أخي صالح

د.جعفر الكنج الدندشي

أخي صالح

د.جعفر الكنج الدندشي

[email protected]

أكتب لك من حيث لا أدري أين أكون بالنسبة لك بمقياس المسافات. وأعلن بأنني أشعر إلى حدّ الإطلاق بأننا كنّا نشكل توأماً فكرياً لا يفرّق بين تفكيرينا إلاّ ما يفرق بين توأم، كتسريحة شعرٍ أو رُبَّ جرحٍ على جبين، وربما هنالك جرحٌ آخر في نفسي، لا تراه إلاّ روحي، ويعلم الله أنه أعمق أصابني في حياتي حتى هذا اليوم.

في رثاء زوج أختي، صالح الأحدب

قلبي يذوبُ ومُهجتي تتحرّقُ

والموتُ فرّقنا، فكيفَ أُصدّقُ!

تحتَ الترابِ تنامُ وحدكَ تاركاً

لي ألف ذكرى في الفؤاد تُمزّقُ

أبكي بصمتٍ والدموع لها صدى

بين الجفونِ وبالخدود تُطَوّقُ

فتنوحُ آهي، ألف آهٍ صاحبي

أودعتَ أحزاناً بنفسي تحرق

تُفضي لروحك في السماء سرائري

ولَكَمْ تراني في الفضاءِ أُحدّقُ

فأضيق فَكراً، لا أصدّق أنني

قد لا أراكَ إلى القيامة تنطقُ

******

في الصيفِ لن تأتي تُشاطرني الهنا

أتراكَ تنسى صحبة ً تتوثّقُ

أنا يا صديقي يا ابن عنّي ساكنٌ

عند الحياة ، وحزنها أتذوّقُ

أنا يا صديقي خال (نسرين) التي

باتتْ سرائرها عذاباً ينطقُ

ولَكم تنوح(هيام) حتى لم ترَ

إلاَّ هموماً في المصير تُحدّقُ

لولا عزاءٌ بالصغار يشدّها

نحو البقاء، لأجلهم تترزّقُ

لمضى الجنون بعقلها وعقولنا

فإلى اللقاء وعند ربي نلحقُ