رسائل من أحمد الجدع ( 63 )

رسائل من أحمد الجدع ( 63 )

أحمد الجدع

إلى الشاعر الحموي منذر شعار (محمد منذر شعار ) .

كنت يا أخي من شعراء الدعوة الإسلامية الأوائل الذين كتبنا عنهم في كتابنا "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" الصادر في بيروت عام 1398هـ 1978م في الجزء الخامس منه .

وكنت آنذاك قد أصدرت خمسة دواوين صغيرة الحجم عظيمة الفائدة ، وكنت في مقدمة الشعراء الإسلاميين الذين أصدروا دواوين في تلك الفترة المظلمة من تاريخنا الأدبي .

هذه الدواوين هي :

1- الغليان ، صدر عام 1972م ، طبعته مطبعة الدباغ بمدينة حماة ، ونشرته مكتبة ربيع بحلب ، وهو عندي ، وقد كتب على صدر غلافه "قواف تبتغي الأجر" رقم (1) ، وهذا إعلان عن إسلامية الديوان ، وما يليه من دواوين تحت هذا العنوان .

هذه النسخة من الديوان كتبت عليها إهداء إلى الشيخ مصباح عبده ، وهو من أصدقائي المصريين الذين سجنوا وعذبوا لأنهم قالوا : ربنا الله ، وقد أرخت إهداءك له في شوال 1395هـ ، وقد كان الشيخ مصباح رحمه الله ممن شجعنا على المضي في كتابنا شعراء الدعوة ، وكان من تشجيعه أن تنازل لنا عن ديوانك هذا الذي أهديته إليه .

وإن مما يدل على مضيك في درب الدعوة الإسلامية قصيدتك التي افتتحت بها هذا الديوان :

صبرت نفسي عن كأسٍ وعن شفةٍ
وصمت عن كل طُعم ليس فيه تُقىً
ما من خلائق نفسي طردُ غانيةٍ
ولا أُراني مشدوداً إلى وترٍ

 

 

رجاء كأسٍ معينٍ ، بعدُ ، والعِينِ
حذار مطعم زقومٍ وغسلين
وإن سبا وجهُها لُبَّ السلاطين
ما بين ضجة مفتو
نٍ ومجنون

 

2- نشيد الإعصار ، وهو الديوان الثاني ، طبع في مطبعة الدباغ بحماة ، ونشرته مكتبة ربيع بحلب ، والديوان غير مؤرخ .

وبما أن هذا الديوان يحتل رقم (2) في سلسلة "قوافٍ تبتغي الأجر" ، وبما أن الديوان الثالث في هذه السلسلة طبع عام 1974م ، فإن من المحتمل أن يكون هذا الديوان قد طبع عام 1973م .

3- الصواب ، وهو الجزء الثالث من سلسلة "قوافٍ تبتغي الأجر" طبعته مطبعة الدباغ بحماة ، ونشرته مكتبة ربيع بحلب عام 1974م .

وهذا الديوان عندي ، وقد اشتريته (على الأغلب) من مصر .

والقصيدة الأولى في الديوان يصرح الشاعر بتمسكه بالنهج العربي الإسلامي في حياته وشعره :

هوِّن عليك وفرّج
واذهب إذا صفر الوعا
أتراه عاراً أنني
وأعبُّ شعر مزينةٍ
وأرى محمداً العظيـ

 

 

وبفكرتي لا تحرج
ءُ ، فإن ملئت حجاً فجي
أهوى شميم العرفج
وأهزُّ صعدةَ مذحج
ـم حسام ذاك الهودج

 

4- الإصدار الرابع من سلسلة "قوافٍ تبتغي الأجر" ديوان "ارتفاع الستار" ، وهو بدون تاريخ ، وطبع في مطبعة الدباغ بحماة ، ونشرته مكتبة ربيع بحلب ، ولأن الجزء الثالث من هذه السلسلة نشر عام 1974م فمن المحتمل أن يكون هذا الجزء قد نشر عام 1975م .

