ستبقىَ في القلوب

إبراهيم خليل إبراهيم

ستبقىَ في القلوب

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

في صباح يوم الثلاثاء الثامن من شهر مايو عام 2012 م أعلنت عقارب الساعة رحيل صديقي الحبيب وأخي العزيز الإذاعي القدير والإنسان الحنون صاحب القلب النقي والخلق الحميد والبسمة المشرقة وجيه عرفات عن عمر يناهز 56 عام،عندما تلقيت خبر الوفاة من أخي وصديقي المخلص الصحفي علاء الدين الساوي رئيس تحرير جريدة المحور الدولي قلت:(البقاء لله تعالى) ثم فاضت دموع قلبي وحاولت التماسك أثناء المكالمة الهاتفية لكنما هاج الحزن لفراق أعز الأحباب وأقرب الناس إلى قلبي وعقلي،لقد عرفت الإذاعي القدير وجيه عرفات في الثمانينيات عندما كنت بصحبة الإذاعية القديرة سعاد الجرزاوي كبير مذيعي شبكة الشباب والرياضة حيث كنت بصحبتها في الإذاعة لتسجيل بعض البرامج الأدبية التي أكتبها وقتئذ،وبعد التسجيل كنا نسير في ردهات الطابق الثاني للخروج فتقابلنا مع الإذاعي وجيه عرفات وبعد سلامه على الإذاعية سعاد الجرزاوي صافحني بابتسامته المعهودة وقال:أنت مذيع جديد .. فتبسمت ومن ذلك اللقاء دخل قلبي وفكري وتواصلت الصداقة والأخوة بيننا وتابع كتاباتي ونفذت معه العديد من الفترات المفتوحة عبر أثير إذاعة القاهرة الكبرى،وفي عام 2002 كتب مقدمة لكتابي من سجلات الشرف،وبعد صدور كتابي قام بإذاعة الكثير مما ضمه في احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر،هذا والإذاعي القدير وجيه السيد عرفات من مواليد محافظة الدقهلية وبعد حصوله على ليسانس الآداب (عبري) من جامعة عين شمس عمل بالإذاعة (مذيع تنفيذ) ونفذ العديد من الفترات المفتوحة على الهواء مباشرة وكتب وقدم مجموعة من الدراسات والبرامج والسهرات والمسلسلات والمسابقات الإذاعية،وعمل فترة بتليفزيون سلطنة عمان كمصحح لغوي للعمل التليفزيوني (الشعر ديوان العرب) وهو عضو اتحاد كتاب مصر منذ عام 1998 ورابطة الزجالين وكتاب الأغاني وجمعية أدباء الشعب وجمعية الأدب العربي ومستشارا ثقافيا وسكرتيرا لجمعية الخدمات الأدبية وحصل على ميدالية اتحاد الكتاب تقديرا للتفوق فى دورة الدراما التى نظمها الاتحاد وشهادات تقدير من جهات كثيرة.

توارى جثمان صديقي وأخي الحبيب وجيه عرفات بين ثرى مقابر الأسرة بقرية ميت العز التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية،ومع ذكرى رحيله تتجدد بداخلنا الآم وعذابات ولوعات الفرق،وهاهو قلمي يتحدث إلى روحك:

ألق إلى عينيك قد ناداني

يا دمعة تبكي على أحزاني

ما كنت أدري أن عطرك يا أخي

قد فاق عطر الورد والريحان

أهدى الحياة ربيعها وجمالها

وبقى وحيدا صادق الأشجان

ما كنت أحسب بعد موتك أنني

أعطي الوجود مشاعري وحناني

قد كنت طيرا في الفضاء مغردا

عبر الأثير برقة وحنان

يا همس صوتك من نضار عبيرنا

فتقول (هنا القاهرة) لمسامع الأزمان

إني عرفتك بالإذاعة راقيا

بين الصحاب وجلسة الخلان

أنت الوجيه على الهواء مميز

وكذا ببيتك صادق حاني

تبكي القلوب على وداعك إنها

عرفت بحبك قيمة الإنسان

وسيبقى حبك نابضا في مقلتي

يروي بروحك روعة الألحان

يا شاعرا ملأ الوجود بشعره

كجواهر مكسوة ببيان

متحدثا عبر الأثير بصدقه

(هنا القاهرة الكبرى)

يتعلق الوجدان بالآذان

لطف الحمائم يا وجيه عرفته

حين التقت في حبنا العينان

قد جئت للدنيا بزهد ناسك

وخرجت منها كالضياء الحاني

يا قبر جاءك من نحب فهل لنا؟

ندعو له بالرفق والغفران

واجعل الهي في النعيم مقامه

وأفض عليه بجنة الرضوان .

أخي وصديقي الحبيب والإذاعي القدير وجيه عرفات لقد رحلت بجسدك لكن روحك معي،وصدقك ومحبتك ستظل طيف حياتي مابقيت الحياة .