رسائل من أحمد الجدع ( 6 )

رسائل من أحمد الجدع ( 6 )

د.عدنان علي رضا النحوي

www.alnahwi.com

[email protected]

أحمد الجدع

إلى الأديب الإسلامي الشاعر الداعية

عدنان علي رضا النحوي

أخي أبا بلال أبدأ بتحيتك وقد مرّ على زيارتي لك في بيتك بالرياض ما يقرب من عام من هذا التاريخ الذي أخط لك فيه رسالتي 9/1/2011 م وجدتك قد أنهكك المرض وأنت تتعالى عليه وتصمد له وتتطلع إلى المزيد من العمر لتحقق مزيداً من العطاء .

وكم سرني وأبهجني عندما اتصلت بك من عمان لأطمئن عليك فقيل لي إنك ذهبت لتؤدي الصلاة في المسجد، فاطمأننت على صحتك .

لقد كان عمرك عطاءً ، وكانت مسيرتك جهاداً، وكانت كتبك هدايةً وكان شعرك رسالة .

لا تتسع هذه الكلمة وحيزها المحدود للإشادة بكل أعمالك ، ولا حتى بكل شعرك ، فلتسمح لي أن أقصر حديثي على جانب واحد من شعرك ، شعر الملاحم الذي حاولت أن تقدم له مفهوماً إسلامياً ، والذي حاولت أن تنأى به عن تقليد الشعر الأجنبي .

لقد زعم أناس منا بهرهم الانتصار الصليبي الحديث فظنوا أنهم إذا قلدوا المنتصر في كل ما أتى به فازوا وتقدموا حتى إن كبيرهم الذي قلدوه عمادة الأدب العربي قال قولته المشؤومة وهو يدعو إلى تقليد الغرب المنتصر داعياً إلى أن نأخذ عن الغرب " خيره وشره، كل ما يحب منه وما يكره " .

لقد كنت في إبداع ملاحمك الإسلامية ترد على هذه المقولة ، لا ترد بالكلام ولكن ترد بالإنجاز ، فلله درك .

أخي أبا بلال : لا يمكن أن تكون أمة من الأمم نسخة عن أمة أخرى، وخاصة إذا كانت هذه الأمة عدوة مشركة، ولا يمكن أن نرضى بأن نهمل إنجاز أمتنا منذ الجاهلية حتى يومنا هذا ، ونخط عليه بالقلم الأسود العريض لنعفي على روائعه وبدائعه ومضامينه ، ثم ننادي بالاتجاه شمالاً كما دعا حافظ إبراهيم في إحدى قصائده : لنشم ريح الشمال!!

آن يا شعر أن نفك قيوداً
فارفعوا هذه الكمائم عنا

 

قيدتنا بها دعاة المحال
ودعونا نشم ريح
الشمال!

وكما دعا الطيب صالح لنشد الرحال إلى الشمال في روايته : موسم الهجرة إلى الشمال !!

أدبنا مليء بالملاحم منذ الجاهلية في قصائد عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة بن شداد، فالملاحم بطولات وما أكثر ما سطر الجاهليون من بطولات ثم إن أدبنا الإسلامي مليء أيضاً بالملاحم التي سطر فيها الصحابة ومن جاء بعدهم بطولات يعجز عنها كل ما أتى به الغرب من بطولات تمتلئ بالدماء .. دماء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا طول، بطولات من أمثال ما حدث في اليابان مما أدعوه أنا ببطولات القنابل الذرية، وما حدث مثله في الشمال الإفريقي عندما فجرت فرنسا قنابلها الذرية في الصحراء فارتدت الإشعاعات إلى المدن ، وما يحدث الآن في العراق والصومال وأفغانستان والبوسنة ... وفلسطين الجهاد .

بطولاتنا وملاحمنا كانت في سبيل الله ، لا أصنام فيها ولا أوثان ، ولا آلهة من خيال .

حتى ملاحم الجاهلية خلت من ذكر الأصنام، وهذا يدل على أن الأصنام طارئة على أمة العرب وليست أصيلة فيها.

وقد مزج العرب في ملاحمهم بين الشعر والنثر كما في الملحمة التي سموها " تغريبة بني هلال " وكما نرى ذلك في سيرة عنترة بن شداد وغيرها كثير .

ثم جئت يا أخي على قدر لترد سهام الروابض والتحوت ممن يقولون لهم أدباء إلى نحورهم فترسم لنفسك طريقاً في فن الملحمة مستلهماً مآسينا الحاضرة بأدوات عربية إسلامية ، وبمفاهيم عربية إسلامية ، وتضرب صفحاً عن كل ما جاء في دعوات التغريب ، والتغريب كما تعلم منسوب إلى الغرب ، وإلى الغربة أيضاً .

أخي المجاهد بالكلمة المؤمنة، لقد أبدعت في ملاحم المسلمين الحاضرة ملاحم مزجت فيها بين النثر والشعر ، تقدم الملحمة نثراً فاتحاً أبوابه على التاريخ المعاصر ، ثم تدلف إلى الشعر فتسطر هذا التاريخ شعراً رائقاً رائعاً .

وأنا أقدم في هذه الرسالة سرداً للملاحم التي أبدعتها لعل من يطلع على هذه الرسالة يقدر هذا الجهد والجهاد فيدعو لك بظهر الغيب كما أفعل أنا، ولعل الدارسين أن يقبلوا على هذا الإنتاج العالي فيدرسوه ويحللوه ويعرضوه بأبهى الصور .

1- ملحمة الغرباء ( 1407 هـ - 1987 م ) .

2- ملحمة الجهاد الأفغاني ( 1408 هـ - 1988 م ) .

3- ملحمة القسطنطينية ( 1408 هـ - 1988م ) .

4- ملحمة فلسطين ( 1408 هـ - 1988 م ) .

5- ملحمة الإسلام في الهند ( 1412 هـ - 1992 م ) .

6- ملحمة الأقصى ( 1413 هـ - 1992م ) .

7- ملحمة أرض الرسالات ( 1421 هـ - 2000 م ) .

8- ملحمة الإسلام من فلسطين إلى لقاء المؤمنين ( 1423 هـ - 2003 م ) .

9- ملحمة غزة ( 1430 هـ - 2009 م ) .

أخي المجاهد بالكلمة المؤمنة : أسأل الله أن يجزيك بكل حرف خطه قلمك حسنات يملأ بها صحيفتك يوم القيامة، وقد نبه الرسول صلوات الله عليه على أن الله يشكر عبده على كلمة يقولها في سبيل الله ، بل وعلى كل حرف ، وقد قال رسولنا أيضاً : لا أقول ألف لام ميم حرف، بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف .

هنيئاً لك أخي مقامك في الدنيا ، ونحن ندعو أن تكون عند ربك من المقبولين .

أخي أبا بلال .... سلام عليك ورحمة الله وبركاته .