ثاكزة أمين خاكي

1932 - 2003

أزهار بامرني

مما لاشك فيه ان النساء لهن كبير الاثر في مجالات الأدب كافة وعلى مر العصور، فتارة نشطت في مجال الشعر وآخرى في مجال النثر واصبحت تنافس الرجال للوصول الى درجة عالية من الابداع والرقي.

ولا نغفل دور الكورديات من النساء اللاتي ابدعن واسهمن في الكتابة باللغة العربية، فجاءت آثارهن الادبية مثالا للروعة والابداع ولا سيما نتيجة للاختلاط والعيش في المناطق التي يقطنها العرب، فظهر تأثير لغة الضاد جليا في كتاباتهن غير ان ذلك لا يعني انهن نسين اصولهن الكوردية، فالدم الكوردي كان  يجري في عروقهن الامر الذي دفع بهن الى الاعتراف بذلك صراحة وفي اكثر من مناسبة، ومنهن عائشة التيمورية، باكزة أمين خاكي ودُريّة علي عوني وآخرين.

- ثاكزة أمين خاكي:   

هي شاعرة  عراقية، كوردية الاصل تنتمي جذورها الى مدينة كركوك، ولدت عام 1932، تلقت تعليمها في مدينة كركوك، والدها كان عقيدا عسكريا في العهد الملكي الامر الذي دفعها الى الانتقال مع العائلة الى بغداد بسبب ظروف عمل ابيها. وعاشت في بغداد، فالتحقت بكلية الاداب قسم اللغة العربية عام 1950، كما حصلت على الدبلوم العالي في البحث الاجتماعي – جامعة بغداد، أجادت اللغة العربية والكوردية والتركية فاشتغلت بالتدريس في المدارس الثانوية في بغداد بالاضافة الى حصولها على الدبلوم العالي في تنمية المجتمع – مصر، كما عملت في مجال الخدمة الطوعية. تزوجت في مصر واكتسبت الجنسية المصرية هناك، إلا ان توفيت في بغداد سنة 2003.

- آثارها الادبية:

لها مجموعات شعرية عديدة مثل :

1- الساقية.

2- غداً نلقي. 

3- الف  ليلة وليلة.

كما ان لها قصائد متفرقة نشرت في صحف ومجلات العراق مثل مجلة (اليقظة)، (الوميض)، (الانقاذ)، (الاسبوع البغدادية)، (اهل النفط) ومجلة ( الرسالة الجديدة). ولها كثير من القصائد المنشورة منها: (حدثيني: عام 1953، حياتي: عام 1953، الربع الحزين: عام 1953، احاديث الصيف: 1954، اسطورة الدير: عام 1954، يا قلب: 1954، حذر:  1956). وهناك قصائد آخرى نشرت في صحف ومجلات التي تصدر في القاهرة والكويت، ومن تلك الصحف والمجلات: النيابة العامة، الاهرام، الطبيب. 

هذا بالاضافة الى قصائد لها في كتاب ( معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2000، بغداد- 2002) للكاتب كامل سلمان الجبوري وكتاب (شاعرات العراق المعاصرات، النجف - 1995) لسلمان هادي طعمة وكتاب (شعراء بغداد، بغداد - 1962) للأديب علي الخاقاني.

اما بالنسبة لمؤلفاتها باللغة الكوردية، فلها مشاركة ضمن مجموعة من النتاجات الادبية بعنوان (آسوس) بالمشاركة مع أدباء آخرين وتتضمن (آسوس) وهي على شكل مجلة تحتوي على نصوص وكتابات لشعراء وكتاب الكورد صدرت عام 1984 في بغداد. كما كتب عنها الكثير من الادباء والنقاد في دراساتهم ونشرت معظم مؤلفاتها في الصحف والمجلات العراقية والكويتية والمصرية. كما القيت عدة قصائد في الإذاعة العراقية في مناسبات عديدة، واشتركت في عديد من المؤتمرات في بلدان مختلفة.

