هوامش على مقال (رأس) للشيباني

أولية الدعوة إلى الأدب الإسلامي

شمس الدين درمش- الرياض

قرأت مقال الأخ الأستاذ عبد المنعم الشيباني عن رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الموقع الإلكتروني (مأرب برس)، بعنوان: (رابطة الأدب الإسلامي.. رأس)، ووجدت أنه بحاجة إلى عدد من الهوامش المهمة توضح بعض ما غمض عليه، وتفصل ما أجمل، وتضيف على ما يحتاج إلى إضافة، وتعترف له بما أصاب فيه، وتصوب ما أخطأ.

 ولقد جاء مقاله حافلا بالأفكار المثيرة حول الأدب الإسلامي وأدبائه ورابطته، وبدا لي أنه على عجل من أمره، وقلما استعجل شخص في نقد الآخرين وحالفه التوفيق في جل ما أراد. وقد قيل:

قد يدرك المتأني بعض حاجته/ وقد يكون مع المستعجل الزلل

 ولئن بدا بعض الأحيان أنه قاس في نقده قسوة مفرطة فإني على قناعة أنه يريد الوصول إلى الأفضل من وجهة نظره، والارتفاع بالرابطة في الواقع إلى مستوى الفكرة التي تدعو إليها، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله!.

 وأمهد للكلام في الموضوع بالمثل الذي افتتح به ميخائيل نعيمة كتابه النقدي الغربال: "من غربل الناس نخلوه"، وأضيف عبارة شبيهة فأقول: ومن نخل الناس عجنوه!.  فأنا وهو بين الغربال والمنخل لنصل إلى صافي الحَبِّ والطحين، حتى لا يكون الكلام جعجعة بلا طحن، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية،  وألتمس العذر لردي المتأخر؛ لأني ما رأيته إلا من قريب، وبالله التوفيق.

***

وأبدأ بالهامش الأول عند قول الأخ عبد المنعم الشيباني عن الرابطة: "وهي حصيلة دعوة قديمة نادى بها مؤسس هذه الفكرة والداعي الأول لها الأديب والروائي الراحل نجيب الكيلاني من مصر.."

فهل نجيب الكيلاني هو مؤسس هذه الفكرة والداعي الأول لها؟

يقول نجيب الكيلاني في مقدمة كتابه (الإسلامية والمذاهب الأدبية، ص5-6): "ومع ذلك فإن الفن الإسلامي عامة، والأدب الإسلامي خاصة وتعريفهما في ظل العقيدة الدينية، ودراساتهما على ضوئها، لم يحظ بما هو أهل له من تمحيص ودراسة. ولقد لفت نظري هذا النقص منذ سنوات، وكنت دائم الحديث فيه مع إخواننا المهتمين بالدراسات الإسلامية، وحاولت منذ عام 1956- وأنا أعد دراستي عن الشاعر الفيلسوف المسلم محمد إقبال، أن أقدم- من خلال دراستي التطبيقية لشعره وفلسفته- بعض الخطوط العريضة لمفهوم الفن والأدب عنده..

ثم كان أن ألقى الأستاذ (السفير صلاح الدين السلجوقي) محاضرة في المؤتمر الإسلامي بالقاهرة عن أثر الإسلام في الفنون والعلوم، كشف فيها عن بعض الآثار الجديرة بالدراسة والاعتبار. وعندما صدرت الطبعة الأخيرة من كتاب الأستاذ سيد قطب عن النقد الأدبي وجدت فيه بعض إضافات أهمها محاولة لتعريف الأدب – أو الفن- الإسلامي، وكان أبرز ما قاله هو ما أسماه التصور الإسلامي للكون والإنسان والطبيعة، وأن الأديب المسلم هو الذي يعبر عن كل هذا تعبيرا فنيا من خلال تصور إسلامي. ثم أخرج الأستاذ محمد قطب كتابه منهج الفن الإسلامي، وسار فيه على نهج التعريف الذي وضعه شقيقه الأستاذ سيد قطب، ولم يخرج عن الخط العام الذي رسمه..." (ا.هـ)

ويبدو لمن يقرأ هذا النص أن نجيب الكيلاني هو أول من دعا إلى الأدب الإسلامي، ويليه الأستاذ صلاح الدين السلجوقي، غير أنه لم يذكر تاريخ المؤتمر، بينما حدد بداية محاولته الكتابة حول الموضوع عام 1956م.

