ربحَ البيعُ يا إسلام

نسرين جرار

كلُّ العيون معلّقةٌ هذه الليلة في قبة السماء، تبحث بين النجوم المتلألئة عن خيطٍ رفيعٍ من النور يبشّر بميلاد هلال رمضان ، السماءُالصافيةُ ، والنسيمُ العليلُ ، والأضواءُ التي تزيّنت بها المنازل والشوارع ، أَضْفَتْ جواً من البهجة على الجميع .

لم يطل التّرقُب .... فقد هلّ هلال رمضان على القلوب المؤمنة الصافية ، وأسعدها بحلول شهر التوبة والمغفرة ، وما لبثت أن تَراصّت صفوف المصلين كبناءٍ متينٍ لا تترك للشيطان فسحةً بينها ، ... لكنها افتقدت لبنة قوية ، لم تتعوّد على غيابها .... رغم ميلاد تسع أهلة لرمضان .

نعم تسعة أعوامٍ مرّت ثقيلة كئيبة حزينة بعد أن غُيّبتَ يا إسلام عن أحبابك ،حَنتْ إليك حلقات الذكر ... واشتاقتك دروس العلم ،.... ولا زالت الميادين بانتظارك .

تسعة رمضاناتٍ مضتْ ما نَسِيَتْ فيها اعتكافك المساجد .

تسعُ سنوات وقيود الغدر تحول بينك وبين قبلةٍ على يدي والديك بهجةً بقدوم الشهر الكريم .

يزورنا رمضان يا إسلام كل عامٍ ، فتشتعل فينا نيران الأشواق .. وتؤرّقنا الذكريات ، ُتسائلنا ليالي السمر عنك ، أين بسمتك ؟ ... أين كلامك العذب ..؟؟

تفقد موائدنا الرمضانية رونقها دون حضورك .

حجبتك أسوار السجن العالية يا إسلام عنا ، كما تحجب الغيوم أشعة الشمس ، لكن أنوار الشمس تأبى إلا وأن تتسلل خلال الغيوم ، فرغم بعدك عنا فأنت معنا في كل لحظة ، لا تغادرنا ساعة من نهار أو ليل ، ألسنتنا تلهج بالدعاء لك بالخلاص في القريب العاجل ، وكما أن الغيوم لن تحجب الشمس للأبد ..... فجدران السجن ستزول يوما ... وستعود يا إسلام .

أيها البطل ... لقد اخترت درب الفلاح ، .. والجنة محفوفةٌ بالمكاره ، هجرت الدنيا ومُتَعَها بانتظار نعيم الجنان ، ... بعتَ الدنيا وشريتَ الآخرة... نذرت عمركَ وفكركَ من أجل الوطن .....

 فربح البيع يا إسلام ..... ربح البيع يا إسلام .

أختك المشتاقة

نسرين