قصيدة رثاء شعبية وقرأة لها

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله وصحبه المنتجبين وبعد؛فقد عنَّ لي ان أدرج قصيدة شعبية من نحو أربعة قرون سلفت قصيدة للشيخ عبده محمد سلمان الربابعة يرثي فيها ابن عمه الشيخ محمد بن عبد الله "ابا ذابلة "الربابعة ، ويبدو انهما كان وليين لله تعالى ،ومتعلمين، وكانت لكل واحد منهما كرامات ،نقلت الينا كابرا عن كابر، اما الشيخ عبده فله مقامه وقبته في بلدتنا اجديتا بالقرب من المسجد القديم ، واما الشيخ محمد ابو ذابلة فله مقامه وقبته في بلدة كفرراكب، والمسافة بين البلدتين حوالي عشرة كيلو مترات ، وقد لقِّب الشيخ محمد ابو ذابلة بهذا اللقب لانه لم يرغب بالزواج وقال لهم لما هموا بتزويجه "ذابلة "وقد بُنيت عليه قبة لرؤيا رآها في منامه رجل غني شامي لعله من مدينة دمشق اذ انَّ هاتفا جاءه في منامه وقال له" انا الشيخ محمد ابو ذابلة الربابعة قبري في كفرراكب؛ فابن علي قبة آجرك الله" وانتهت الرؤيا ، فما كان من الرجل الصالح الشامي رحمه الله الا ان ركب جواده ومعه زاده وزواده ،في ما يقال ،واتجه يسال عن قرية كفرراكب، كان ذاك قبل نحو اربعة قرون مضت ، وما ان وصل القرية حتى سأل اهلها عن قبر الشيخ محمد ابي ذابلة؛ فدلوه عليه ، فسال عن بناَّء يجيد بناء القباب ، فدلوه على رجل مسيحي من عشيرة قاقيش من بلدة كفرابيل جنوبي غرب كفرراكب بنحو ستة كيلومترات ، واتفقا على اجرة البناء ، ولما انجز بناء القبة وضع الهلال مخالفا لاهلة المساجد الاسلامية ،يقلد النصارى ، فسمع هاتفا يصيح به :"يا خنوص ، وجِّه الهلال باتجاه الكعبة "، فذعر البنَّاءُالنصراني وهو على سطح البناء مما سمعه، والتفت في ما يروى الى الجنوب فرأى الكعبة المشرفة، فاصيب بالذهول ،واعلن من فوق القبة اسلامه، ونطق بالشهادتين ، واسلم معه عدد من عشيرته ،وهم بفضل الله اليوم مسلمون ، وللشيخ محمد ابي ذابلة "حمَّة "تسمى باسمه الى الجهة الشمالية الغربية من قبته يُتداوى بها من الامراض الجلدية ، وقد عرضت هذه المقدمة لاقدم قصيدة رثاء قالها الشبخ عبده الربابعة فيه بعد وفاته نشرتها في ديواني تشوقات ص25 :

الله الله الله الله يا ولــــــــي يا" ابا ذبلــــة "يا بحر مبتلي 

يا بحر فايض بشهور الربيع عجزيرة بها فــــواكه تحملي 

فوق راسك صاح شاويش الملوك من يكن ظميان يرد المنهلي 

ورد السلاك من خص الدنان هو سبع في وسط غابة معتلي 

من نسل رباع يا نعم الجدود يا ســـــــــراج الاوليا كالمشعل 

لانده الابطال عندي يحضروا لا يبقـــــــــوا من توابعهم ولي 

لا يبقوا من توابعهم حشود من مصـــر للشام للربع الخلي 

****

يا جبلْ عجلون كم فيك ابطال لهم ايادي طــــــايلة بالمبتلي 

ناظم الابيات من عين وباء ثم ثم دال وهاء،ودخل الله وعلي 

يا الهي تب له واغفر له في جنان الخلد باعلى منزل 

فنلاحظ في هذه القصيدة انها متصوفة يصاحبها قرع الدفوف وتبدأ بذكر الله الذي به تطمئن القلوب ، ولذكر الله اكبر ويذكر اسم المرثي ابا ذابلة ويذكر رتبته العالية فهو سراج الاولياء كما يذكر الشيخ عبده رتبته فهو "شاويش الملوك "ولعلها رتبة في عالم المتصوفة كما يذكر نسبه العلي من "نسل ربــاع "نعم الجدود ، ويشير الى استحضاره باذن الله في عالم الصوفية اولياء الله او ارواحهم من مصر والشام والربع الخالي ،ويعتز بجبل عجلون لكثرة الصالحين فيه ،ويختم قصيدته بتوقيعه وهو ناظم الابيات فهو عبده واسمه من عين وباء ثم يدخل في عزة الله العلي القدير وقد يعني على منحى المتصوف انه يذكر جده الكبير علي بن ابي طالب او جده الصغير والد الشيخ رباع ابن علي المدفون في الدير خبية من محافظة درعا ، ويوثق فترة رحيله في ايام الربيع ويبشره في جنات واسعات لظنه في صلاحه وتقواه 

والله ولي التوفيق