مظفر النوّاب: (4) .. رائد الثورة العامية الحديثة

مظفر النوّاب: (4) ..

رائد الثورة العامية الحديثة

د. حسين سرمك حسن

(( حِسّكْ عَضّانِيْ مْنِ شْفافِي ))

                            ( مظفر النواب )

                       من قصيدة ( أوْكَحْ منّك )

(( عندما يَجْهَزِ التلميذُ .. يظهر أستاذه ))

                         (حكمة وردت في فيلم - زورو-)

من ميزات روّاد الشعر الحديث (السياب ونازك أساسا ثم البياتي لاحقا) ، هو أنهم تتلمذوا في مراحلهم التمهيدية - أو الانتقالية - على أيدي من سبقوهم من شعراء العمود وخصوصا الجواهري كما بيّنا - اعترفوا أم أبوا - ، ثم كان لهم شرف النهوض بالحركة التجديدية الثورية . لكن مشكلة النواب هو أنه انبثق هكذا.. النواب رائد الثورة العامية الحديثة في الشعر الشعبي وفارسها الوحيد . ومن أقوال الإغريق المأثورة هو : ( عندما يجهز التلميذ..  يظهر أستاذه ) ، وقد أسهم أساتذة العمود الشعري في إنضاج إمكانات تلاميذ الحركة الثورية الحداثية الفصيحة حتى استوى وجود هؤلاء على سوقه ، ثم انقلبوا على أساتذتهم بعد ذاك ، ولكن بقوا متعايشين معهم حتى يومنا هذا . والأبناء الثائرون أنفسهم استمروا في كتابة قسم من قصائدهم بالطريقة التي تمردوا عليها ، في حين أن "التلميذ" مظفر النواب حين نضج ، ظهر أستاذه ، وكان هذا الأستاذ – ويا للعجب - هو مظفر نفسه.

في قصيدته ( ثورتنا المقدسة ) وهي من مجزوء التجليبة ، وكتبت في أواخر الخمسينيات ، يقول الشاعر الثائر (عبد الحسين الكصّاد ) في وصف الثورة العراقية وأبطالها الأشاوس ، وهو مؤرخٌ شاهدٌ لأنه كان من المساهمين فيها :

ارجال اعراگنه ثارتْ – وسار النصر ويّاها

شبّتْ للحرب نيران – وانشالت رواياها         

              #    #     #

من شالت رواياها – وشبّتْ للحرب نيران

يوم اتلثطعش شوّال – وثلاثين بحزيران

ابيوم البرميثة الجو – انحاس أووّقفوا شعلان

إجو عشرة الظوالم ليه – أوكسرو باب مبناها

والقصيدة تقع في أكثر من (64) بيتا تنحو هذا المنحى المباشر الذي لايزيد في تشكّله الظاهر عن كلام يومي وصفي أخذ شكل القصيدة - لا الشعر- من خلال التنظيم العروضي . لكن مظفر يقول في قصيدة (سفن غيلان ازيرج) وهي من قصائد الهم الوطني الفريدة التي لا يمكن قياسها على أي أنموذج سابق :

(( زِلِمْنه تخوضْ مي تشرين ..  حدر البردي تتنطرْ

زِمِنْه اتحزْ ظلام الليل ..          تشتلْ ذبحة الخنجرْ

زلمنه الماتهاب الذَبِح     ..       تضحك ْساعة المنحرْ 

يَساگي الشمس من عينك  ..      ابعزْ الشمسْ حُب أخضرْ

لَوَنْ حلّت نَسِمْةِ الليل .. شعرك .. تِنْشِگْ العنبرْ

أَحُطْ الحِجِلْ للثوار ..               گمره زغيره عالمَعْبرْ

وأشيّم أترف النجمات ..            فوگ شراعكم تسهرْ

     سُفُنْ غيلان ازيرج تِنْحر الذاري

      لَوَنْ ودّنْ سُفُنْهُم يمّك اخباري .. ))  

