أنعى إليكم ثقافتنا!

تداعيات غير مرتبة

إستطاع النقد المتحيز أن يفرض رؤيته بشكل واضح للغايه في مختلف المجالات وقد ساعدت كل الظروف وخاصه منذ 1952 على إعاده تشكيل ثقافه الأمه على نمط مغاير لعقيدتها التى هى عقيده 96% من الشعب وقد إستطاعت الأقلام التى نصبت نفسها حاكمه على الأعمال الفنيه من شعر وقصه ومسرح ومختلف الفنون، إستطاعت بالفعل أن تسيطر على الأفهام وتقتلع من خصائص الأمه الكثير وتضع الإنطباعات محل الحقائق وتربع على عرش الثقافه أصحاب ثقافه مغايره تماماً وتحت رايه التنوير والتجديد والبعث وحريه الرأى تم إفساد منظومات القيم فانفرط العقد وتبعثرت حباته والغريب أن هذا الأمر بدأ فى مصر منذ الغزوه الفرنسيه وانطلق بعدها إلى جميع الدول الإسلاميه تحت رايه البعث والتجديد فكان مصطلح كتاب البعث قد غزا القلوب والعقول تماماً كما هو الحال بالنسبه لمصطلح التنوير!! وعلى سبيل المثال استطاع كل من لويس عوض وغالى شكرى ويوسف الشاردنى أن يفرضوا رؤيتهم الفنيه على الأمه كلها فقاموا بفرض الرؤيه الغربيه المستمده من الوثنيه الإغريقيه الرومانيه والكتاب المقدس لدى الكنيسه وجعلوها مقياساً للأعمال الناضجه!! لقد بذلوا جهوداً تستحق الإشاده فعلاً. أنهم قاموا بمحاولات كبيره فعلاً وأنت ترى ثمرات جهدهم فى معظم الأعمال الأدبيه ولا شك.

لقد فرضوا المصطلحات الأربعه وهى (الخطيئه والصلب والفداء والغفران) كما هو الحال تماماً فى أوربا فلا يكاد يخلو عمل فكرى أو أدبى أو ترفيهى من استخدام المصطلحات الأربعه!!!

وكان المثال الأبرز هو مجال الروايه فجاء الأستاذ (سلامه موسى) بنجيب محفوظ وجعل منه كاتب الروايه الأوحد بعد تهيئته وتهنئته بروايته (عبث الأقدار)!!

وتوالت أعمال الأستاذ نجيب محفوظ التى شغلت الناس حتى الآن وستشغلها إلى أبعد مما نتصور ليس لأنها تحمل رساله كلا بل لأنها تفقد الرساله!! وكذا (يوسف إدريس) و(عبد الرحمن الشرقاوى) و(إدوار الخراط) وخاصه الأخير الذى وصفه الأستاذ الشارونى بأوصاف لا ندرى من أين أتى بها!! وهناك مجموعه أخرى كبيره من الحرافيش من أمثال جمال الغيطانى، يوسف القعيد، محمد سلماوى اخلص تلاميذ نجيب محفوظ والذين يسبحون بحمده ليل نهار والذى عاش عمره كله مع كل النظم الحاكمه وأنتهى عمره وعاشت أفكاره فى أذهان الحرافيش ليفرضوها على واقعنا المؤسف!!

