مهما ابتعدنا عن الوطن يبقى الوطن في القلب

عصمت شاهين الدوسكي

الأديب بدل رفو صقراً لا يستقر في مكان ما

عصمت شاهين الدوسكي

أن تعدد الصراعات الفكرية المرئية واللامرئية إن كان يدل على سبيل ما فأنه يدل على أن التخطيط الواقعي للحياة ليس موجهاً بصورة صحيحة أيجابية يخدم الناس ويرقي الوطن ،وأذا السفينة على قيادتها أكثر من قائد فأنها ستضطرب وتغرق ،هذا ما ينجلي عندما تكون القرارات صادرة من عدة جهات ،كل جهة متمسكة بقرارها حتى لو كان ضعيفاً ضبابياً مدهماً لايخدم الناس ولا الوطن ، المهم أن يبقى وجودها فهي في واد والشعب في واد ،هذا ينعكس سلبياً على كيان الناس والوطن في نفس الوقت ،فالناس يبقون كما هم لاحول لهم ولا قوة والوطن يبقى غير مستقر مضطرب نتيجة هذه القرارات اللا مسؤولة  اللا مدروسة بشكل وبآخر وتقتصد على الذاتية والمحورية الضيقة ، أمام المجتمع ، ويكون غير مقبول سياسياً وأقتصادياً ،ويبقى بنيان الوطن يتهاوى شيئاً فشيئاً ويتراجع الى الوراء ،هذه الاطر الفكرية أصبحت واضحة للعيان بسبب وآخر ،انتشار النت والقنوات الاعلامية المؤيدة والرافضة والسخط الذي يغلي في أعماق الناس رغم سكوتهم وتحملهم وصبرهم وأملهم أن يتغير الوضع الى الأفضل ،لاشك مثل هذا الواقع المؤلم باختلاف الصور الحياتية والتناقضات الفكرية يتاثر بها الأديب والمفكر والعالم والأنسان البسيط بصورة عامة الذي ينهض صباحاً ويسمع دوي الأنفجارات والقتل في الأزقة والطرقات وأغلاق الطرق بالحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة التي كانت توضع نفسها لحماية حدود الوطن وغلق الشوارع الرئيسية والطرق المؤدية الى أرزاق الناس ،كل هذه الصور وغيرها مثيلاتها تجسد ضعف صورة الوطن الذي ابتلى بالجهل الفكري فمعسكرة المدينة ليست صورة زاهية بل صورة مأساوية أمام كرامة الأنسان التي أوجدها الله من فوق سبع سموات فكيف بالأنسان أن يهين بجهله كرامة الأنسان على الأرض ؟حماية الوطن لاتأتي من حمايته من الداخل فقط بل الأساس الأولي حماية حدود الوطن فكيف تحمي داخل الوطن وحدود الوطن مفتوحة لمن هب ودب ؟ شيء لا يقبله العقل ففي فرنسا يمنع الظهور العسكري  إلا للضرورات  الملحة في داخل المدينة خشية من أن يتأثر المواطن ، والدول الاوربية تعامل بالمثل لجارتها الاوربية فأين نحن منهم ؟ هذا الأستهلال الواقعي على الأرض يدنينا من قصائد الشاعر الرحال المغترب بدل رفو لنفتح أبواب أمبراطوريته المغتربة الذي يحمل قضية الوطن والأنسان  في كل قصائدة وترحاله ،

( لا بلاد كبيرة تحتضن فؤاد مدمى

لا طبيعة تضاهي جبال وشلالات

بلاده المسافرة في دمه

لا وطن يتنازل عن ريحه

للشاعر المهاجر)

مهما ابتعدنا عن الوطن يبقى الوطن في قلب كل واحد منا رغم الغربة القاسية يبقى الوطن نور لا ينطفىء في ارواحنا ونبض في قلوبنا أينما ارتحل الجسد والقلب والروح ،الأديب المغترب بدل رفو يحمل هموم الوطن في غربته وترحاله وفي نفس الوقت  يتجلى قوة الحب والتسامح في قلبه ،يسمع صوت روحه ويكتب بأحساسه المرهف بحب جميل يظهر الحقائق التي لا يمكن نكرانها ويستعيض بمدلولات تجسد الفكر المتقد ورموز تعني أيحاءات روحية تفرض صحة الأشياء الموجودة على الأرض بمبادىء الانسانية والعدل المكنونة في القلوب ، إن تعرية الواقع بما فيه من تناقضات بلغة تصل للأعماق بصورة شعرية حسية مكانية سلسة تلعب دوراً رئيسياً مهماً في الفكر، مهما كان الأديب معزول أجتماعياً بحاجة الى دوماً الى المعيشة بجوار أبناء جلدته ،لكنه يتمكن من التفكير والكتابة والتغيير لوحده ،

( ظل الشاعر والشعر

الجبال الأوجاع

رفاق سفر وأزمنة

في درب الغربة

والنقطة ووطن بديل

وطن من دون وجع وغدر

ومزايدات كاذبة

شوق لبلاد وحلم لم يولد بعد

من رحم الأغتراب )

