هدايا الورد

رسالة إلى صديق أحبه

كما تتطلب صداقة الأرواح

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

ليس هناك ما هو أجمل من صفاء القلب وطهارة الإحساس الإنساني المفعم بجمال روحي ونفسية ساحرة آسرة، فماذا أنت أيها الصديق؟؟

لقد جمعتني بعد شتاتي في صدق مشاعرك وصفاء قلبك وصراحة رؤياك وصلابة موقفك معي، فكانت أول هذه الكلمة مصوغة من هذه المعاني، بحرف الصاد الطارد للصدى بشقيه المادي والمعنوي.

وكنت دائما دليلي عندما أتوه في صحراء روحي، داحراً لأوهامي التي تكاد تقتلني، تفوقت علي وعلى أحبابي فكنت الأقرب، فكان حرفك الثاني دالا مشعة تملأ جنبات النفس التي هدّها البعد والألم، فكنت اليد الحانية الشافية الجامعة شجر الدفلى لتغني بأروع لحن خالص من كل درن!!

يلفني الإحساس المقيت فلا أجد أحدا أبثه همي غيرك، فكنت يُسري، وياسمينة تفوح نسائمها لتكون منبسطة ولهى مسرورة، وهي ترسم حرف الياء، فتعانق نجوم ليلي الساري عبر متاهات لا ينقضي حدها، ومسافاتها مفتوحة على المجهول، فترفقت بي حيث لا يمام يساند رحلتي الأبدية، وينقذني من إحساساتي الفادحة التي نشرتني وترا ضائعا على نغم حزين!!

وقع الكلام على الكلام، والقلق على الريح، فكنت قلما قاطفا أحلى الجمل من بستان نسقته يداك كأحلى باقة زهر، قرنفلة وهاجة قائمة قامة مستوية على سوقها في حرف القاف الرابع، فتتناغم الحروف لتشكل كلمة صديقي: فكنت الصادق والدليل والياسمين والقرنفل، وكلها منك وإليك، فكيف أهديك ما هو عندك، والله إني لأجد نفسي بمنزلة ذلك الشاعر الذي قال مادحا:

تَراهُ إِذا ما جِئتَهُ متَهَلِّلاً
 

كَأَنَّكَ تُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه

فما عساني أن أقدم وقد سبقتني ورودك، أأعطيك ما أعطيتني؟؟

تقبل تحياتي صديقي العزيز صفة إنسانية شاملة، فصداقتنا صداقة حرف ورؤيا وأنة فكر يحاول أن يقاوم العدم!! فسأكتب إليك يا شقيق النفس لا لشيء، سوى لأثبت أني أحبك، فلا شيء غير الكتابة يثبت أنني ما زلت أحبك، وفيا، مقيما على عهدك!! فما زلت أومن بجدوى الكتابة، فلم تتحنط الروح، ولم يتصلب القلب بعد!!