البعد الاجتماعي في شعر راشد حسين

د. حسن طاهر أبو الرّب

تقديم:

   كان راشد حسين مع غيره من الشعراء من الطلائع الفلسطينية المثقفة التي لعبت دوراً بارزاً في تأسيس قاعدة عريضة للأدب الفلسطيني الحديث بعد نكبة عام 1948م،مع الشعراء توفيق زيّاد ومحمود درويش وسميح القاسم، سواء أكان ذلك في المنفى أم داخل الوطن كما يرى غسان كنفاني[2] التي أصدرتها دار العودة في بيروت بعنوان " ديوان راشد حسين"، وهي تضم في ثناياها الدواوين الأربعة وهي:  مع الفجر، وصواريخ، وأنا الأرض لا تحرميني المطر، وقصائد فلسطينية.

أهمية دراسة البعد الاجتماعي في الأدب:

  إنّ العلاقة بين الأدب والمجتمع علاقة قوية متماسكة، لا يمكن فصلها؛ إذ إن أيّ أديب مهما بلغ من الشهرة لا يمكن أن ينتج أدباً إلاّ في إطار الجماعة التي يعيش معها. وهو يستمدّ تجربته الذاتية من هذا المجتمع، وتتولد انفعالاته من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية في مواقفها المتعددة، تلك التي تمدّه بدفق المشاعر والانسياب الشعري.  

      لذا تعد دراسة الجانب الاجتماعي في شعر أديب ما، في غاية الأهمية؛ لأنها تكشف عن علاقة الأديب بالواقع الاجتماعي الذي عايشه، من خلال النظر إلى النصّ الأدبي الذي أنتجه، وهذا النوع يعتمد على المنهج الاجتماعي في كشف تلك العلاقات بين الأديب وبيئته الخاصة المتصلة بأسرته ومكان سكنه، والعامة التي تتصل بالمجتمع الذي يعيش فيه. وقد تأثر النقاد العرب المحدثون بهذا المنهج الاجتماعي، ونظروا إلى النص الأدبي بوصفه وثيقة اجتماعية مهمة، باعتبار أن المجتمع هو المنتج الفعلي للأعمال الإبداعية، فالقارئ حاضر في ذهن الأديب وهو وسيلته وغايته في آن واحد؛ لأن الأدب في أي بلد هو انعكاس للصورة الاجتماعية التي يمارسها المجتمع بكل فئاته[4]، ومن أشهر النقاد الذين ساروا في الطريق طه حسين ومحمد مندور، وغيرهما.

  إنّ المتتبع لحياة الشاعر راشد حسين، يجد أنه بدأ نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته، في وقتٍ كان الوطن فلسطين يموج بحركة وطنية قوية، فرضتها النكبة الكبرى عام 1948م، لذا نجده يقدم مجوعته الشعرية الأولى وهو في سن العشرين بعنوان " مع الفجر" ، وقد أسهمت تجربته الذاتية من اشتغاله بحقل التعليم ثم الصحافة، ونشاطه السياسي، ومشاركته في المناسبات الوطنية، وتعرضه للفصل من الوظيفة والسجن في إكسابه الوعي بواقعه الذي يحياه، واتخاذه مواقف واضحة مما يجري حوله من أحداث، انعكست في انحيازه الواضح لطبقة الفقراء، وحياة الريف، ونقده الشديد للمنتفعين الباحثين عن المال، المتاجرين بوطنهم وآلام شعبهم .