عندما يكون مفهوم الوطن والغربة والأحساس زائفاً فأنه حتماً ينهار ويتجزء الى خوف وقلق وينكسر الأبداع ويتهاوى مفهوم الأنسانية والتألق ، أما الأديب بدل رفو فله مفهوم الأمبراطورية المغتربة الفكرية الأنسانية التي رسم ملامحها بدقة وتأني جعلت تتجلى كأمبراطورية بدلية  لكن هذه الأمبراطورية البدلية ليس لها حراس وجنود وحواجز وقيود حدودها كل الناس كل الوطن كل العالم ،بحثه الأدبي والفكري لا ينتهي لأن في الامبراطورية البدلية لو أنتهى البحث تجمد مفهوم الأبداع والتجديد والبقاء ،ليس في شعره وادبه فئة الجنس المتفوق وفئة الجنس الأدنى فالشعر يضم كليهما  يدخل في عوالم التفوق والأدنى ، الغني والفقير كلاهما في عوالم الأنسانية  والطبيعية يتجلى الصدق في أدبه والصدق مرتبط مع الحقيقة المبنية على الخبرة والتجربة الأدبية  وهذه لن تترك المفاهيم مجرد قوالب وصور فارغة بل مؤثرة وفاعلة مهما كان المضمون الأدبي أنساناً حجراً حيواناً مكاناً ،كرمز ودلالة تثير الأحساس العميق وتوقضه من غفوته الطويلة  ، مع أندماج الفكر الغربي بالفكر العربي يسمو بالادب ويخصه أفاق الغرابة الصورية الشعرية الجميلة  والتميز والأبداع  ،يقول ارسطو ( أن المعرفة الأدبية هي معرفة بكنة  الأشياء وحقيقتها وليست مجرد أنفعالات هوجاء ..) سواء هذه المعرفة حلماً ام كابوساً يتعين علينا أجلاءها بكامل الوعي الفكري وايجاد حلول لها بعيداَ عن الخطر النرجسي الذي يهدد الأديب ،الخطر المتصل اتصالاً بمفهوم النص الأدبي والفني وبالضلالات والاوهام  التي يقع الاديب في حبائلها الواهنة التي تكون سبباً لأنكساره ، أما الاديب المبدع بدل رفو من الأدباء الأقوياء صاحب فكر وأصرار وحلم  أمبراطوري لايفارقه تمكن من أجتياز جحيم حياته الروتينية والأقتصادية البسيطة والعاطفية التي بدا متمكناً منها داخلياً وخارجياً رغم كل الأقصاءات التي من داخل الوطن وخارج الوطن والتي يجسده في مضامين رؤاه الأدبية المختلفة .

 ( ترحل بك سنوات العمر

تفاجئك تجاعيد الفقر

تسافر بك قطارات الماضي المؤلم

ومواويل أزمنة

لم ترشح رعشة حب

صرير عجلات زمن مذبوح )

وهكذا تتراءى الصور الشعرية بين تجلي المكنون الحسي والعذاب المغترب تائهة على أوجاع الواقع المؤلم والحلم البعيد الذي لم يولد بعد ويستحيل الشوق شهداً على عتبات السفر والترحال من مدن هاربة الى مدن حالمة بأمل يتجدد كل يوم ورغم كل هذا الطوفان من الترحال تبقى الروح منفردة تبحث عن وطن يحميه وحنين يدفيه وحبيب يسأل عنه...

( هرمت وأنا أركض وراء العسل

وتظل الروح مفردة

فجراً .. نهراً .. )

الاديب المبدع بدل رفو يبقى قمراً مشرقاً في سماء الأدب وصقراً لا يستقر في مكان ما ، باحثاً عن كل حلم يراوده خلسة ، عن كل أمل يجدد به الروح ، عن كل نبضة تشحن قلبه بالحياة ،عن كل مكان يترك أثار أمبراطوريته البدليه عليه فزدنا أيها الصقر الرحال في سماء العالم بكل ماهو جديد على الأرض .

­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­-­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­--------------------------------

الأديب بدل رفو

* الاسم الحقيقي: بدل محمد طاهر يونس

* مواليد 1/8/1960/ الشيخان/ قرية الشيخ حسن/ كوردستان العراق

* أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة الموصل

* تخرج بقسم اللغة الروسية، كلية الآداب جامعة بغداد عام 1985

* بدأ بالنشر نهاية السبعينيات باللغة العربية بجريدة الحدباء الموصل.

* من خلال دراسته في بغداد، واكب صحافة العاصمة ونشر نتاجاته الأدبية والصحفية باللغتين العربية والكوردية في صحافة

ودوريات العاصمة ومنها (الأقلام، الطليعة الأدبية، بيان، هاوكاري، روشه نبيري نوى، الثقافة، العراق، باشكوى عيراق، ..إلخ)

*عمل مراسلا صحفيا من مدينة الموصل لصحيفة بزاف وهاوكاري ومجلة ره نكين منتصف الثمانينيات.

* يعمل بمجال الشعر والترجمة والصحافة وادب الرحلات.

* يعيش بدولة النمسا منذ عام 1991 .

