شعر التفعيلة ..الشعر الحر

شعر التفعيلة   ويسمى حاليا بالشعر الحر 

تعرفون أصدقائي طبعا الشعر العمودي الغتي عن التعريف ،، وهو الذي  يعتمد على عدد معين من التفعيلات التي قد تكون واحدة النوع  أو متعددة الأنواع  في البيت الواحد ،وتتكرر التفعيلات نفسها في ابأبيات التالية 

مع التزام القافية والروي في كل ذلك

أما شعر التفعيلة فله خصائص سأبينها فيما يلي وسنبدأ بتاريخ هذا النوع من ابشعر :

يُعدّ شعر التفعيلة تغييراً حاسماً في تاريخ الشعر العربي, لارتباطه بتحوّل عميق على صعيد البناء الموسيقي, وأنماط التعبير الفكرية والإبداعية, 

وقد أختلف فيمن كانت بدايته على يديه ولا شك أنه كانت له ارهاصات عديدة في كل من سوريا ومصر ،،،ولكن بشكل عام يعتقد بداية هذا الكشف الشعري كانت في العراق على يد نازك الملائكة في قصيدة الكوليرا, المنشورة في تشرين الأول سنة 1947م,و

وعلى يد بدر شاكر السياب في قصيدته (هل كان حباً) في ديوانه أزهار ذابلة, الصادر في كانون الأول سنة 1947م,  واستمر  السياب رحمه الله ولفترة طويله من أهم رواده (ولا أنسى  أني تتلمذت على دوواينه هذه بين قوسين :)   

_ثم ظهر شعراء كثيروت جدا أحبوا هذا النهج وابدعوا فيه في كل البلاد العربيه ، وأهمهم ،،

عبد الوهاب البياتي ،، العراق

عبد الباسط الصوفي ثم متأخرا نزار قباني ،، سوريا 

صلاح عبد الصبور  مصر 

أحمد عبد المعطي حجازي مصر 

محمد الفيتوري ومحي الدين فارس  السودان

أمل دنقل مصر 

محمود حسن إسماعيل مصر (على ما أعتقد )

أدونيس وخليل حاوي في لبنان، 

فدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم في فلسطين، 

_   خصائص الشعر الحر 

تميزت قصيدة الشعر الحر بخصائص أسلوبية متعددة، :

فقد اعتمدت على الوحدة العضوية، ،،،فلم يعد البيت هو الوحدة وإنما صارت القصيدة تشكل كلاماً متماسكاً بكليته

يعتمد التفعيلة وحدة للوزن الموسيقي، ولكنه لا يتقيد بعدد ثابت من التفعيلات في أبيات القصيدة

_   مميزاته 

أنه موزون: فلو لم يكن موزونا لما جازت تسميته شعرا..

أنه يقبل التدوير: بمعنى أنه قد يأتي جزء من التفعيلة في آخر البيت، ويأتي جزء منها في بداية البيت التالي. وفي تطورها الأخير فقد تصبخ القصيدة كلها متصلة بالنسبة للتفعيلة دون توقف حتى النهاية .

عدم الالتزام بالقافية: إذ تتعدد فيه حروف الروى مما يفقده الجرس الموسيقي العذب ، أحيانا أو العكس فيأخذ جرسا مةسيقيا رائعا 

استعمال الصور الشعرية : كالتي تعمق التأثير بالفكرة التي يطرحها الشاعر.

اللجوء إلى الرمزية التي يموه بها الشاعر على مشاعره الخاصة أو ميوله السياسية. وقد يصعب على القارئ إدراك المقصود من القصيدة

وفي النهاية فيمكت تشبيه القصيدة العمودية بباقة من الورود مرتبة بنسق معين جميل في مزهريتها  ،،،أما الشعر الحر فمجموعة ورود ترونها  على الأغصان  كلوحة جميلة متناغمة متغيرة مع الريح والشمس والمطر 

، ولكم الإختيار أصدقائي بينهما  .وقد بحثت لكن أصدقائي بين مجموعة صوري وبالكاد حصلت على هذه الورود المحبوسة في مزهرية ،، أما الورود الأخرى فما أكثرها

ولي ملحوظة هامة أن شعر آبائنا الأقدمين لا تنطبق عليه كلماتنا فهو شعر فذ لا يضاهى وقد يكون للشاعر مئة بيت في قصيدة ولا تجد أن قافية ما فيها مفتعلة وذلك لغنى لغتهم واكتنازهم بالمعرفة اللغوية الهائلة .

وسوم: العدد 695