***

        ويرى باحثون آخرون غير هذا، يقول د.صالح آدم بيلو (من السودان) في توطئة كتابه من قضايا الأدب الإسلامي (ص7-8): "أما من جهة حداثة الدعوة وجدتها إلى هذا المذهب الإسلامي في الأدب والنقد؛ فلعل أول داعية له –حسب علمنا- هو الأديب الناقد الشهيد سيد قطب؛ إذ بادر إلى هذه الدعوة، وشفعها بالعمل المنفذ الجاد في الجريدة التي كان يرأس تحريرها، والتي كانت تصدر في القاهرة بعد زمن وجيز من قيام الحركة العسكرية عام 1952م، ويشرف على باب الأدب فيها حتى تجد فكرة الأدب الإسلامي حسب تصوره طريقها إلى التنفيذ والبروز إلى حيز الوجود. فشرع يكتب مقالات حول هذا المفهوم تحت عنوان منهج للأدب، ثم طرح الفكرة فاتحا الباب لمناقشتها من الأدباء والنقاد، طالبا تقديم النتاج الأدبي الذي يمثل هذا التصور الإسلامي للأدب..، وقد ضمت هذه المقالات إلى مقالات أخرى داعيا فيها إلى كتابة التاريخ الإسلامي من جديد، وتصحيح ما وقع من أخطاء لا تليق في كثير مما كتب وسجل، وصدرت في كتيب باسم في التاريخ فكرة ومنهاج، عن الدار السعودية بجدة عام 1387هـ/ 1967م.

وفي عام 1961م أخرج الأستاذ محمد قطب كتابه منهج الفن الإسلامي؛ استجابة لدعوة شقيقه، بسطا وتركيزا لفكرته، إذ تناول تقريبا جميع قضايا الفن، ومنه الأدب، فبسطها وناقشها مناقشة مستفيضة من وجهة نظر الإسلام فيها، فكان هذا الكتاب أول كتاب كبير ومهم في هذا الميدان؛ تلاه من بعده الأديب الروائي الطبيب الدكتور نجيب الكيلاني، فقدم في عام 1963م، كتابه الإسلامية والمذاهب الأدبية، متجها بدراسته وجهة أدبية جمعت بين النظرية والتطبيق.." (ا.هـ)

ونجد فيما كتبه د.صالح آدم بيلو أن الكيلاني جاء ثالثا في ترتيب الدعوة إلى الأدب الإسلامي.

***

ويقول د.محمد علي سلامة (من مصر) في كتابه الأدب الإسلامي أصوله وقضاياه نحو رؤية جديدة (ص15-16): "نشأت فكرة الأدب الإسلامي من خلال دعوة أطلقها الشيخ أبو الحسن الندوي حينما اختير عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق...، وتزامن ذلك مع مقالة عرضها الشيخ سيد قطب في مقالة له بعنوان: منهج الأدب الإسلامي، أثبتها في كتابه النقد الأدبي أصوله ومناهجه، ويبدو أنه نشرها في إحدى الدوريات بعد تأليفه الكتاب، وحينما أعيد طبع الكتاب... ضمت إليه.. وقد كرس أخوه محمد قطب الدعوة إلى الأدب الإسلامي في كتابه منهج الفن الإسلامي معتمدا في كثير من الأحيان على مقولات أخيه سيد في كتبه عن التصور الإسلامي وخصائصه ومقوماته، والتصوير الفني في القرآن...، ثم أصدر الطبيب المصري الدكتور نجيب الكيلاني بحثا نشر في كتاب حول: الإسلامية والمذاهب الأدبية، يعرض فيه رؤية إسلامية للمذاهب الأدبية..." (ا.هـ)

ونجد فيما قاله د.محمد علي سلامة أن الدكتور نجيب الكيلاني جاء رابعا في الدعوة إلى الأدب الإسلامي. وما ذكره د.سلامة عن مقال منهج للأدب الإسلامي لسيد قطب في كتاب النقد الأدبي أصوله ومناهجه ليس فيه، إنما في كتابه: في التاريخ فكرة ومنهاج.

