وغاب عنا التميمي الحبيب

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

 لم أصدق نفسي ... ولم أصدق أذني والأخ الأستاذ زين النجار المحامي يتصل بي هاتفيًا ليقول لي بالحرف الواحد:

- البقية في حياتك ...

- فيمن يا أخ زين ؟؟؟؟

- في الدكتور التميمي الزحزاحي يرحمه الله

- كان ذلك ظهر الأحد 27/3/2011 . ودارت الدنيا بي ، فقد كان الدكتور التميمي يتدفق قوة وحيوية ، وكان - رحمه الله – يتصل بي هاتفيًا كل يوم يسأل عني ، ويطمئن على صحتي .

وكان – رحمه الله – حبيبًا يصدق عليه قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " إذا أحب الله عبدًا حبَّبه " ، ولم يحدد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مدى الفعل حبب ؛ ليكون للفعل آماد لا تحد ، فتصْدق على الناس صغارًا وكبارًا ، وتصدق على الملائكة وكل ما خلق الله سبحانه وتعالى . وقد جاء في الأثر: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: " إن أحُدًا جبل يحبنا ونحبه ".

 ولأعد بالقارئ إلى عشرات من السنوات مضت لأتحدث عن الطالب " التميمي نصر الزحزاحي" ، كان في المنزلة شبلا ًمن أشبال الإخوان من جيل الإخوة فاروق عنين وأحمد حسن قورة ونسيم الخولي وسامي السقطي , وكنا أكبر منهم سنًا ، فجيلنا يضم أحمد صالح العلمي ومحمد علي حسان والرفاعي مختار شبارة . وطاهر عنين .

 كان التميمي مهذبًا مطيعًا ملتزمًا عاشقًا لمبادئ الإخوان ودعوتهم ، ولكنه لم يكن جامدًا ، فكم ضاحك الأخ الشيخ " سيد الضويني " قائلا: " له أنت تقرأ القرآن يا شيخ سيد ولكن صوتك أجش ... فنحن نقبل القرآن على العين والراس ، ولكننا لا نقبل صوتك " . ونضحك جميعًا . فيرد عليه الشيخ سيد بقوله:

- بس بقى يا تميمي ، دا أنت عامل زي الغابة الريحي " ، وذلك لأن التميمي رحمه الله كان نحيفًا ، أما الشيخ سيد فكان فلاحًا قحًا ، فلا عجب أن يستعين في الدفاع عن نفسه ، أو في مهاجمة التميمي ... بتشبيه من البيئة التي يعيشها .

 وكما كان التميمي أخًا مسلمًا ملتزمًا ، كان كذلك طالبًا مجدًا ملتزمًا ، لا يعرف لهو الشباب وعبثهم ، حتى حصل على بكالوريوس الصيدلة ، ونزل سوق العمل بصيدليته التي أحببناها كما نحبه .

 وأقسم أنني بعد أن سمعت الخبر شعرت كأنني فقدت أعز أبنائي ، فقد كان حبيبًا ودودًا ، وصالاً لإخوانه ، لا يعرف الهُجر من القول، ولا العبث من الفعل ، وندعو الله أن يكون مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.