ونحن هنا - ولأول مرة في تاريخ الشعر العامي العراقي - لا نجد أنفسنا أمام حديث يومي وصفي مباشر منحه التنظيم العروضي شكل القصيدة ، بل نجد أنفسنا ، نقف وبخشوع ودهشة ، أمام الشعر بجلاله المهيب . لأول مرة تأتي المفردة ( نازكة ) و ( نظيفة ) وهادئة يتكفل احتدام روح الشاعر المُحبط الناقم المُحتدم بتحميلها بألوان من الشحنات العاصفة .

قبل مظفر ، من المستحيل عليك – وسيضيع جهدك هباء منثورا – أن تجد في الشعر العامي العراقي تراكيب من نمط الظلام الذي ( يُحزّ) بأذرع الرجال الباشطة..

قبل مظفر الخنجر يذبح ويقطّع ويميت ، ولكن على يدي مظفر صارت عملية الذبح بالخنجر فعل ( شتال ) دوري عزوم  .. لأول مرة - وبعد أن كانت اللغة تتلاعب بمقدرات الشاعر وفق أعرافها الإستعمالية اليومية الجمعية القاهرة - يظهر شاعر يتلاعب باللغة وفق قدراته الخلاقة العالية .

قبل مظفر كان الشعر العامي العراقي ، بقواعده الإستعارية المحدودة وضيق أفق النظرة اللغوية والجمالية ، قد يتحمل صعود الفرد إلى ذرى الشمس بشجاعته وجرأته، لكنه غير قادر– معرفيا وفنيا – على استيعاب تركيب مجازي ثوري يسقي فيه الفرد عين الشمس – في عزّ جبروتها – حُبّا اخضر!! وفي أحشاء هذه الصورة الهائلة هناك تصوير تشكيلي عجيب غائر تتقابل فيه عين الفرد مع عين مفترضة للشمس!! ،

قبل مظفر كانت رؤية الشاعر الجمالية سابقا عاجزة عن أن تؤسّس لتناظر موغل في الجمال بين استدارة حجل الفتاة– الراوية في تحوّلها من كيان ماديّ محدود يحيط بالساق إلى عنصر كوني ( گمرة ) – برغم أنها ( زْغِيْرَه ) ، والتصغيرعند النواب تكبير وتضخيم من خلال صدمة الجناس التشكيلي غير المحدود - عنصر شمولي التأثير يضيء للثوار طريق عبورهم نحو ضفة الخلاص .

لقد دخل الشعر العامي ، وبصورة لا سابقة لها ، ساحة المجاز الشعري الحقيقية .. فلم نجد قبل مظفر أن نجمة ترف فوق الشراع وتسهر بتأثير نخوة من أمرأة تحترق عشقا لرجلها المقاوم الجبّار .... ولا امرأة تفلّ حسرتها – بما يحمله ( فلّ ) الحسرة من معان موروثة في اللاشعور الجمعي – في شليل المحبوب .. ولا كيف ينتهي سهر النجوم حين ينطفيء لونها الأزرق وذلك بفعل تغنّي القصب بحنين الحبيبة العارم لحبيبها الغائب :

(( زلمنه تخوض مَيْ تشرين  ..    حَدْرِ البردي تِتْنَطّرْ

زلمنه تغني ....... والخنجر ،       يِشِگّ الروح ، (عالمَيْمَرْ)

لَوَنَ كِلّ الگُصَبْ غنّه                 بحنيني لشوفتكْ ، يا أسمرْ

يِسِلّ الگُصَبْ سِلّ أصفر ...          وأَظِنّ الماي يِتْمَرْمَرْ

وأظنْ حتى النَجِمْ يطفي               زَرَاگه ، ولا بَعَدْ يِسْهَرْ

                                 وأَظِنْ أكثرْ ... ))