***

ويناقش الدكتور كمال أحمد مقابلة (من الأردن) الموضوع في كتابه آراء رابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأدب والنقد (ص 75-80) فيقول: "فمع أن الجميع يعترفون بفضل الندوي، ولا ينكرون دوره في الدعوة إلى فكرة الأدب الإسلامي؛ إلا أن بعضهم لا يقف بحدود المصطلح عند دعواته المتكررة، بل يعود إلى منتصف القرن العشرين، فهذا نصر الدين دلاوي يرى بأن ولادة المصطلح كانت على يد سيد قطب، حيث يؤكد أن وثيقة ميلاد هذا الأدب، ويعني الأدب الإسلامي، هي مقال كتبه سيد قطب سنة 1951م، بين دلالة هذا الأدب وماهيته،  وتناول فيه قيمته وأبعاده. ويؤكد هذه المقولة مأمون جرار حيث يقول: قد صدرت الدعوة أول ما صدرت من قلم سيد قطب رحمه الله،.. في مقال له... نشر من بعد في كتيب: في التاريخ فكرة ومنهاج. ولا شك أن هذين الخبرين يؤكدان استخدام سيد قطب لمصطلح الأدب الإسلامي، ولكن لا يعلم إن كان قصد به الدعوة إلى نظرية إسلامية في الأدب كما أرادت الرابطة فيما بعد." (ا.هـ)

ونصر الدين دلاوي (من الجزائر) ذكر أولية سيد قطب في  مجلة الأدب الإسلامي (ع17/ ص103)، في عرض موجز لرسالته الجامعية في الماجستير بعنوان: (الحركة الواعية بالأدب الإسلامي الحديث) وأحال فيما أحال إلى: عبد الله محمد الخباص في كتابه سيد قطب الأديب الناقد، ص331، وفيه أيضا ببليوغرافيا سيد قطب ص 393-396. وقد يكون مستند د.مأمون جرار (من الأردن) في المعلومة هو مصدر الدلاوي أيضا، أو الدلاوي نفسه؛ لأن المقال الذي أشار إليه مأمون جرار بعنوان: منهج للأدب هو المقال ذاته الذي عناه نصر الدين دلاوي، ود.محمد علي سلامة، ود.صالح آدم بيلو، ونجيب الكيلاني، مع الاختلاف في تاريخ النشر ومكانه.

***

والذي يظهر مما كتبه صلاح الخالدي (من الأردن) في كتابه: سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد (ص107-108، ط1، دار القلم، دمشق، 1991م) بخصوص مقال منهج للأدب أنه نشر في مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية (ع1/ ص14، بتاريخ 2/5/1954م)، وكان سيد قطب يرأس تحريرها، وتوقفت بعد صدور عدة أعداد بتاريخ 5/8/1954م.

***

أما ما ورد في السؤال الذي وجهه د.عبد القدوس أبو صالح –رئيس رابطة الأدب الإسلامي حاليا- في اللقاء الذي نشرته مجلة الأدب الإسلامي في العدد الثاني مع الشيخ أبي الحسن الندوي بأنه أول من طرح مصطلح الأدب الإسلامي في الخطاب الذي ألقاه منذ نصف قرن بمناسبة اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق؛ فقد قال الشيخ أبو الحسن في جواب ذلك: "لقد كان مصطلح الأدب الإسلامي يعني عندي مفهوم الأدب الإسلامي بمعناه الواسع الهادف البناء في فكري وكتاباتي التي كتبتها في هذا الموضوع من أول يوم، وقد شرحته في بعض مقالاتي التي جاءت في كتاب نظرات في الأدب، وفي كتاب روائع إقبال."

