!

 أقول: أتحدى أن يأخذ عشرة أعداد من المجلة من أية مرحلة – آخر عدد صدر هو 79- ليثبت ما يقول، ولنعتذر له عما نقول على الملأ! وأنا أعده أن يتغير منهج النشر بصفتي سكرتير التحرير، والعامل الوحيد المستمر في المجلة مع رئيس تحريرها منذ العدد الأول! فإن لم يفعل؛ فليعلم القراء الأفاضل أنه جانب المنهج الصحيح في النقد، وأنه رمى مجلة الأدب الإسلامي بالبهتان!.

وبعد ما قدمت يبقى تجني قول الشيباني: "ومصيبة أخرى أن يظن القائمون والمشرفون على الإنتاج والنشر أن كلمة (الدكتور) تحل محل (المبدع)"؛ باديا للعيان، ولا أدري كيف سمح لنفسه مثل هذا الكلام!؟ وكيف عرف أنهم يظنون كذلك!؟ المصيبة حقا أن يعتقد الأخ عبد المنعم الشيباني بهذا، وأن يبني عليه حكمه! وهو الرجل الأكاديمي الذي كان يحضر للدكتوراه في الهند عند كتابة مقاله! أي منهجية علمية أكاديمية أوصلته لاكتشاف هذا الظن لدى القائمين والمشرفين على الإنتاج والنشر في المجلة!؟.

إن مجلة الأدب الإسلامي فيها إبداعات لأكاديميين ولغيرهم، ومنهج المجلة منذ العدد الأول هو الحفاظ على اللقب الأكاديمي للكاتب ناقدا أو مبدعا، هذا حقهم! وجل المجلات والصحف تفعل ذلك، ولو وجد من لا يفعل فذلك لا يلزم غيره.

 وقد تضمن العدد (41) المثال النموذج بيني وبين الأخ عبد المنعم (19) نصا إبداعيا، منها: 12 نصا شعريا؛ لـ(5) أكاديميين، و(7) غير أكاديميين.

 و(7) نصوص نثرية، قصة واحدة لأكاديمي مصري (د.سمير عبد الحميد) يعمل الآن في جامعة يابانية مترجم النص من اللغة الأردية لأديب هندي! –حيث يبحث الأستاذ الشيباني عن الشعر العربي! و(3) قصص لغير أكاديميين، ومسرحية واحدة لغير أكاديمي، وخاطرتان لغير أكاديميين!.

فأين قول عبد المنعم الشيباني أن القائمين والمشرفين على الإنتاج والنشر في المجلة يظنون أن كلمة (دكتور) تحل محل (المبدع)!؟

 فالمصيبة حقا أن يظن الأخ الشيباني في مجلة الأدب الإسلامي ما قاله، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.