- سمات شعرها:

تميزت قصائدها بالسرد الشعري العميق الدلالة ينمي عن وجدانية رقيقة وحس مرهف يختلج حزنا دفينا، بالاضافة الى وحدة الوزن والقافية وقوة الاسلوب وجمال السبك مع جزالة في الالفاظ كما انها جمعت الكثير من المعاني في قليل من الالفاظ.

من الآراء التي قيلت فيها، يقول الدكتور احمد العزاوي في دراسة لديوان باكزة أمين خاكي:" ان اول ما يطالعنا في شعر الشاعرة باكزة البساطة وذلك يعني انها لا تتكلف كثيرا في تقصي مفردات تراكيب قصائدها الشعرية ولا تبحث عن المفردات الفخمة التي يكتنفها الغموض وانما تنساق المفردات على سجيتها وعلى ما تمليه احاسيسها الشخصية.

وحينما نقرأ شعر شاعرتنا نجده يبحث في أمرين:

الاول: هو الشعر العاطفي الذي كان يعبر عن اعماق ما بداخلها بكل بساطة وعفة وقد تأثر هذا كثيرا بعد فقدها لوالدها الذي كانت متعلقة به كثيرا.

 الأمرالثاني: هو الشعر القومي الذي عبرت فيه عن حبها  لوطنها الكبير فقد كانت تنتهز أية مناسبة لتعبر عن حسها القومي المثقل بالقهر، فتارة تعبر عنه صراحة وآخرى تقولها بتهكم على الاوضاع كما في قصيدتها( لسنا عبيد)" فتقول:

          ناموا رعاة القوم ولا تستيقظوا         فالذئب تألفه الاغنام

          حيوا رجال الحكم فيابراجهم           فاليهم من منعمين بسلام

وهذا ما عرضها لمشاكل كثيرة كالمساءلة والاعتقال والمحاكمة.

ولعلنا نستشف في بعض أبياتها ما يدل على كورديتها عندما ورد ذكر بعض الاسماء الكوردية في قصيدتها هي أسماء لأخواتها وهن: لينا، دينا، سلينا وتالا، فهي بالرغم من كونها تعيش في الغربة الا انها لاتزال تذكر عبق كوردستان وأطيافها:

                    لنا عبق البنفسج عطرينا

                                ومرى بالسلام على سلينا

                  ويصحو الروضُ مختالاً بزهره

                              فتهجرة الفراش الى سلينا

                  وذي تالا حفيف الغصن مشيتها

                              وترقب خطوها دينا وتينا

فلا شك عندها ان جمال كوردستان لا يضاهيه أي جمال، فعشقت الجبل الاشم  بصموده وكبرياءه والسهول المتموجة بروعتها وسحرها ذلك الجمال الذي حدى به الرعاة ان يعزفوا اعذب الحان الناي الشجية مما ساهم في تشكيل لوحة فنية رائعة تمتد خيوطها  لتبشر بفجر يشع  نورا ذهبياً يكسو الرياض والمروج:

      عشقتُ السهولَ .... عشقتُ الجبالْ

       فلينُ السهول ...... أحبُ الخصالْ

       وبأسُ الجبال.......... بعيدُ المنال

       صمودُ ولينُ ........ عديمُ المثالْ

                                     جمال بلادي يحاكى الخيال

       سفوحُ الجبال ِ .... عرين الكُماة

       وتلك البراري ...... بيوتُ الأباة

        بهذا النعيمِ ..... وتلكَ الحياة

       على لحن ناي ٍ .... يغنى الرعاة

                                   جمال بلادي يحاكى الخيال

      وفجرٌ يشع ....... بلون اللهب

      فيكسو الرياض .... بلون الذهب

      فتصحو العذارى .... تلم الحطب

      وسربٌ يغنى .... ويجنى الحلب

                       جمال بلادي يحاكى الخيال.

المصادر:

1- مير بصري: أعلام الكرد، (لندن-1991).

2- محمد علي الصويركي(الدكتور): معجم أعلام الكرد، (السليمانية- 2006).

3- مصطفى نريمان: ببليوغرافيا الكتب الكردية للأعوام 1787-1986،(بغداد-1988) (باللغة الكوردية).

4- www.almoajam.org/Dynamic.php

5- www.mesopot.com

6- www.iraqlights.com