إنّ المحاور الدلالية التي يلحّ عليها راشد حسين، تختلف باختلاف حركة الزمن، ففي المرحلة الأولى الشباب، نجد إلحاحه على حبّ الحياة، إذ ترتفع نسبة القصائد الرومانسية التي يصور فيها العواطف الإنسانية ومشاعر الحبّ كما في ديوان " مع الفجر". وفي المرحلة الثانية نجد أن الهمّ الجماعي يبدأ بالظهور، ولعلّ مرد ذلك إلى زيادة الوعي بمعاناة شعبه وبالواقع العربي، وقساوة الاحتلال وممارساته الظالمة بحقّ أبناء وطنه. لذا يلحظ الدارس خروج الشاعر من الحديث عن الهمّ الذاتي إلى الهمّ الجماعي الذي يتجاوز أحياناً هموم شعبه إلى هموم العرب عامة[6]وسعة الخيال والجرأة التي دفعته إلى المباشرة في الخطاب دون مواربة أو تصنع.

لذا يمثلّ هذا الشاعر بيئته الريفية أصدق تمثيل بما تركته في نفسه من تأثير عجيب دفَعَهُ إلى الكَلَفِ بها، والتغني بسهولها وجبالها وحياتها البسيطة، ولم يمنعه بُعْدِ المكان بعد سفره من فلسطين من الشوق والحنين لهذا المجتمع الريفي الفلسطيني الذي بقي يلهج به لسانه في سائر أشعاره التي نظمها.

إنّ البعد الاجتماعي في شعر راشد حسين، يتمثل في ثلاثة محاور دلالية رئيسة وهي:

·       الحياة الاجتماعية المشرقة·       مشاكل الحياة الاجتماعية·       نقد بعض المظاهر السلبية في المجتمع

وسنعرض هذه المحاور بالشواهد والتحليل على النحو الآتي:

1- الحياة الاجتماعية المشرقة:

هذا المحور يتمثل بتغني الشاعر بالأحلام والمنى والحبّ، وبحياة الفلاح الفلسطيني، وبالأشجار والسهول والجبال والخبز البلدي والقهوة، ونلحظُ فيه تحليقاً في سماء الرومانسية الحالم، وهي صورة مشرقة بعامة، تمثل حبّ الشاعر للحياة، وبخاصة في فترة الشباب، وفيها لغة العاطفة والأحاسيس تبدو  ذات حركة قوية، على ما اشتمل عليه الشكل من بساطة في التعبير.

يقول في إحدى قصائده [8]:

            أرى في وجنتيك دماء قلبي       وفي عينيكِ ألمَحُ طيفَ مجـــــــــــــدي

                       (الوافر)

            وما قيسُ الملوحُ كان خالي            ولا ابن ربيعةِ القرشيِّ جـــــــــــدّي

           فما لي قد ورثتُهما؟ وما لي         ورِثْتُ جميع حبّهما لوحـــــــــــــــــــــــــدي؟

ويعبّر الشاعر عما بلغَ الحبّ في نفسه من تأثير، وما أحدثه في حياته من تغيير، حتى أنه يَعُدّ الحب مُلْهِمَهُ الأول في النظم والعبقرية، يقول:

         لولاكِ ...لولا الحبُّ في مهجتي          لم يَنْتَسبْ شعري إلى عبقري

ويدعو الشاعر إلى التفاؤل والعمل وعدم اليأس، والاستسلام مهما كانت المصاعب، فالحياة تمضي، وتحرق أجسادنا ولا تبالي بنا فرحنا أم جزعنا، يقول الشاعر[10] :

                 هلْ تهزأُ الحسناءُ من قريتي         ومن جمال الحبّ في قفرها ؟

          (السريع)

                 تحبّ أشعاري ورنّاتهـــــــــــــــــــــــــــــــا          وتكرَهُ الموحي لأوتارهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

                يا حلوةً لم ترضَ عن قريتي       أحببتُ ما أنكرتِ من أمرهــــــــــــا

فهو وإياها على نقيض، فهو يعشق قريته، وهي تكرهها، لذا نجدها يخوض حواراً طويلاً محاولاً إقناعها بجمال القرية، وأنها نبع البساطة ومنهل شعره، وفيها الجمال الطبيعي الذي لم يعرف التزويق والتكلف، لكنها لا تقتنع في نهاية الأمر، لذا نجده يقول لها مخاطباً:

