مناقشة رسالة ماجستير موسومة

بـ "الصورة الفنية في شعر أسامة بن منقذ"

الموضوعات والمجالات

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

نوقشت رسالة ماجستير في الأدب والنقد الموسومة بأعلاه في قسم اللغة العربية وآدابها التي أعدها الطالب نواف الحميدي الرشيدي بإشراف الدكتور حسن محمد الربابعة الساعة العاشرة ضحاء يوم الأربعاء الموافق لليوم الثامن عشر من شهر أيار 2011م في كلية الآداب ـ جامعة مؤتة ، وقد أجيزت الرسالة بعد قرار لجنة المناقشة القاضي بضبط اكثر للنصوص الأدبية بدقة . وتألفت لجنة المناقشة من كل من الدكتور حسن محمد الربابعة رئيسا ومشرفا وعضوية كل من الأستاذ الدكتور يحيى العبابنة أستاذ الدراسات اللغوية والصرفية في جامعة مؤتة والأستاذ الدكتور محمد احمد المجالي أستاذ الأدب الحديث في جامعة الزيتونة الأردنية والأستاذ الدكتور شفيق محمد الرقب أستاذ الأدب الأيوبي العباسي ونقده وبعد؛

 فقد نهضت رسالتي الموسومة ب"الصورة الفنية في شعر أسامة بن منقذ " على مقدمة وتمهيد ، وستة فصول ، وخاتمة ، وانتهت بجريدة مصادر ومراجع بلغت (خمسة وسبعين مصدرا ومرجعا في مائة وسبع وثلاثين ورقة .

 أما المقدمة ، فعرضت فيها أبرز الدراسات السابقة عن أسامة بن منقذ وشعره، وبينت منهجه في اختياره الصورة الفنية عنده عندما شغر له الموضوع في ما أظنه ، ولم اطلع على دراسة سابقة في حدود علمي المتواضع .

 أمَّا التمهيد فدرس فيه أسامة الشاعر في إطاري الزمان والمكان؛ بدءا في ولادته في حِصن شيزر شمالي حماة وانتهاء بوفاته ،مرورا برحلاته في غير مكان وأسباب ترحلاته مضطرا لكثرة مضايقات عمه له ، أو راغبا في الجهاد في سبيل الله ، أو مرافقا لقاد ة مجاهدين وتدوين بعض حملاتهم العسكرية في عهدي نور الدين زَنكي وصلاح الدين الأيوبي رحمهما الله تعالى والمجاهدين من أضرابهما ،وعزَّز موقع شيزر وما حولها بخريطة لإيضاح سير المعارك ، وكان هذا من اكبرِ فصولِ الدراسة للأهمية.

 أمَّا الفصل الأول الموسوم ب"مصطلح الصورة الفنية " فحدد المصطلح مستفيدا من الدراسات الغربية والعربية المترجمة فكان خلاصته "هو انه هيئة نثيرها الكلمات الشعرية في ذهن الإنسان شريطة أن تكون الهيئة معبرة وموحية بآن واحد وهي تركيبة عقلية، تحدث بالتناسب أو بالمقارنة بين عنصرين هما غالبا ؛عنصر ظاهري وعنصر باطني ،وانَّ جمال ذلك يحدده عنصران هما: الحافز والقيمة " و انطلاقا من مفهومي للصورة اجتهدت في دراسة فصول رسالتي .

 أما الفصل الثاني فوسمه ب"صورة الإنسان ودلالاته في ديوانه "وأداره على محوري المرأة والمحارب ، فتبين للمرأة صور جسدية ونفسية وكان يعادل مما حلا له من نبات وحيوان لها ، فهي تعادل الغصن الرطيب قامة ، وأسنانها بيض كالبرد وشعرها اسود يعادل الليل ، يمتد على جبينها المشرق كشمس ضحى ووجهها يعادل به كعبة الجمال يحج إليه على المجاز ، وغير ذلك ، أما صورة المحارب عنده فأبرزه في المصافات حينا وبعض المعارك التي حضرها أو أشاد بمن حضرها ، واتخذ محورا بارزا في الجهاد ذكره مشيدا بالمجاهدين أو مدافعا عن دين الله، موظفا الحرب النفسية شان ما تفعله وسائل الإعلام الحديثة ، وعزا أسباب انتصارات المسلمين للتوحيد وهزائم الإفرنج لشركهم بالله . وقد حرصت على تلوين كلمة الجهاد بالأحمر للون النجيع وللفت انتباه المتلقي .

