أفل قمر الجنوب

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_e1ca0.jpg

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر 

فليس لعين لم يفض ماؤها عذر 

لما سمعت النبأ هزّ مشاعري وأسال دمعي  ، ومرّ بالذهن بيتان شعريان :

أمر على الديار ديار سلمى 

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا 

وماحب الديار شغفن قلبي 

ولكن حب من سكن الديارا 

الديار هي مدينة أبها عروس السعودية ، أجمل بلاد الدنيا مناخا وجمالا ، وزادها جمالا وروعة ساكنها الأديب الأريب الحبيب محمد عادل الهاشمي الذي توفاه الله أمس في مدينة الرياض  .

هو أستاذ الأدب الإسلامي في جامعة أبها، صاحب رسالة : ( الإنسان في الأدب الإسلامي ) 

الطريق من نجران إلى أبها متعب وشاق لكن لقاءك بالحبيب ينسيك التعب ، وجه بشوش ولسان يكثر من كلمة أهلا أهلا مما ينسيك تعب الطريق ووعثاء السفر ، قائد لطيف المعشر ، رجل من رجال الرعيل الأول أعظم ماقرأت له كتابه العظيم ( مصطفى السباعي : رائد أمة وقائد دعوة ) وكتابه ( الإنسان في الأدب الإسلامي ) وفي الأدب الإسلامي تجارب ومواقف  .

كلما زرت أبها أنهل من أدب عادل رحمه الله وكرمه وحسن ضيافته ، رئيس قسم الأدب في جامعة أبها ويعد رحمه الله من رواد وبناة الأدب الإسلامي في العالم الإسلامي الذي كان يقود ركبه أبو الحسن الندوي وحمل الراية بعده الأديب عبد القدوس أبو صالح حفظه الله ، وله ولإخوانه رواد الأدب الإسلامي أحر التعازي وأبلغ الرثاء ، وآمل أن تصدر مجلة الأدب الإسلامي عددا خاصا عن الذي حمل الراية في بدء المسيرة الأدبية محمد عادل الهاشمي رحمه الله .

زارني في نجران عدة مرات ، طابت مجالسنا بوجوده ، وتعطرت أنفاسنا بلقائه حياه الله ، إنه رجل دعوة يدعو لها بلسانه وقلمه ، سئل الإمام علي رضي الله عنه عن أطيب الطيبات فقال : إكرام الضيف وضرب الأعداء بالسيف ، وقد تحقق لنا البند الأول في أروع صوره وأرجو أن يتحقق الثاني بأن نرى الأعداء صرعى ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله 

سلام عليك أيها الأديب الأنيق لباسا وكلمة .

سلام عليك ياقليل الكلام لكن إذا تكلم بز القائلين .

سلام عليك أيها الحبيب أيها المضيف الأنيق ، يامن حققت هدي النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الدعاة ، لقد غرست حب الإسلام وهدي المصطفى عليه السلام في نفوس الآلاف من طلابك 

عليك سلام الله وقفا    فإني رأيت الكريم الحر ليس له عُمر 

أهلا بك في ضيافة الرحمن ، ياصاحب كلمة أهلا أهلا ، أهلا بالضيوف 

هو من حلب الشهباء بلد الجهاد والبطولات فتحها سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، أخوه الدكتور المجاهد الأديب محمد علي الهاشمي رحمه الله ، وهما علي وعادل فرسا رهان في الدعوة إلى الله 

حقا وصدقا لقد :

ذاد عن مقلتي لذيذ المنام 

شغلها عنه بالدموع السجام 

كان رحمه الله مشعل الهداية للشباب الظامىء لفهم الدين والجهاد في سبيل الله ، كان يسمع الأنباء عن دمار وطن كثر الحنين إليه ، كانت حلب تملأ ناظريه ، كان صوت الوطن الذي حرم منه يرن في أذنيه ، مات الأديب الأريب ولم ير قلعة حلب الشامخة ولا مآذنها العالية 

رأيته في الحرم المكي عند الكعبة المشرفة فكان حديثه حديث حنين لوطن الذكريات ، يتناثر الشعر الرطب والحب العذب لوطن هُجر منه قسرا ، فعرفته الجزائر واليمن والإمارات والسعودية رحمه الله 

رحمك مولاك أبا النضر واللقاء إن شاء الله عند الحوض المورود ، يظلنا اللواء المعقود قرب سيد الوجود عليه السلام 

لقد قرنت اسمك باسمه عليه الصلاة والسلام فكان اسمك أيها الحبيب محمد عادل وهو عليه السلام إمام العدل في الدنيا رفع مشعله وأنار به السبل 

رحمك الله أيها الحبيب فقد حملت في أبها مشعل الهداية الربانية وأرويت به قلوبا ظامئة للهدى والنور 

رحمك الله وحياك وبياك من قائد وداعية : 

الله غايتك ومحمد قدوتك والقرآن دستورك والجهاد سبيلك والموت في سبيل الله أسمى أمانيك 

إن حلب تبكيك والصالحون فيها يدعون لك ، أيها القائد المغوار الحبيب لقد اقترب الفجر وانشق عموده 

وعلى مثلك ياأبا النضر فلتبك البواكي 

نم قرير العين أيها القائد فاللواء سيظل عاليا ، وستظل كلمة الله أكبر يصرخ بها تلامذتك في كل الجبهات 

فضيلية المراقب العام ، الإخوة أبناء الدعوة الإسلامية ، رابطة الأدب الإسلامي ، الأخوة آل الهاشمي 

أسرة الفقيد ، الأخ نضر الهاشمي وأخوته أعظم الله أجركم 

ولاحول ولا قوة إلا بالله .

وسوم: العدد 770