           إنْ كنتِ لا ترضينَ عن قريتي         فودّعي قلبي الوداع الأخير

وفي مواقف أخرى، نراه يمزج بين حبّ الحسناوات وحبّ القرية وحياة الريف، معلناً حبّه للوطن والإنسان، يقول:

                  قيْدي أنا يا ناسُ في حبي شريطٌ مُفْتَخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

                   (مجزوء الكامل)

                صَنَعَتْهُ إحدى ساحراتِ الحبّ من شعْرِ القمرْ

                  مفتاحُهُ  بين النّجـــــــــــــــــــــــــــــــــــوم الهارباتِ من البَشَرْ

                 فأنا أُفتِّشُ عنه بين حُقولنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وعلى الشّجرْ

                وأحبّ عُشبَ الأرض في وطــــــــــــــــــني وأصناف البشرْ

وحين تبتعدُ المسافات، تتأجج المشاعر، ويفيض الشوق إلى الريف وقهوة الأمّ، يقول الشاعر في قصيدة " الموت والقهوة"[12].

2- مشاكل الحياة الاجتماعية:

إذا كان الشاعر يتغنى بحياة الفلاحين، ويعشق نمط حياتهم البسيط، فإنه يقدم لنا في مرحلة أخرى من الوعي همّ الجماعة، وما يعانيه الفلسطيني سواء في الريف أم في المدينة أم في المخيم، من مشاكل ومعقّدات اجتماعية تعترض حياته، كالفقر والجوع، والأمراض، والظلم والاستغلال، والطبقية التي تفسد حياة المجتمع، وتزرع فيها البغضاء والتناحر والعدوات. وهي مرحلة نجد فيها شاعرنا يقف إلى جانب الفقراء والبسطاء، والمظلومين، أمام المستغلين أصحاب السلطة والمال. وهي الدائرة الدلالية الثانية في الديوان التي تمثل حركة الزمن في حياة الشاعر، ويبدو فيها تفاعله مع الهموم الاجتماعية، والخروج من الذات، ومن أبرز المشاكل الاجتماعية التي تحدث عنها الشاعر :

أ- الفقر والجوع والأمراض :

لعل من أبرز القضايا التي يعالجها راشد حسين في شعره عامة الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه الفلسطيني، وبخاصة بعد نكبة عام 1948م، لذا نجد تركيزاً من الشاعر على حياة الفقراء، وتصوير معاناتهم من بردٍ وجوع وأمراض، سواء أكان ذلك في مخيمات اللجوء أم في القرى والمدن، يقول في إحدى قصائده مصوراً بعض مشاهد المعاناة الاجتماعية في حياة المخيمات[14]:

          أريدُ قميصاً لطفلي الصغير      يكافــــــــــــحُ ريحَ الشتاء الوبيلة                                   (المتقارب)

         وليس بجيبي سوى ليــــــــــــــــــــــــرةٍ         ككـــــــــــــنزِ سليمان تبدو جليلة

     إلى أن يقول:

        وقبل المساء تموتُ الصغيرة       فأغــــــــــــــــــــــــــــرقُ في ذكرياتي المريرة

          وبعد قليلٍ يموت فـــــــــــــــــؤادي          سوى نارِ حقدٍ تُثيرُ شعوره

         أفكّرُ في الجثة الهامـــــــــــــــــــــدة           ومن أينَ آتي لها بالكفــــــــــــــــنْ ؟

ويستمر الشاعر في وصف معاناة الإنسان الفلسطيني في ظروف الفقر والمرض، مبدياً مشاركته الوجدانية مع هذه الحالات، يقول في شخصٍ قُتل ومات غريباً [16]. وحين ننظر في الدوالّ الرئيسة المستعملة سنجد أنها تغرق في الحزن والشكوى بما تثيره من أسف وتحسر على المظاهر التي يصفها الشاعر نحو :[ عجفاء- مسلولة – هزال – ميتة – مخالب – عمياء – الجوع – يقتل – عواء – الجثة – الكفن ..]، وكذا الأمر حين ننظر إلى الصور التي رسمها الشاعر من خلال التراكيب نحو :[ الخيمة العجفاء – مخالب الريح – أغرق في ذكرياتي – الدودة العمياء طعامها من مقلتيه – زادي عواء الريح ..] فهذه الصور سوداوية قاتمة يستكنّ فيها الحزن القوي المغموس بالألم .