* عضو عامل في نقابة صحفيي كوردستان والنمسا.

* عضو اتحاد ادباء كوردستان والنمسا.

*عضو جمعية المترجميين العراقيين، المركز العام، بغداد

*عضو في الاتحاد العالمي للسينمائيين العرب.

* شارك في الكثير من المهرجانات السينمائية ضمن الطاقم الصحفي للمهرجان ومنها مهرجانات أفلام الجبال ومهرجان الفيلم النمساوي.

* شارك ومن خلال مسيرته الثقافية في كثير من المهرجانات الشعرية في العراق والنمسا وكازاخستان والمغرب.

* اقيمت له امسيات شعرية وثقافية في العراق وكوردستان والعالم باللغات الكوردية والعربية والالمانية.

* لقد كتب الكثير من الأدباء والنقاد حول تجربته الشعرية ومنهم زهير كاظم عبود، إبراهيم اليوسف، عبد الخالق سلطان،

د.خالد يونس خالد،فتح الله الحسيني،د.توفيق التونجي،د.هدية الايوبي،جلال زنكابادي، ، الناقد مسعود عكو، الشاعرة فدوى كيلاني،

عبد الإله اليوسف، ئارام باله ته يي ،قيس قرداغي ،د.هوار بلو، الروائي والشاعر اسعد الجبوري ،

القاص والناقد حسب الله يحيى ،الشاعرة سوزان سامي جميل ،عبد الغني علي يحيى، د. مؤيد عبد الستار، حكيم نديم الداوودي،

الناقد جوتيار تمر، نجيب بالايي، الشاعر المغربي إبراهيم القهوايجي،عبدالوهاب طالباني وآخرون …

* نشر نتاجا كثيرا في الصحافة العراقية ومنها الثقافة الأجنبية والأديب والتآخي والصوت الآخر

والاتحاد والاداب العالمية والجوبة السعودية وصدى المهجر الامريكية وسردم العربي ورامان والسفير اللبنانية والصباح الجديد

وطريق الشعب والمؤتمر والمنارة ونشرت قصائده في أنطولوجيات عربية وألمانية.

* اقيم له مهرجان تكريمي في دهوك\كوردستان العراق يوم 7\10\2010 والذي يعد او ل مهرجان في تاريخ العراق يكرم فيه الشعب احد ادبائه.

* حاز على شهادات تقديرية في كثير من الدول على دوره في نشر الادب الكوردي والنمساوي في العالم.

* يجيد عدة لغات ( الكوردية والعربية والالمانية والانكليزية والروسية).

* ترجمت قصائده الى العربية والانكليزية والالمانية والفرنسية والايطالية.

** صدر للشاعر:

* ومضات جبلية من الشعر الكوردي المعاصر عن وزارة الثقافة والإعلام في العراق عام 1989

* أغنية الباز ـ قصائد كوردية مترجمة ـ دهوك 2001

* رسول حمزاتوف وطالما تدور الأرض بمشاركة الأستاذ خيري هزار مزوري ـ دهوك 2001

* أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة العربية، ترجمة عن الألمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2008

* أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة الكوردية ـ مؤسسة سبيريز للطبع والنشرـ دهوك ـ كوردستان العراق 2008

* وطن اسمه آفيفان ـ قصائد كوردية مترجمة ـ سندباد للنشر 2009

* آفيفان ـ قصائد للشاعر الكوردي عبدالرحمن مزوري ـ ترجمة ـ دار سردم للنشر في السليمانية\ كوردستان العراق 2009

* قصائد حب نمساوية باللغة العربية ،ترجمة عن الالمانية ـ دار الزمان السورية ـ دمشق 2010

* دم الصنوبر .قصائد للشاعر بدرخان السندي .ترجمة .عن منشورات اتحاد الادباء الكورد ـــ فرع دهوك\كوردستان العراق.2010

* قصائد حب كوردية .ترجمة عن الكوردية ،على هامش المهرجان التكريمي في دهوك .مطبعة خاني 2010 دهوك \ كوردستان العراق.

* الوطن الابيض (قصائد من النمسا) ترجمة عن الالمانية،باللغة الكوردية\دهوك ـ كوردستان العراق 2011. 

* مواويل الشتاء..اصوات شعرية من كوردستان ـ ترجمة عن الكوردية ،باللغة العربية \دهوك ـ اصدارات جمعية الشعراء الشباب في دهوك 2011.

* الشهد والثلج،ترجمة عن الكوردية ،باللغة العربية\عن دار الثقافة والنشر الكوردية بغداد،العراق 2013.

* النسر وشعراء من وطن الثلج والنار،باللغة العربية\عن دار الشؤون الثقافية في بغداد،العراق 2013.

* وطن جديد(قصائد من النمسا) ترجمة عن الالمانية،باللغة العربية\دهوك ـ كوردستان العراق 2014.

* بدل رفو صقر من كوردستان باللغة الالمانية بقلم الروائية انغيبورك ماريا اورتنر \النمساـ مطبعة فايس هاوبت 2013.

* له مجموعة كتب حاضرة للطبع.