وهذا ما أشار إليه كمال مقابلة في كتابه السابق الذكر، وورد في هامش الصفحة 75 أن مجلة (البعث) الإسلامية ذكرت أن ذلك كان عام 1956م. وهي مجلة تصدرها ندوة العلماء في الهند. والصواب في هذا التاريخ هو عام 1957م؛ حسبما ذكره الشيخ الندوي في (ج2/ ص143) من كتابه مسيرة حياة.

وبالاعتماد على ما قاله الشيخ الندوي وما كتبه سنة انضمامه إلى المجمع العلمي بدمشق؛ لا يكون هو أول من أطلق مصطلح الأدب الإسلامي.

***

 وقد حقق هذا الأمر الباحث د.عبد الله صالح الوشمي في رسالته للماجستير، التي نشرها بعنوان: جهود أبي الحسن الندوي النقدية في الأدب الإسلامي، بعد أن كان عنوان الرسالة حين المناقشة: جهود أبي الحسن الندوي في تأصيل منهج الأدب الإسلامي، وقد نوقشت بجامعة الإمام بالرياض بتاريخ 5/11/1423هـ، وصدرت بصورة كتاب عن مكتبة الرشد بالرياض عام 1426هـ/ 2005م. فقد قال الباحث في تأصيل أولية دعوة الندوي إلى الأدب الإسلامي (ص105-106):

 "ومن هنا، فإن الذي نريد أن نلفت الأنظار إليه أننا حين لا نجد في مقاله الخاص لمجلة المجمع العملي العربي دعوة صريحة إلى الأدب الإسلامي؛ فإننا نجد في تراث الندوي الكثير ما يدل على دعوته إلى الأدب الإسلامي بصراحة، وبحثه عن نماذجه منذ القدم، وسعيه في تأصيل الأدب وتوجيهه دينيا في مراحل متقدمة نسبيا، ومن ذلك أول مقالة كتبها لمجلة الضياء-الهندية- حال صدورها، وذلك في العدد الأول منها، وقد كان المقال بعنوان (الأدب النبوي)، وقد صدرت هذه المجلة كما يقول الندوي في عام 1351هـ، 1932م.

ومن ذلك ما نراه في كتابه (مختارات من أدب العرب) الذي ألفه في عام 1940م الموافق لعام 1359هـ، من نصوص يتضح لقارئها السمة الإسلامية الواضحة في الاختيار والتوجه. ولا يجب أن نفهم دلالة عنوانها فهما هو ضد الحقيقية؛ كأن يقول قائل: إنها عربية ولم ينص صاحبها على إسلاميتها، إذ إن هذه مغالطة يدفعها ما يقوله الندوي عنها: إنها "جاءت بإذن الله مجموعة تمثل الأدب العربي الإسلامي في جميع مظاهره ومناحيه الأدبية والتاريخية والتهذيبية، من العصر الإسلامي الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري".

 وها نحن نراه في إشارة أخرى في عام 1370هـ، 1951م، من طرح سؤاله المهم وهو: كيف يوجه الأدب التوجيه الديني؟ وذلك في حديثه مع الدكتور محمد أحمد الغمراوي في أثناء زيارته إلى مصر، بل إننا نجد الندوي في محاضرة له في عام 1387هـ، الموافق 1958م، وهي بعنوان (ردة ولا أبا بكر لها) يورد نصا صريحا يدعو فيه إلى إنشاء منظمات للأدب الإسلامي، فيقول: إن العالم الإسلامي في حاجة إلى منظمات علمية تهدف إلى إنتاج الأدب الإسلامي القوي الجديد، الذي يعيد الشباب المثقف إلى الإسلام.