ب-  الدفاع عن العمّال ومؤازرتهم: 

تشكل طبقة العمال نسبة مرتفعة من تركيبة السكان في فلسطين، وهي أكثر الطبقات تضحية في سبيل توفير لقمة العيش لأبنائهم وأسرهم، وبعض هؤلاء يعملون عند أصحاب الأموال والتجارة من العرب، في القرى الكبيرة والمدن، وبعضهم الآخر يعمل في الزراعة والبناء لدى أصحاب عمل يهود، وكلا الفريقين يعاني ما يعاني من الظلم والقهر بنسب متفاوتة، وقد أوجدت معاناة العامل الفلسطيني في داخل فلسطين 1948م، صراعاً طبقياً وتضامناً بين أغلب فئات الشعب، نتيجة ما يتعرض له من العذاب وبخس الأجر والتمييز لدى أصحاب العمل اليهود . لذا نجد الصراع الطبقي والظلـم الاجتماعي والتضامن العمالي والفلاحي من بين القصائد الكثيرة التي أنشدها راشد حسين، وحملت عناوين في هذه الـمواضيع بشكل مباشر ودون مواربة مثل "إلى عامل" و "حياتهم"، و "ثورة فلاح" و "قصة أول أيار" و "أغنية إلى مجهولة"  "الـمهنة الأولى: فقير  " و "قلب كبير" وفي أخرى يحدد هدف الفلاح في تحطيم "عيشته الـمرة".  وفي قصيدة "هاكم ثائراً آخر" يوضح كيف يتحول الإنسان البسيط الشريف العفيف الذي يعمل ليشتري رغيفاً لعائلته إلى ثائر [18]:

                                                         املأ إناءكَ بالدماء وخذ الطريق إلى السماء        (مجزوء الكامل)

       واكتبْ عـــــــــــلى وجناتها الزرقاء من أثر البكاء

     الأرضُ تعلــــــــــــــنُ عــــــــــــــــن مزادٍ للتقايض والشراء

    من كلّ شيطـــــــــــــــــــــــــــــانٍ رجيمٍ لابسٍ حُلل الدماء

وستشتري بعــــــــــــــــض الملائكة الكبار الأتقياء

ستشاهدون هنـاك كيف تُداس رايات الإخاء

  ثمنُ التذاكر : نصـــــف رطلٍ من نفاقٍ أو رياء

ونلحظ درجة التشاؤم التي تلفّ الشاعر، تلك التي يرى فيها الأرض تخلو من الأتقياء والصالحين، بل أصبحت مرتعاً للشياطين، لذا عمد إلى رسم صورة تعبر عن نظرته هذه، وهي المقايضة بين سكان الأرض وسكان السماء من الملائكة  لإحداث توازن بين الخير والشر.

ب- الصراع على الزعامة والمناصب:

ومن المظاهر الاجتماعية السلبية التي يعرّض بها ويهاجمها الفُرقة والكراهية بين الناس، والتقاتل على الزعامة، وإلغاء دور المرأة في إدارة شؤون المجتمع، يقول في قصيدة " اليوم جئتُ" التي نظمها في تصارع الناس على زعامة مجلس كفر ياسيف[20]:

وبعْتَ الترابَ المقدّس    يا أنذَلَ العاشقين

لتدفع مهري؟ وتبتاع لي ثوبَ عرسٍ ثمين

فماذا أقول لطفلك لو قال: هل لي وطن؟

وماذا أقول له لو تساءل: أنتِ الثمن؟

د-  نشر  الشائعات والقصص الكاذبة :

