وترجّل فارس التوحيد والجهاد عبدالقادر الصالح

جبهة العمل الوطني الكردية

المجاهد الشهيد عبد القادر الصالح

((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))/ آل عمران/169

لن نقول إلا ما يرضي ربنا، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أيها المجاهد بالقول والفعل للطغمة الأسدية المجرمة لمحزونون.

إذا ذكر المتفانون في نصرة شعبهم والعمل على رفع الحيف والضيم عنهم في سورية كان أبو محمود عبدالقادر الصالح ابن مارع الخير في مقدمتهم. وإذا جيء على ذكر المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله دفاعاً عن الأرض والعرض والشعب في مواجهة أخسّ عصابة حاكمة تمر على العرب والمسلمين كان أبو محمود حجي مارع في طليعة هؤلاء المجاهدين.

وإذا جرى الحديث عن المؤمن الذي يألف ويؤلف، الذي يجمّله التواضع وخفض الجناح للمؤمنين والعزة وشدة البأس على المجرمين والمنافقين، والشجاعة والإقدام واقتحام الأهوال بنفس مطمئنة متصلة بالله واهب النصر والتمكين، والذي كتِب له القبولُ والحبُّ في نفوس أحبابه وأصحابه وجنوده، وتجتمع عليه القلوبُ والأرواح قبل الأبدان، كان لابد أن يُذكر أبو محمود في المقدمة. فقد كان ـ رحمه الله وأعلى مقامه وأكرم نزله ـ ممن آثر ما عند الله على مباهج الدنيا وزخرفها ومتاعها، وحرّكت كوامنَ نفسه استغاثاتُ المعذبين والثكالى واليتامى، وخاض غمار حرب غير متكافئة بالموازين المادية، في مواجهة عصابة حاكمة تمتلك أفتك الأسلحة وأقوى جيش طائفي، تساندها قوى الشر والظلام، التي أبت إلا أن تتقمّص شخصية أبي لؤلؤة المجوسي وابن ملجم وحسن الصبّاح...، وبالرغم من كل ذلك كان النصر والغلبة للمجاهد البطل حجي مارع وصحبه، لأنه كان متيقناً أن النصر من عند الله العزيز الحكيم.

 وإذا كنّا قد فقدنا هذا القائد، الذي ما ذكرناه سابقاً بعض سجاياه، ونفتقر إلى قادة من هذا الطراز في مثل هذه الظروف التي لا تخفى على أحد، فإن عزاءنا هو أن الله تعالى قد قيّض لهذه الأمة الألوف من أمثاله، يحملون فكره والراية من بعده، حتى يأذن سبحانه بالنصر والفرج وإزالة الغمة وقصم ظهور المجرمين.

إن النهاية التي انتهى بها القائد المجاهد البطل عبدالقادر الصالح/ أبو محمود يتمنّاها كل مسلم، ونسأله سبحانه أن يتقبّله شهيداً في سبيله ويحشرنا معه في ظل عرشه، ويتولى أهله وأولاده من بعده بخير، ويعوّض الشعب السوري والمسلمين خيراً. اللهم هذه شهادتنا في فقيد الشعب والأمة، اللهم اجعله خيراً مما نقول. اللهم لاتفتنّا بعده ولا تحرمنا أجره واغفر لنا وله. وعهداً على السير في الطريق الذي سلكته حتى يقضي الله بيننا وبين هؤلاء البغاة الطغاة القتلة الطائفيين وهو خير الحاكمين.

"إنّا لله وإنّا إليه راجعون".

جبهة العمل الوطني لكرد سورية

14محرم/1439 هـ
18/11/2013 
م