ويتضح لنا مما سبق أن الندوي منذ 1351هـ، الموافق 1932م، وهو حريص على توجيه الأدب توجيها دينيا، والإسهام في تقديم نماذجه، ولعل في هذه الشواهد ما يدل المنصف على أن دعوة الندوي للأدب الإسلامي قديمة، وأنها لم تكن وليدة المقال الذي سطره بمناسبة اختياره مراسلا للمجمع العلمي العربي بدمشق، بل هي سابقة لهذا التاريخ بسنوات.

هذا؛ بالإضافة إلى ما يتناثر في سيرته الذاتية من آراء نقدية تشي بالتوجه الإسلامي في الأدب الموجود عنده منذ البدايات في التأليف والكتابة، فهو يذكر عن نفسه وبعض زملائه أنهم كانوا يعرفون أساليب الكتاب والمفكرين العرب أكثر من غيرهم، وأنهم كانوا يبدون آراءهم حول انحراف بعضهم الديني والفكري، وأنه وجد فائدة ذلك في رحلته إلى مصر في عام 1951م، مما يدل على كون هذا التوجه العميق موجود قبل هذا التاريخ.

وكذلك ما يرويه الندوي عن كتاب حكايات الأطفال المقرر في دار العلوم –بالهند- لمؤلفه كامل كيلاني، وكيف كان يحز في نفس الندوي بعده عن الدين، وعلمانيته، الأمر الذي دفعه في عام 1943-1944م، الموافق 1363-1364هـ، أن يؤلف قصص النبيين للأطفال، وقد كان وُكْده فيها أن يقترب من لغة القرآن، وأن يشتمل على العقائد بأسلوب مبسط، بما يكرِّه الكفر والمعاصي للأطفال، ويحبب إليهم الإيمان والعقيدة.

 ولذا؛ فنحن من خلال هذه النصوص والأحداث نستطيع أن نثبت ريادة الندوي المبكرة في الدعوة للأدب الإسلامي، وأن هذه الدعوة لم تكن مرتبطة بمقاله في المجمع العملي العربي بدمشق، وإنما تعود إلى كتابات وآراء سبقت هذا التاريخ بسنوات، مما يجعله بحق الرائد الأول في الدعوة إلى الأدب الإسلامي."

(انتهى النقل من كتاب الباحث د.عبد الله الوشمي، الأستاذ بجامعة الإمام، والرئيس السابق للنادي الأدبي بالرياض، وأمين عام مركز الملك عبدالله للغة العربية بالرياض، الآن.)

***

إذاً؛ نحن هنا أمام حقائق توصل إليها الباحث عبد الله الوشمي، وكشفها لنا مؤرخة، وموثقة من مصادرها في مؤلفات الشيخ أبي الحسن الندوي في ريادته الدعوة إلى الأدب الإسلامي منذ أعوام (1932، و1940، و1944م، و1951م)، وأنه أول من دعا إلى إقامة منظمات للأدب الإسلامي في عام (1958م).

***

 وهذا يجعلنا نضع احتمالا في أن يكون سيد قطب متأثرا بأبي الحسن الندوي في مقاله الذي كتبه عن الأدب الإسلامي عام (1951م) – إن ثبت ذلك-  خصوصا أن لقاءات الندوي في مصر كانت حافلة، بسبب الحفاوة بكتابه ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ الذي سبق مقدمه إلى البلاد العربية، ثم أعاد سيد قطب نشر المقال عام 1954م في المجلة التي رأس تحريرها. ويكون نجيب الكيلاني بهذا الترتيب واقعا تحت احتمال تأثره بالفكرة بما كتبه سيد قطب في مجلة (الإخوان المسلمون)، فضلا عما ذكره هو من تأثره بمحمد إقبال، الذي كان –أيضا- مؤثرا أدبيا كبيرا في الشيخ أبي الحسن الندوي كما ذكر في كتابه روائع إقبال، وخصوصا أنه عقد عنه عدة ندوات في القاهرة في أثناء وجود الندوي فيها.