وفي قصيدة " الحبّ والناس في القرية" يثير الشاعر موضوعاً اجتماعياً خطيراً، وهو  حين تظهر قصة حبٍّ صادقة في القرية، يبدأ الناس نساء ورجالاً ببث الشائعات، واختلاق القصص ، فيثيرون الفتن بين العائلات، ويُعرّضون حياة الفتاة لخطر، ويبدو الشاعر ناقماً حانقاً على تلك الفئة التي أباحت لنفسها التفسير والتأويل على هواها، دون أن تدرك خطورة ما تفعله، يقول[22]. وذلك لأنّ الإنسان لا يعلمُ أين تكمن سعادته؟ أهي في الذكر أم الأنثى ؟ ولا يعلمُ من سيكون الصالح النافع منهما؟ لكنّ المجتمع في تفضيله الذكر على الأنثى، يؤكد حقيقة سلبية هي جزء من عاداته، وهي أنه مجتمع ذكوري، فالرجل هو ظلّ المرأة والأسرة، وهو جالب الرزق، ورجل الغد الذي تنعقد عليه الآمال، والأنثى دون ذلك بكثير، فمقامها البيت، وخروجها يجلبُ المتاعب للرجل ويصيبه بكرامته وعزّته أحياناً. وليس تفضيل الذكر على الأنثى هو العادة السلبية الوحيدة؛ بل إنّ تربية الأطفال في مجتمعاتنا بحاجة إلى مراجعة شاملة، فهي لا تحقق الهدف المنشود الذي يرتجى منهم، فالطفل في مجتمعاتنا يلقى الدلال الزائد، وتجري تربيته على أنه مشروع للزواج والنسل، وأنه فاتن الفتيات، لذا يُرْقى بكل أنواع الرُّقى، وتكون النتيجة سلبية عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بعد ذلك، الشاعر يقارن بين تربية الأطفال في بلاد الغرب ،إذ يحرصون هناك على التربية الجسمية والعقلية، لأنهم يُعدّونه لمهمات عظيمة، فيخرج عالماً متخصصاً معطاءً لمجتمعه، بينما في مجتمعاتنا لا نكاد نلمس شيئاً من ذلك، يقول الشاعر في قصيدته الجياد[24].

و- انتشار المخدرات :

ومن المظاهر الاجتماعية السلبية التي ينقدها أيضاً ظاهر انتشار المخدرات في المجتمع العربي داخل المدن التي سيطر عليها اليهود، والشاعر يطرح هذه القضية متحسراً على ما حلّ بالمجتمع الفلسطيني ومدنه بعد النكبة، فبعد أن كانت حيفا ويافا وعكا تصدّر الأبطال أصبحت مرتعاً للحشيش والمخدرات، يقول في قصيدته" الحب والجيتو"[26]، إنّ الأديب عضو في مجتمع، وفردٌ من أمّة، يتفاعل ويعطي، ويملك من جوانب الإبداع الأدبي ما يجعل دوره في حياة أمته مهماً وخطيراً.

 وهكذا، نلمس من خلال هذه المواقف النقدية، اندماج الشاعر في هموم مجتمعه، سواء أكانت تتمثل بالسعي نحو الجاه والمناصب والمال، أم نحو الاستهانة بقيمة الأرض وبيعها للمحتلّ من أجل تحقيق أغراض شخصية، أم في نشر داء خطير يحطم الأجيال، وينشر الآفات والسموم في المجتمع كالمخدرات. فكل هذه المظاهر من شأنها أن تؤخر الوصول للنصر والتحرير، وتزيد من الفرقة بين أبناء الشعب، وتجعله يعيش بين الخيبة والضياع تارة واليأس والاستسلام تارة أخرى. إننا نلمح المشاعر الصادقة التي ينفثها الشاعر في قصائده هذه، من خلال لغة الخطاب السهلة الواضحة التي تخاطب الضمير، ومن خلال أساليب الاستفهام والنداء والتكرار، ومن خلال الصور البلاغية العميقة التي تكشف عن مدى الوعي بالواقع، ومقدار ما يحمله من حبّ لوطنه وناسه.