ولا أعتقد أن أحدا قبل النواب اجترح - وبصوت مدوّ - إعلان الخطاب العاطفي في القصيدة العامية بضمير المتكلم الأنثى .هو الذي كشف ، واستثمر بجسارة ، صوت الظلّ الأنثوي البهي في شخصيته – شخصية الشاعر – هذا الظل الذي هو المسؤول عن الإبداع في حياة الإنسان عبر كل العصور . والأدهى من ذلك أنه اجترح هذا الإعلان عشقا ثوريا تمتزج فيه نداءات القلب الملتهبة بالهم الجمعي النضالي . إنها بادرة فريدة في مسيرة الأدب العامي العراقي – وحتى العربي - أن ينبري شاعر ليكتب خطاب إمرأة تفضح حبّها العاصف لحبيب مناضل ثائر هي التي تمنحه مدّ المعنويات مرّة ، وتستجير بعشقه مرّة ثانية ، وتتمزّق حدّ الإنذلال بسبب انقطاع الرجاء وانعدام الاستجابة المقابلة مرة ثالثة :

((يا مْعوّدْ .. دِخِيْل امرُوْتَك السَمْرَه

دِخِيلْ الشوگ .. أَحِبْ ڇفّكْ .. أحِب إيْدَك .. وْشُوفْ اشْفافْ (شفاه) .. لوْ جمره

ولِيالِي الصيفْ ما ودّتلك اخباري

دَ سِيل الجاري .. يحڇيلك على الجاري

سُفُنْ غيلان راحتْ تِنْحَرِ الذاري

وحگْ عَيْنْ التشوفكْ مِيْلْ ..

                              وآزودْ مِنْ مسافةْ مِيْلْ

         راحتْ تِنْحرْ الذاري .. ))  

وهذه الخلطة العجيبة ، جديدة تماما على الشعر العامي العراقي منذ ظهوره.. إنها خلطة نوّابية بعلامة مميزة حمراء كتب عليها ضمنيّا ( إحذروا التقليد ). وقد حاول الكثيرون من شعراء العامية الذين اعقبوا النواب تقليدها ففشلوا وأصابهم الخذلان ، وبقى مظفر لوحده في ساحة الشعر ، تزدهر غابته يوما بعد آخر وقصيدة بعد أخرى حتى يومنا هذا..

ومع وجود السياب ، كان هناك شعراء آخرون جايلوه ، أو سبقوه ، لم يجدوا عناءً كبيرا في فكّ أسرار شفرته، في حين لم يستطع أحد فك أسرار الشفرة النوابية على الرغم من أنها بسيطة ، ولكن - دائما - يكمن التعقيد في البساطة ، وأتمنى أن يراجع القاريء تحليل المحلّل النفسي الفرنسي ( جاك لاكان ) المعجز لقصة ( إدغار ألن بو ) (الرسالة المسروقة) ، ليمتلك مقتربا أمينا يعينه على الإمساك بالطريق الموصلة إلى مفاتيح الشفرة النوابية التي كان حال الشعراء اللاحقين مثل حال رجال زوجة الملك التي سرق الوزير الرسالة منها وأخفاها في مكان لم يجده فيها أحد منهم ، لأنه وضعها في أقرب مكان ( متوقع ) إليهم ، ثم جاء المفتش العجوز ليفكر بـ ( بساطة ) مُحكمة ، ويعثر عليها في المكان الذي لا يفكر فيه أحد لأنه المكان الذي يفكر فيه الجميع عادة :

(( سُفُنْ غيلان ازيرجْ تضوي بالعبرهْ

يا غيلان ، يا غيلان ازيرج ، گلبي شيصبره ؟

إِخِذْ كلّ الزِلِمْ وامْلِي السُفُنْ ، يا عيني .. الله وياكْ

و فَدْ (فقط) ڇِلمَةْ عِشِگْ حلوه ،  أَظِنْ إلها مِچانْ هناكْ

ذِبْها (أًلْقِها .. إرميها ) بْسِكْتَةِ العُنبار .. يا غيلان

خَلْها (دعها) تعانِگ السِكّانْ (المِقوّد) .. يا غيلان

شارةْ نَصُرْ للسفّان .. يا غيلان .. ))

