قراءة في رواية من الشاطئ البعيد

قراءة في رواية من الشاطئ البعيد

نسب أديب حسين ـ ندوة اليوم السابع

من الشاطئ البعيد هي الرواية الرابعة للكاتب عيسى القواسمي، وقد صدرت عن دار الرّاية للنشر في 229 صفحة في حزيران 2012.

تجري معظم أحداث الرواية في مدينتَي حيفا والناصرة، وتتناول النكبة الفلسطينية عام 1948 من وجهة نظر علياء بطلة الرواية، والتي إستشهد كل من أمها وشقيقها المولود أثناء مهاجمة العصابات الصهيونية لمدينة حيفا. ليقوم والد علياء فارس بأخذها وشقيقتها سلوى الى دير الفرنسيسكان في الناصرة، وتبدأ من هنا أحداث الرواية بالازدياد تعقيدًا وتشابكًا.

تعتمد الرواية على أسلوب الاسترجاع الفني فيقوم الراوي (الكاتب) بزيارة البطلة في الناصرة في زمننا الحاضر ليلتقيها، وتبدأ الرواية من هذا المدخل نحو ذاكرة البطلة وما مرّ عليها وعلى عائلتها.

اللغة والأسلوب:

لغة الرواية قوية وبليغة والقارئ المتابع للكاتب يلحظ التطور في لغته، رغم بعض الأخطاء اللغوية.

يطغى عنصر التشويق على الرواية، لكنه يفرض نفسه من الفصل الثاني. إذ إستهل الكاتب روايتَه بحديث فلسفي غامض للبطلة يُصعب على القارئ التقدم نحو الأحداث. يلعبُ عامل التشويق دوره حتى صفحة 180 والتي تقابل نهاية الفصل السادس عشر. إذ شعرتُ أن الفصول الخمسة الباقية يمكن حذف معظمها، وقد خففت من وتيرة التصاعد نحو العقدة وتأزمها، بل أدت الى فتور ما في العقدة.

من مآخذي على الكاتب أنه أخطأ في ملائمة لغة شخصياته لثقافتهم العلمية، لقد رأيت هذا في شخصية البطلة علياء وزوجها سهيل وكذلك في شخصية صديق والدها مصطفى، هذا وقد تشابهت لغة الشخصيات، حتى بدا أحيانًا وكأن للشخصيات صوت واحد.

ظهرت في الفصل السابع عشر شخصية العم مصطفى الأسير العكاوي المحرر، بدت هذه الشخصية دخيلة على النص، ويبدو أنّ الكاتب حاول تقديم القضية الفلسطينية بطريقة شمولية بحيث يقدم مساهمة في أدب السجون، ويقدم مساهمة أدبية لمدينة عكا ليلفت نظر القارئ اليها.. لكنها جاءت في موقع غير مناسب.

أخيرًا تطرح الرواية قضية مهمة وتتميز بأحداث شيّقة ومتشابكة ذات مضمون مهم يتعلق بالنكبة الفلسطينية، لكن كان لها في تقديري أن تكون أقوى لو قُدمِت بأسلوب آخر، كعدم ظهور الكاتب في النص ونقلِه للقارئ تحركاته ومتابعتِه للبطلة ومن ثم الوصول لذكر مشاركته في ندوتنا الأدبية في المسرح الوطني الفلسطيني (ندوة اليوم السابع).