الهوامش

[1] - كنفاني، غسان : أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948-1966، (دار منشورات الرمال، قبرص، 2013) ص12.

2 - حسين، راشد: ديوان راشد حسين، (دار العودة، بيروت، 1999م) .

3 - ياغي، عبد الرحمن،  حياة الأدب الفلسطيني الحديث، (بيروت – ط1 1968م) ص7

4 - العقاد، عباس محمود، دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية،( مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012م) ص15

5- ينظر: الشوملي، قسطندي، الحياة واللاحياة والموت واللاموت في شعر راشد حسين، (موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني) الأدب المحلي، ج1، مجمع القاسمي للغة العربية ، باقة الغربية، 2011 ، ص7

6 - مواسي، فاروق، السخرية والمرارة في شعر راشد حسين، موقع اللغة العربية، رابط: http://www.drmosad.com/index207.htm

7 - حسين، راشد، الديوان، ص55 ، مصدر سابق

8- المصدر السابق، ص72

9 - المصدر السابق، ص156

10 - نفسه، ص61

11 - المصدر السابق، ص380

12 - إبراهيم، حسن علي، تجليات الشعور في الشعر العربي،( دار إياس- سوريا، 1999م) ص24

13 - راشد، حسين، الديوان، ص31، مصدر سابق.

14- المصدر نفسه، ص110

15 - نفسه، ص128

16- أبو إصبع، صالح خليل، الحركة الشعرية في فلسطين المحتلة من 1948م- 1975م (منشورات جامعة فيلادفيا – عمان، 2009م) ص448

17 – حسين، راشد، الديوان، ص114، مصدر سابق.

18- نفسه، ص33

19 - نفسه، ص231

20- نفسه، ص194

21 - المصدر نفسه، ص391

22 - سورة النحل، آية: 58

23 - الديوان، ص283

24- مسلم، سامي، راشد حسين في ذكراه الثلاثين ، (صحيفة دنيا الوطن، 26 / 3/ 2007م) https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/80937.html

25- حسين، راشد، الديوان، ص205

26- العشماوي، عبد الرحمن، علاقة الأدب بشخصية الأمة، (الرياض، مكتبة العبيكان، 2002م) ص29

انتــــــــــــــــهى

[2] - حسين، راشد: ديوان راشد حسين، (دار العودة، بيروت، 1999م) .

[4] - العقاد، عباس محمود، دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية،( مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012م) ص15

[6] - مواسي، فاروق، السخرية والمرارة في شعر راشد حسين، موقع اللغة العربية، رابط: http://www.drmosad.com/index207.htm

[8] - المصدر السابق، ص72

[10] - نفسه، ص61

[12] - إبراهيم، حسن علي، تجليات الشعور في الشعر العربي،( دار إياس- سوريا، 1999م) ص24

[14] - المصدر نفسه، ص110

[16] - أبو إصبع، صالح خليل، الحركة الشعرية في فلسطين المحتلة من 1948م- 1975م (منشورات جامعة فيلادفيا – عمان، 2009م) ص448

[18] - المصدر السابق، ص33

[20] - نفسه، ص194

[22] - سورة النحل، آية: 58

[24] - مسلم، سامي، راشد حسين في ذكراه الثلاثين ، (صحيفة دنيا الوطن، 26 / 3/ 2007م) https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/80937.html

[26] - العشماوي، عبد الرحمن، علاقة الأدب بشخصية الأمة، (الرياض، مكتبة العبيكان، 2002م) ص29

وسوم: العدد 697