ثم جعلوا من توفيق الحكيم إله المسرح!! وهو صاحب مسرح بليد متوقف عند آثار الإغريق الفكريه وسارتر وسيمون دى بفوار!! إنهم كتاب البعث!! ولا أدرى إى بعث يقصدون؟! وقد أجاب الدكتور عبد العزيز حموده فى كتابيه (المرآه المحدبه، والمرآه المقعره) على اسئله كثيره جداً بخصوص كتاب اوائل عشرنيات القرن الماضى الذين تسببوا دون شك فى هدم منظومات القيم وإحلال القيم البديل التالفه محل القيم العليا المستمده من دين الأمه وأيضاً الجيل الذى على رأسه الأستاذ نجيب محفوظ كما يدعى الأستاذ يوسف الشارونى الأب الروحى لفلسفه تغيب الوعى!! القضيه خارج نطاق الدين تماماً. حتى لا نتهم بإثاره مشاكل طائفيه إنما نتحدث عن دور حضراتهم فى تغيب الوعى وكسر منظومه القيم العليا التى تحكم المجتمع وسبقنا الأستاذ الدكتور السيد فرج فكتب عن أدب الأستاذ نجيب محفوظ كتاباً أوضح فيه صلته بظاهره الإلحاد وقد طالب جمال الغيطانى مصادره الكتاب بل حرقه لأن الأستاذ نجيب ذات لا تمس!! يقاد للسجن من سب الزعيم ومن سب الإله فالناس أحرار.

الأستاذ جمال الغيطانى رمز الحريه الفكريه يدعو لحرق الكتب طالما تخالف ما يدعوا به!! لقد حولوا نجيب محفوظ إلى ذات لا تمس. إنها ثقافه القرم!!

جمال الغيطانى، يوسف الشارونى، يوسف القعيد، أدوار الخراط، عبد المعطى حجازى، وغيرهم كثير هم (قادة الفكر) بعد موت جيل كتاب البعث بقياده أحمد لطفى السيد وطه حسين!!

لن نقوم من رقدتنا!!

وعلى إستحياء يذكر على أحمد بأكثير!

وعلى إستحياء يذكر عبد الحميد جوده السمار!

وضع شاذ غريب مريب.

وتم شطب أسم الشاعر أحمد محرم! وحل محله عبد المعطى حجازى!! (الشاعر الفقيه) فى زمن الحسره والغفله المستمره حياه ثقافيه لا قيمه لها.

صوره مزوره قلدوا فيها الغرب ويستغنى بالأصل عن الصوره ويمكن مراجعه كتاب (فوضى العالم فى المسرح الغربى) للأستاذ الدكتور عماد الدين خليل الأستاذ بجامعه الموصل بالعراق أيام كانت على خارطه العالم جيل كتاب البعث وجيل ما بعد كتاب البعث وقد شربوا من كأسهم فهم صوره منهم.

أمه فقدت ثقافتها!! أو أفقدوها ثقافتها!!

ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم

أن ثقافه أى أمه مرتبطه بمنظومه قيمها العليا والتى تعنى أمنها بالضروره والناظر على سبيل المثال لمنظومه القيم العليا فى المجتمع اليهودى (الإسرائيلى تجاوزاً) يجدها تعيش فى ضمير كل مواطن يهودى قبل أن يصل إلى إسرائيل، وتتمثل عناصرها فى:

(1) فكره السمو العنصرى.(4) الحقوق والحريات الفرديه.

(2) فكره أرض الميعاد.(5) الإشتراكيه.

(3) العدل والمساواه.

مع إختلافات حول بعض القيم نظراً لتأدد الخلفيات الثقافيه ويمكن الرجوع إلى كتاب (النظام السياسي فى إسرائيل) من تأليف اللواء أ/ح دكتور فوزى محمد طايل ط 1413هــ - 1992مــ

نعم أن منظومة القيم العليا فى المجتمع اليهودى تعيش فى ضمير كل مواطن يهودى قبل أن يصل إلى (إسرائيل)!! أما منظومه قيمنا العليا المستمده من المنهج الإلهى والتى يعبث بها من اطلق عليهم كتاب البعث وتابعيهم مما أطلق عليهم كتاب الروايه والمسرح والقصه القصيره والشعر والنثر باستثناء قله قليله حاولت التمسك بمنظومه القيم العليا فتم إهمالها وركنها والإساءه وإليها واعتبار اصحابها خارج نطاق الزمن! وأنزوى الكثير منهم إلى زوايا الظل وأدركهم النسيان لقد ماتوا من فرط التجاهل!!

