كمال رشيد... الدمعة الدائمة

كمال رشيد... الدمعة الدائمة

د. كمال رشيد رحمه الله

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

تهب ذكراك لهيباً لتشعل الرماد والفؤاد من جديد !!

تغيب عن عيني أربع سنوات... وما غبت عن قلبي ثانية!!

فالقلب على حبك قابض و رابض و به – دائماً- نابض!!

      أربع سنوات... ثقال....عجاف....ولا أملك إلا عد السنوات .. و اجترار الذكريات و التحسر و التأوه .

أربع سنوات ...كأنني نلت درجة علمية في جامعة الحزن و الغياب ...

و ما زلت أستزيد الحزن علماً و شعراً و شعراً لأتنفس بك و أراك حيث أكون!!!

تهب ذكراك.. وأراك.....أراك:

أراك مع كل شروق وكل غروب ... وصورتك مشرقة أبداً في قلبي ... و حيثما يممت دربي ...لا..لا...تغيب!!!

أراك...في دمعة صديق.. وبسمة رفيق ....ووفاء حبيب...وترحم كل من كان بك عارفا ..فأسهب حديثا عنك واصفا !!!!

أعيش معك القرآن الكريم ... أحاسب نفسي عما مضى ... هل كنتُ معك كما ربي "قضى..."؟؟

 فهل أنت عني راض ؟!!!

إرض لعل الله يرضى !!!

أعيش معك على "كان".. و أتحسر على نفسي ب"ليت".. وأعزي نفسي بأننا صائرون إلى ما صرت إليه ... لعل رحمة الله تجمعنا في جنة تجمع الآباء و الأبناء ممن اعتصموا بحبل الله شاكرين و صابرين !!!

أعيش" البنوة" معك "أبوة" مع صغاري .. لعلهم يلمسون مني ما لمست منك من حب وعطاء !!!

أستحضرك ... وأنت تلاعب صغاري ...وأنت تجمع الأحفاد ... تنثر لنا حبك بحبهم ... وتعطينا درسا في جمع القلوب!!

أعيش معك "نشرة الأخبار" ...وأستحضر دمعك مع كل شهيد ... أسمع نشيج صوتك ... بكاءك ...أستحضرك... و أعيش معك طفولتي وشبابي  لأراك: كبيراً ...قوياً... سيداً...سنداً.. كما عرفناك... وودعناك!!

أعيش مع حروفك... أسترق السمع إلى صوتك فيها... أشدو"مع الغرباء"..وأشدو "أناشيدك" للصغار ... أراقب و أترقب عيوناً "في الظلام".. أتنسم معك "نسائم الوطن" ..أتأمل معك " السنة ".. أعيش أشواقك "في المحراب"...أجالسك في "مجالس الإيمان" ... وأبكي حين لا أجد الأسرة السعيدةَ سعيدةً بسبب غيابك عنها!!

أبي ما أكرمك حياً !! ما أكرمك ميتاً!!!

ما انقطع عملك ...و ما انقطع بكاؤنا عليك.... كلاهما جارٍ فينا... و أمامنا نراه دائماً... و نبكيك أبدا!!!

أبي ... يا أيها الحبُّ و الحزن الذي لا ينتهي .. الحبُّ و الحزن صنوان مختلفان .. مؤتلفان .... مرآتي... حين أرى نفسي  أراك!!!!