الدعاء لمؤسس الحركة الإسلامية الشيخ عبدالله نمر درويش

 من استحقاقات الأخوة الدعاء بالشفاء

لمؤسس الحركة الإسلامية الشيخ عبدالله نمر درويش

أ. رائد عبدالله بدير

كتب الشيخ عبدالله نمر درويش في سلسلة النشرة التي صدرت عام 1991 تحت عنوان "لقاء  الأحبة" كتب يقول:" إن من أعظم نعم الله تعالى على المؤمنين، بعد الإيمان وأركانه، والإسلام وأركانه، هي نعمة الإخوة في الله تعالى، هذه النعمة هي العَلَم الذي رفعه الله تعالى في سماء الدعوة الإسلامية المباركة، وجعله خفاقا بالحب والود والمرحمة بين كل من شهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ، كما إن هذه النعمة هي الرابطة الوشيجة والرابطة التي جعلها الله تعالى أدوم  من وشيجة الدم ورابطة القرابة، لان الدم والقرابة لهما نهاية مع نهاية الدنيا، أما رابطة العقيدة والإيمان ، رابطة الأخوة والحب في الله تعالى ، فإنها تنظم أمور المسلمين وصفهم في الدنيا، وتبقى معهم في الآخرة، ويزدادون بها نعيما إلى النعيم الذي يكرمهم الله تعالى في الجنة إذ يجلسون في حبور سرور متقابلين إخوانا على سرر متقابلين"أ.هـ

بهذه الكلمات افتتح الشيخ عبدالله  حديثه عند لقاء الأحبة تحت عنوان " إنما المؤمنون إخوة"، أتذكر هذه الكلمات من الشيخ عن طريق السماع وهي بين يدي مكتوبة في نشرة  ، أتذكر هذه الكلمات واسأل نفسي عن استحقاقات هذه الإخوة في الدين، وما عليها وما لها، حتى أكون على مستوى الذوق والإحساس والشعور والمسؤولية وحتى أنال شرف الأخوة  تجاه من كل من قال لا اله إلا الله محمد رسول الله .

يقول الشيخ عبدالله:" إن سقوط الأخوة من ابرز علامات ضعف الإيمان وسقوطه، فسقوط الإخوة من بوادر الكفر لان الأخوة اكبر دليل على الإيمان الصحيح، وسقوطها دليل على ضعف الإيمان، وإذا أصر الإنسان على إسقاط راية الأخوة فانه يصل إلى إسقاط راية الإيمان من قلبه فيقع في الكفر البواح- والعياذ بالله- وان صيغة الحصر واستعمال أداة الحصر في قوله تعالى" إنما المؤمنون إخوة" دليل على هذا، لان معنى الحصر عند العلماء هو : إثبات الحكم المذكور ونفيه عما عداه، والمذكور هنا الذي يثبت له الحكم هو الإيمان والأخوة، فلا تكون الأخوة الصادقة أبدا إلا بالإيمان، كما لا يتم الإيمان الحق إلا بالإخوة الصادقة ، ولذلك كان الحب في الله تعالى والبغض في الله تعالى من أوثق عرى الإيمان" .أ هـ

الأخوة الإيمانية بين المؤمنين عامة لها  استحقاق ولوازم وتوابع وآثار ، وهي ليست ادعاء مجرد خال من أي لوازم أو توابع، ولذلك أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة فكان يقول :" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله " . ويقول : " والذي نفسي بيده ، ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما " . وكان يقول : " للمسلم على أخيه من المعروف ست : يشمته إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، وينصحه إذا غاب ، ويشهده ويسلم عليه إذا لقيه ، ويجيبه إذا دعاه ، ويتبعه إذا مات " . رواه أحمد وإسناده حسن .

هذه تبعات الإخوة ولوازم واستحقاقات الإخوة  بين المسلمين والمؤمنين عامة، فكيف بمن وفقه الله تعالى واختاره من بين الناس ليؤسس حركة إسلامية انطلق قبل أربعين عاما يدعو الناس إلى الله تعالى والى إتباع سنة رسوله في زمن كانت الصيحات والدعوات إلى الله تعالى غريبة ، انطلق من كفر قاسم ثم كفر برا ثم جلجولية ثم إلى شمال البلاد وجنوبها فأسس دعوة إسلامية وحركة إسلامية تنتمي إلى الصحوة الإسلامية  العالمية عامة والى الأخوان المسلمين خاصة . 

يمكث الشيخ عبدالله نمر درويش في المستشفى في غرفة العلاج المكثف، لم يتوقع احد أن يغيب عنا الشيخ في شهر رمضان المبارك لعام 1432 ، وإن من لوازم واستحقاق الأخوة الدعاء للشيخ عبدالله نمر درويش بالشفاء وان الدعاء له من الأهمية بمكان كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث  الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء"

قال صاحب الإحياء الأمام الغزالي - رحمه الله تعالى- فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟ قال : فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء."

إن دعوة الصائم في رمضان ودعوة القائم في قيام رمضان.لها من حظ الاستجابة ما ليس لغيرها في الأشهر الأخرى وتوان من لوازم الأخوة ومستحقاتها الدعاء للشيخ بالشفاء.