عبد الله الطنطاوي القامة والهامة

عبد الله الطنطاوي

القامة والهامة

د. عبد الله الطنطاوي

[email protected]

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

منذ أن كان صغيراُ لم يعش الحياة إلا كبيراً ..

كبيراً وهو يجايل القامات والهامات... عرف السباعي و العطار وقطب وأقطاباً أخرى..لا تعد ولا تحصى ... كبيراً وهو يعيش العلم طلباً ... ويسكن الكتب قديمها و جديدها ويسكن إليها..ما بين بطونها وظهورها....وسطورها وما بين سطورها ..حتى كانت له سطور وكتب لا تمحى ولا تنسى !!

 لم يعرف المراهقة شهوة أو نزوة أو ملاحقة أو إثباتاً للوجود...ولكن الإرهاق  لاحقه ولازمه قراءةَ وكتابةَ... وأثبت وجوده بذاك العطاء!!!

عاش الطفولةِ بطولةَ...ً والشبابَ كفاحاً... والشيبَ- إذ يعيش الشيبَ- شباباً وربيعاً :

ًشباباً بهمته.... وربيعاً بثورة الأحرار هنا وهناك...

منذ أن كان صغيراً سعى للجمع والنفع..لتجميع القلوب والجهود ..فأسس الروابط:رابطة الوعي الإسلامي ورابطة أدباء الشام ..مُرابطٌ هو حيث كان...فجمع وآلف ما بين المغمور والمشهور..ما بين القديم والجديد ..ما بين القاصي والداني ..فدنا منهم ...ودنوا منه...وكانت قطوفه دانية لكل ذي أرب وأدب!!

قابض هو على الجمر... ديناً ودنيا..شعراً ونثرا..وإنساناً حرا.

يعيش الألم أملاً...والمحنة منحةًً ...والبلاءَ دواءً

والثورةَ ثروةً ..والليلَ فجراً ..يعيش الربيعَ عروبةً.. وإسلاماً.. واخضراراً... يشهد تفتح البراعم...ويشهد شهقات كبريات الأشجار...يستمع لنغمات الجذور والجذوع والبذور....

يستبشر بزمن الانتصار والازدهار!!

عاش الحَرفَ حِرفة..وحارب بالحرف حيفا...عانى الكلام كَلْماً..

عاش ابن تيمية في سجنه خلوةً..و في منفاه سياحة...عرف التعب راحةً....صال وجال..صابراً يحدوه عزم الرجال!!

شاب وما زال شاباً ..بل يفوق الشباب قوة و عطاءً... سجله حافل ..قلبه الصغير كبير بما حمل واحتمل..حمل الأوطان واحتمل جراحاتها..حمل الأحبة واحتمل افتراقهم وفراقهم

..حمل الحب واحتمل الهجر !!!!

العِزُّ عَزمه ...والحق قَلبه وقِبْلته .. لله دره...وبره... وشعره.. ونثره... وبوحه..وفوحه..حياته كلها لله... ما أصدقه!! ..ما أنبله!!

الخير فينا باق..ما دام فينا أمثاله

منذ أن كان صغيراً  كان كبيراَ ...بهمه وهمته ومهنته و جهاده  فكان  القامة والهامة و الشامة...ابن الشام...والإسلام ... أكرم بسيرته !!

***************

أستاذنا ..هنيئاً لك ما قدمت.. هنيئاً لك محبة الناس..ورب الناس..هنيئاً لأبنائك ومحبيك أستاذنا . اكتب لنا سيرتك ومسيرتك ..علمنا ما ينفعنا ..فكلُّ ما خطته يداك علمٌّ وخيرٌ..وكل ما فاه به لسانك ...نور وتِبْر....وكلٌّ صبرٍ عشته نصرٌ!!!

** على هامش ندوة رابطة الأدب الإسلامي العالمية- مكتب الأردن (حوار الزمن)**