وهذا الديوان عندي ، ويبدأ بقصيدة بعنوان "رفاق الساح" مطلعها :

جبين الأرض إنا زاحفونا
طلعنا طلعة الجبار شعثاً
يميناً أيها الطاغوت فينا

 

 

فبشر بالخراب المجرمينا
فميلي يا جبال فقبلينا
لنقتلعنَّ عنصرك اللعينا

 

ومنها :

لنا قمر السماء مع الثريا
وقد لهث الزمان فما نطقنا
لنا من يعرب سبب وشيج
أب كالشمس إقداماً وجاهاً

 

 

وآخر في مداد الكاتبينا
ترجلت الحوادث والسنونا
إذا ضاعت صلات العالمينا
وأكرم بالبنين الصالحينا

 

5- الإصدار الخامس من سلسلة "قوافٍ تبتغي الأجر" ديوان : قيثارتي جراح الأمة ، طبعته مطبعة الدباغ بحماة ، ونشرته مكتبة ربيع بحلب بدون تاريخ ، ومن المحتمل أن يكون قد نشر عام 1976م .

وهذا الديوان كمثيله "الغليان" كتب على صفحته الأولى إهداء إلى المرحوم الشيخ مصباح عبده أحد دعاة الإخوان المسلمين الذي عانى في سجون الطغاة ، وأرخت الإهداء في شوال 1395هـ .

وهذا الديوان عندي .

وأول قصائد الديوان بعنوان "جرعة موج في كأس إيمان" .

ومن الأبيات الأولى في الديوان :

إن كنت تبغي فلسطيناً وعودتها
كل المواطن في الألباب يا وطني
سيف حمائله عبس وعاملة

 

 

فليس ترجع حتى يرجع الدين
وأنت وحدك في الأرزاء مجنون
وحدّه من رسول الله مسنون

 

ولي على هذا النص تعليق عابر : ليس هناك من شاعر إسلامي إلا وله معاضدة لفلسطين وأهلها ، وقد قدم الإسلاميون ، ولا يزالون يقدمون لفلسطين الشهداء والجرحى ، والمساهمة بالقول والعمل ... ولكن واحداً من رؤساء الوزارات في مصر رد على سؤال لأحد الصحفيين عن فلسطين ، فقال : "أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين" .

قلت إنه تعليق عابر ، وإلا فإن القول في هذا يطول .

أقول : لقد كتبت يا شاعرنا في الصفحة 94 من ديوانك "ارتفاع الستار" أن لك تحت الطبع : "قيثارتي جراح الأمة" وقد صدر ، ثم "شجون على الورق" ثم "ضجيج بنات الصدر" .

وفي آخر ديوانك "قيثارتي جراح الأمة" قلت : صدر من هذه السلسلة خمسة دواوين ، وعددتها ، وهي التي ذكرناها هنا ، ثم قلت : وبه كملت السلسلة ، ويبدو أنك عدلت عن الاستمرار فيما بدأت به ، أو أنك جمعت ما كنت نويت في ديوانك "هدير الإيمان" الذي صدر عن "دار الدعوة" بالكويت عام 1987م ، وبين صدور "قيثارتي جراح الأمة" عام 1976م وصدور "هدير الإيمان" عام 1987م أحد عشر عاماً ، وهذا زمن طويل .

ولمن لا يعرفك فقد ولدتَ عام 1932م في مدينة حماة الباسلة ، درة المدن السورية ، وحصلت على الإجازة في الآداب من الجامعة السورية (جامعة دمشق الآن) عام 1956م ، وعلى شهادة أهلية التعليم الثانوي من كلية التربية من الجامعة نفسها عام 1958م .

دَرَّسْتَ اللغة العربية في ثانويات سوريا والكويت ، ثم غدوت موجهاً للغة العربية في مدارس الكويت .

الأستاذ الشاعر المؤمن منذر شعار ، سلام عليك أينما كنت ، وغفر الله لك ولنا ، وجمعني وإياك في جنات النعيم .