 أما الفصل الثالث فوسمه ب"أسامة والزمن " وتتبعه متحركا في عمر أسامة مذ كان عمره خمسة عشر عاما إلى سن الست والتسعين سنة من عمره المديد وأبرزت جوانب من نفسيته عند كل ما ذكره من عمره، وكانت سنُّ السبعين عنده لافتة ، إذ غطّاه الشيب ،واعتراه الضعف، ورزق بطفلة كناها "أم فروة " وتخيلها تنعى أباها مبكرا، وستنشأ يتيمة يُرثى لحالها ، وسن السبعين حطمت قواه ومنعته من الجهاد ومنعته من الصلاة واقفا، مما حدا به إلى أن يطلب من ولده عصا من الأبنوس وان كان يدرك انها لن تجديه نفعا حتى ولو كانت عصا موسى عليه السلام وقد عززت الدراسة بصورة من شجر الأبنوس لتعين على تجليته أسوة بكثير من الصور المرفقة في هذه الرسالة من نبات وحيوان ومن عوالم السماء ، وبيَّنت صورته النفسيه مع عمره المديد في مراحل العقد التاسع والعاشر ومدى تظلمه من طول العيش ؛فكأنما الذي طلب له طول البقاء له دعا عليه ، ولم يدع له. ودرست الشيب ومراحل ظهوره وموقف الشاعر منه، كما درست المرض المصاحب للشاعر في مراحل عمره ، ومن أبرزه قلع ضرس له وقد حزن عليه لأنه عندما رآه مرة واحة في يده فارقه ضرسه للأبد ،كما عرض لمرض أصابه في رجله أعيته عن الحركة والقيام بنشاطه خاصة ركوب الخيل التي اعتاد على امتطاء صهواتها في سوح الجهاد ، وغير ذلك من صور فنية .

 أما الفصل الرابع "صورة الطبيعة ودلالاتها في شعره " فقسمها ثلاثة فصول اخترت من الحيوان صوره ودلالاته ، ثم قسمته أصنافا منه المفترس كالأسد فعادل به قادة المسلمين وإبطالهم في ميادين القتال، كما اخترت الغزال حيوانا جميلا لطيفا عادل به الحسان من النساء ثم يجمع أحيانا بين المتضادات خارج النص كالأسد والغزال ولكنهما يتفقان في إطار النص الشعري ، ووظف الخيل والجرد منها وسائل للجهاد ووظف الجمل وسيلة نقل وترحل كما وظف الحمام هديلا نائحا حينا او مغردا حينا آخر على منحى نفسي ،أما الطيور الجارحة كالصقر فعادل بها خيول المسلمين، كما وظف الرَّخم يعادل به خساس القوم من الأعداء وغير ذلك من معادلاته الحشرات الطائرة والزاحفة

 أما الفصل الخامس المسوم ب"النبات ودلالاته في شعره " فبرز النبات بدلالات متعددة في صوره الشعرية فالأقحوان يعادل به ثغر الحسناء وأسنانها والبان يعادل به قد المرأة الرشيق والروض يعادل به صفات شتى لمحبوبته . والأبنوس وظف منه العصا لتعينه في تنقله ، بعد السبعين والثمانين من عمره والورد يعادل به خد محبوبته والعنبر يعادل به رائحة محبوبته في صورة شمية عطرة 

 أما الفصل السادس الأخير فدرس" صورة السماء في شعره" وقسمه عوالم منها عالم النيرين : الشمس والقمر وعالم النجوم منها الفرقدان والشهب ونجم السها في مجموعة الفرقين وبينت دلالاتها ما أمكنني سبيلا فالشمس والقمر يعادلان جمال محبوبته وتتحول دلالة خيوط الشمس إلى آمال مخيبة للظن والقمر ذو رمزية مكثفة فهو بدرا يعادل وجه محبوبته وهو محاقا يعادل غياب محبوبته عنه وهو هلال يعادل به عمر ولده الشاب الصغير، في معرض الرثاء أما الشهاب المنقض فيعادل به نفسه في السرعة على الانقضاض على أعدائه وغير ذلك من صور فنية .