لقد استطاع كل من سلامه موسى ولويس عوض وغالى شكرى ويوسف الشارونى وكل تابعيهم ممن عاشوا فى ظلامهم أن يحدثوا الشروخ العميقه فى جدار ثقافتنا فأصبح من السهل اختراق الجدار ومحاوله همومه وازالته أو زحزحرته واستطاعوا فعلاً شحن عقول الناس بكل تالف وساقط من الأفكار المسمومة بعد تفريغها من كل أصول ثقافه الأمه. ويشهد كتاب (هؤلاء علمونى) لسلامه موسى على هذه الجريمه بتقديمه لكل الملاحده على أنهم صناع المستقبل المجيد!! وكذا كتاب غالى شكرى (الجنس فى الروايه العربيه)!!

وتقديم الشارونى للغيطانى والقعيد!!

جرائم كبرى ارتكبت فى حق الثقافه المصريه تحت رايه التنوير والبحث والتجديد!!

وما هى إلا رايه فاسده ومضله ومظلمة.

أن محاولات افساد منظومه القيم العليا فى المجتمع الإسلامى الكبير الذى بلغ قوامه أكثر من 2مليار مسلم لا تزال قائمه والمصيبه الكبرى أنها تتم فى الغالب بمعرفه وسائل الإعلام الذين تربوا فى مدرسه (الفكر) التجزيئى وفصل القيم المتكامله وتقديم عناصر منظومه قيماً بشكل مخالف لما تعنيه ومنظومه قيمنا هى:

1- العلم4- الكرامه الإنسانيه

2- الإيمان5- وحده الأمه الإسلاميه

3- العمل  6- الشورى

وتم تقديم عناصر المنظومه بالشكل الذى يرضى الغرب المشغول بافساد حياة أكثر من 2مليار مسلم فعمل على:

1- إفساد التنشئه.2- إفساد التعليم.    3- إفساد التثقيف والتوجيه الأجتماعى.

وذلك بزرع مفاهيم مضلله محل الحقائق وعلى سبيل المثال الجريمه الكبرى وهى (الإختلاط) أو المدارس المشتركه!! وقد أدرك بعض كتاب الغرب حجم المصيبه وبدأ فى فصل البنين عن البنات فى مراحل التعليم المختلفه فى بعض البلدان الغربيه أما نحن فلا نزال نحيا على منظومات غربيه فاسده أطلقها بعض من أطلق عليهم كتاب البعث فانفلت العقد وتناثرت حباته واثمرت جهود السفله وتحطم جزء كبير من ثقافتنا المستمده من منظومه قيمنا المستمده من ديننا فكان كل هذا الترَّهل الفكرى الذى اصابنا فلا نقوى بسببه على القيام من رقدتنا التى قد تطول لفترات الله وحده يعلمها.

ورغم أننا نملك وسائل حمايه قيمنا من يحدث لها إلا أننا نفقد الرغبه فى إستخدامها بشكل جاد وهى:

1- التكافل الأجتماعى.         2- الدعوه الإسلاميه.      3- الجهاد فى سبيل الله.

ويقول الدكتور فوزى محمد طايل فى كتابه القيم (آثار أزمه الخليج على منظومه القيم الإسلاميه العليا) و (الجهاد صيانه للقيم الإسلاميه العليا) ودفاعاً عنها قد يكون حرباً دفاعيه، إذا ما أعتدى على ديار الإسلام وقد تكون المبادأه ضرباً من الدفاع، إذا ما تهددت القيم الإسلاميه، أو أوذى المسلمون الذين يعيشون خارج ديار الإسلام، أو أعيقت دعوه الحق عن أن تصل إلى من لم تصلهم بعد، ومع كل هذا فإن الإستعداد الدائم هو الوسيله الفعاله لأقرار السلام زمنع وقوع الحرب وتأمين القيم العليا وازدهارها)) ص:61

القضيه معقدة ومتشابكه والسؤال الأهم:

كيف نحافظ على منظومه قيمنا العليا التى تشكل ثقافتنا التى هى أمننا الذى صار مفقوداً؟! والله يقول الحق وهو يهدى إلى الصواب.  

وسوم: العدد 633