شعب قلبي فراقكُ يا شقيق روحي

clip_image002_24d20.jpg

.. نعم لقد انفطر قلبي على فراقك المبكر.. ما كنت أتصور أن أهيل التراب على جثمانك الطاهر.. حتى وان استوعب العقل فراقك فإن القلب والروح تأبى التصديق.. وتقول لي: ألا تمر عليه وتطمئن عل صحته، وتسأل أولاده البررة كم هي نسبة السكر اليوم، وهل تناول دواءه أم تمنع كعادته.. هل صحيح أنني لن أتمكن من رؤيته بعد اليوم ومن الاستمتاع بحلو حديثه ونقده اللاذع الذي ينساب في كلامه كجدول رقراق حيناً، وكسيل جارف أحايين أخرى..

لا اعتراض على قضائك يارب وقدرك؛ ولكن فقد العزيز يفرغ الأيام من ملحها ومن سكرها.. آآآه من السكر عدوي اللدود إن ثأري عنده فهو الذي فجعني بشقيق روحي.. كم أنت متوحش أيها السكري.. وكم هي قساوة قلبك -إن كان لك قلب- كيف تجرأت على سلب الحبيب من حبيبه، وكيف طاوعتك نفسكُ الأمارة بالسوء على فصم عرى الإخوة والمحبة والمودة من قلبين صهرهما الشوق فكأنهما قلب واحد لا قلبين.. ورحم الله الحسن البصري إذ يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكرونا بالآخرة ومن صفاتهم الإيثار..

أبا عصام يا شقيق روحي إن كان جسمك قد رحل عن هذه الفانية فإن أخلاقك وإخلاصك وحلو حديثك لم ولن يغادر ولن يفارق ولن يغيب ولا لحظة واحدة عن قلوب محبيك وإخوانك الخلص الذين امتزجت أرواحهم مع روحك الطاهرة الزكية..

ما يغيب عن ذاكرتي أيها الحبيب يوم جاءتك التأشيرة (الفيزا) للعمل في السعودية كيف اخترت بسهولة فائقة وتلقائية عجيبة البقاء مع أحبابك في عيشهم المتواضع ولم تتردد على الإطلاق في رفض إغراء المال المتوقع بل شبه المحقق لتنحاز إلى رفاق عمرك الذين ألفت بين قلوبكم وأرواحكم؛ العقيدةُ والدعوةُ الربانية وتجانسُ الأفكار والرؤى.. وهم اليوم يسـتمطرون لك شآبيب الرحمة والرضوان ويرطبون ضريحك الطيب بدموعهم الحرى ويتقلبون على صفيح الفراق والفقد والغربة وهم يرون جزءً عزيزاً من أرواحهم وقلوبهم يوارى التراب..

رحمك الله أيها الحبيب وأحسن نزلك وجعلك وبكرك الشـهيد في عليين..

وسوم: العدد 805