خدعوهم بقولهم شعراء كبار

محمد أبو النصر صبحي

خدعوهم بقولهم شعراء كبار

محمد أبو النصر صبحي

 [email protected]

دراسات عليا في النقد الأدبي والإعلامي

مصر –القاهره - المرج

دائما أحادث نفسي بأنه لا مانع من أن تكون لنا وجهة نظر فيما يقال وعلينا أن نعترف بما يدور حولنا ونعيه جيدا ولا نسير على درب المغفلين من بسطاء التفكير فقد وصل حالنا اليوم إلى صورة لا يوصف صاحبها إلا بأنه مريض بهشاشة في التفكير وتخمة في العقل فكيف يخلط بين ألون الأدب من شعر ونثر وخطب .

فنقاد اليوم يعتقدون ويؤمنون بأن كل من كانت لديه النبرة الخطابية فهوشاعر كبير وأديب لامع ولو نظرنا إليهم بعين حاذقة سندرك العجز المفضوح الذي ألم بمثل هؤلاء فمثلهم لا يقدر على التفريق بين الشعر والزجل وإنني أتعجب كثيرا عندما أسمع هؤلاء وهم يترنمون وينشدون أسماء بعض الشخصيات مثل (عبد الرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب ) على أنهم شعراء كبارعظام فكيف يخضون بأرض ليست بأرضهم ؟!! وكيف ينصبون أناسا لا صلة لهم بالشعر ؟!! وكيف نتهاون في مثل هذه الجريمة ؟!! فكلام عبد الرحمن الأبنودي ومن على شاكلته لا يعرف راية الشعر من أين ترفع فهم ليسوا من الشعراء و لاينتمون إلى الشعر مطلقا وزعمهم بأنهم شعراء كبار ظلم للشعر وظلم لأنفسهم فهم يمتلكون نوعا من الفن ألا وهو الزجل ولا ننكر عليهم هذا وهم من أرباب هذه الصنعة ولكن الإشكال كل الإشكال أن يظنهم القارىء من أرباب صناعة الشعر أيها القارىء العزيز اعلم أن الاختيار قطعة من العقل فعليك حسن الاختيار والتصنيف .

إن الزجل في نظري كلام يتلخص في قول العرب قديما "اسمع جعجعة ولا أرى طحنا " فالزجال لديه شعور بقضية ما ويحاول أن يعبر عنها من خلال ألفاظ عامية دارجة دون وزن والرابط بينها في الأغلب يكون من خلال المحسنات البديعية التي تتمثل في الجناس والسجع لما فيهما من نغم وموسيقى .

قد يندرج كلامي تحت الردح النقدي لكنه تعبير موجز عما تكنه النفس بعد طول معاناة معها لكبحها والإمساك بذمامها واعلم أيها القارىء العزيز أنه لو كان بيننا العقاد أوطه حسين أو علي الجارم لما سمحنا لأنفسنا أن نساوي بين هؤلاء الزجال والشعراء الكبار ولو طغت نفس أحدنا عليه لثار العقاد عليه ورجمه بالأبيات وبالقصائد فكيف نشبه الزجل بالشعر ونبيح المصطلح لأي إنسان قد يعجز عن قراءة الشعر لا أقول عن نظمه بل عن قراءته وإذا سنحت لي الفرصة بمناظرة مع هؤلاء الزجالون سأطلب منهم فقط قراءة أبيات معدودة من أي قصيدة يخترونها قراءة شعرية صحيحة فلا عجب عندما نرى عجزهم وقتها .