نحن لم نر من هو غيلان ازيرج الثائر حتى الآن إلّا من خلال صوت العاشقة اللاهث ، الذي يعزّز حرقته ، الإيقاعُ المتسارعُ للقصيدة وتكرار النداء الموجع ( يا غيلان ) الذي يأتي مدوّيا ، لكن كسيرا بلا رجاء .

إنّ مزاوجة العشق بالثورة ، بل التحامهما المميت ، لم نجد له أنموذجا واحدا في مسيرة الشعر العامي العراقي المديدة قبل ذلك . وهذه المزاوجة المُحكمة قد نُسجت بمسارات ملتحمة  ومنضبطة ، أسّست - وبسبق بارز - لوحدة القصيدة الموضوعية من خلال (السرد). صار لدينا في القصيدة العامية حكاية و ( حُبكة ) بعد أن كانت هناك حكاية مُملة طويلة مفككة الأوصال، حكاية تشد المتلقي وتجعله ينتظر نهايات الوقائع ، في الوقت الذي كانت فيه الأحداث في القصيدة القديمة عبارة عن تنضيد مشاهد لا أواصر تجمعها .

كانت مشكلة القصيدة العامية الكلاسيكية تشبه – في جانب أساسي منها – معضلة القصيدة العمودية وهي أنها قصائد ( بيت ) ، أبيات يُنضّد الواحد منها فوق الآخر ، بحيث أنك لو قدمت بيتا على الآخر لن يختل نظام القصيدة . خُذْ أي قصيدة عموديّة  وحاول أن تقدم أو تؤخر في ابياتها ستجد أن معمار القصيدة لن ينهار مطلقا. والمشكلة أنه حتى الجواهري الذي اعتبرناه عرّابا للحركة الشعرية الثورية الجديدة التي قامت في جانب منها على تنوّع القوافي – وهذا ما كشفه الناقد المبدع الدكتور محمد حسين الأعرجي في كتابه المهم عن الجواهري – كان يضع ورقة يكتب عليها الكلمات التي تنتهي بحرف الروي المطلوب ثم يبدأ بصياغة الأبيات بحيث تنتهي بقافية الكلمة المثبتة أمامه بصورة مسبقة - طبعا لو أعطينا أي شاعر ألف كلمة تنتهي بحرف روي واحد لن يستطيع خلق قصيدة عظيمة من مائة بيت مثلما كان يفعل الجواهري الكبير.  وهذا ما كان يحصل في القصيدة العامية القديمة أيضا . لكن مظفر ألغى هذه القاعدة البائسة وابتكر وحدة للقصيدة عبر السرد المخاتل الذي يقوم على أساس مراوغة المعنى وعدم رسم مساره بطريقة مستقيمة وهو ما نسميه بالحُبكة إذا جاز الوصف . فحين نقول والوصف مأخوذ عن الناقد الانجليزي " ريتشارد واغن "( مات الملك .. ثم ماتت الملكة ) فهذه قصة أو حادثة أو حكاية أو خبر ، لكن حين نقول ( مات الملك ولا نعلم لماذا ماتت الملكة بعده بوقت قصير ) فهذه حُبكة .. هناك شيء غير مكتمل .. مصير غير مقرّر لا من الله ولا من القدر ولا من الإنسان..