ست قصص رفض نجيب محفوظ نشرها!

د. رحيم هادي الشمخي

لم ينجح أحد من كبار الأدباء العرب مثلما نجح نجيب محفوظ في أن ينقل لنا التطور الاجتماعي الحديث من دون أن يتأثر بتجربته في الغرب وكان الإنتاج الأدبي لنجيب محفوظ كنموذج يعكس بوضوح المجتمع العربي في مواجهة التطور الغربي، ونجح هذا الأديب العربي بفضل تفوقه في نقل أصالة المجتمع والناس.

قصص لم تنشر لنجيب محفوظ؟ هذه مفاجأة نعيد اليوم اكتشافها- هذه القصص هي (بداية) نجيب محفوظ.

بداية بالمعنى الحقيقي، أي إنها (التجارب) التي ألقى فيها الأديب الشاب بحمولته التلقائية ورغباته الساخنة في بحر الكتابة الواسع.

بدأ نجيب محفوظ نشر القصص منذ عام 1932م في مجلات السياسة، المجلة الجديدة، مجلتي، الرواية، الرسالة، الساعة 12، .. وغيرها من مجلات كانت تحتفي بالأدب باعتباره (مادة مميزة) في عالم الصحافة.

حكاية هذه القصص رواها نجيب محفوظ لتلفزيون القاهرة عام 1966 (عندما بدأت أكتب الرواية وضعت ستارة على كل ما كتبته قبل ذلك من قصص صغيرة ومقالات لكن الكاتب عبد الحميد جودة السحار، جاءني مرة وقال لي: إنه سيختار عدداً من قصصي القصيرة وكان يحتفظ بكل المجلات التي نشرت فيها، فاختار، همس الجنون، وكانت مشكلة لأن هذا الحدث بعد أن كنت قد أصدرت (زقاق المدق) قلت له، ستكون هذه عنيفة يا عبد الحميد، والناس سيقولون (الرجل وقع) فقال لي، سوف نكتب على كل قصة تاريخ كتابتها، وبذلك يعرفون أنها قديمة.

الناقد الراحل عبد المحسن طه بدر، جمع هذه القصص في كتابه (نجيب محفوظ، الرؤية والإدارة)، في إطار استكشافه لجذور رؤية محفوظ وأدواته الفنية.

هكذا 50 قصة نشر بعضها في (همس الجنون).

كما تم نشر هذه القصص الست التي رسمت بداية أهمّ روائي عربي، ويذكر أنه حصل على جائزة نوبل في الأدب العربي لمساحاته الفاعلة في تاريخ القصة القصيرة وترجمت هذه القصص إلى اللغات الإنكليزية والإسبانية والفرنسية وهو من المساهمين في كتابة مسرحيات الثورة المصرية ضد العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على القاهرة عام 1956 م ما أجج الشعور القومي العربي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

 

وسوم: العدد 724