من الشاعر فقط. . باب مفتوح لا أحد يغلقه رغم أن بعده بخطوة تقوم الجحيم . وحين تُكمِل قصيدة ( سفن غيلان ازيرج ) ، سوف تثور في أعماقك  تساؤلات عن سر اندفاعة هذه المرأة العشقية المحمومة وراء حبيب ثائر لا يمنحها أذنا صاغية ؛ إندفاعة تصل حدّ تقبيل الأيادي – ولاحظ  جناس الكف واليد ( أحب چفك .. أحب إيدك ) الذي ضاعف وقع الفعل ( أحب ) ليجعله مزدوجا حاميا - وهذا يعبّر في فعله عن المهارة المدهشة لمظفر في ابتكار الجناسات الحيّة أولا ، واستخدام ماهو مؤسس منها بطرق جديدة صادمة ثانيا . أنظر إلى ( الجاري : تيار الماء ) الذي يُسأل فيتحدث عن ( الجاري : الحوادث القائمة ).. ومثل ( مَيْل ) قامة المحبوب الذي تراه عين الحبيبة من أكثر من مسافة ( مِيْل : ألف متر  ) - (يا ألله يا مظفّر حبيبي .. هذه اللقطة لا يمكن أن تُعرض إلّا على شاشة سينما اللاشعور فقط ) . ونحن في هذه القصيدة ، نقف – في الحقيقة – أمام  ثورتين مباركتين : ثورة غيلان ازيرج الهادرة التي عبّرت عنها الراوية العاشقة بصولة سفن الرجال الذين سيحزّون رقبة ظلام الليل ؛ ليل العبودية والذل والاستغلال والمهانة ، وثورة هذه المرأة التي ستموت حبّا ، والتي وقّتْ مظفر ساعة صفر ثورة انفعالاتها الإنفجارية مع ساعة صفر انطلاقة سفن الثوار الكاسحة ، فتضاعف الفعلان لينجبا ثورة ثالثة ( أطروحة ثورة غيلان + طباق ثورة العاشقة = تركيب ثورة القصيدة .. وستجد مثل هذا الاستثمار المُستعار من الجدل الهيغلي - مجازا - في قصائد كثيرة للنواب – طبعا مُستعار بصورة غير مقصودة فرضتها تلقائية حركة لاشعور الشاعر - ).. ثورة ثالثة تجتاح كيان المتلقي بموجات انهمام الثائر المعشوق بثورة عارمة في الأمام غافلا عن ثورة أكثر اضطراما في الخلف.. ثورة صاخبة .. توسّلية راعشة يشهد عليها  المتلقّي بارتدادات استجاباته النفسية الداخلية الراجفة. هذا المتلقي الذي سيصبح - بفعل تخطيط مقصود الآن من مظفر - الملاذ الوحيد الذي يستقبل ارتطامات موجات نداءات الحبيبة المحترقة ، ألما وحبا ويأسا وفخرا ، فيتحول إلى بديل عن غيلان ازيرج.. أو - بفعل الرغبة النرجسية المشروعة - هو غيلان نفسه المتمنّع نضالاً عن سماع هتاف الحبيبة المدوّي عشقا ، ويؤجّج حالة التماهي هذه ، الاستقرارُ النهائي على استخدام ضمير المخاطب في المقطع الأخير بعد لعب مظفر الذكي على الضمائر التي تتحول بها العاشقة من ضمير غائب الجماعة ، والشخص الثالث ، إلى ضمير الأنا ( قبل النواب لم يكن هناك لعب وتنويع على الضمائر في القصيدة الواحدة ) . والثورة الثالثة -  التركيب – synthesis ، تعلن عن ولادة فعالية خلاقية ستسم النص النوابي من ذلك الحين حتى اليوم ؛ فعالية تمتزج فيها رعشة الحياة المكافحة بهجمة الموت الكاتمة لينجم عنها عنف من نوع جديد ( تركيب )، لنسمّه ( العنف المُحبّب ) أو ( العنف الآسر ).. مقارنة بالعنف الدامي الذي طبع نصوص الجواهري ونصوص ورثته المتمردين من شعراء الحركة الثورية الشعرية الجديدة .