الأخ العامل المجاهد أحمد عارف جيلو ( أبو عارف )

في ذمة الله ...

كان طريق هجرتنا هو طريق معرفتنا . كان أبو عارف رحمه الله جنديا مجهولا على درب الدعوة الطويل ، ولكنه لم يكن مغمورا بين إخوانه ، ولا مقلا من إخوته ومحبيه . كان أبو عارف رحمه الله جنديا مجهولا وعلى كتف مثل هؤلاء الجنود المجهولون الذين لا يكلون ولا يملون عملا ودأبا وحفاظا وعطاء وخدمة لإخوانهم ودعوتهم ؛ تقوم الدعوات وتنتصر الجماعات . 

وقبل أن يجمعنا وطن الهجرة عقودا من الزمن . كان الأخ أبوعارف عاملا في سلك الأمن الع...ام ( الشرطة ) في حلب . ما أقل ما ينتبه العاملون في حقل الدعوة لمثل هذه الثغرات . فتح الله غولن في تركية انتبه . نحن في حلب في إدارة المركز كنا نعرف اتجاهات الريح العامة في حلب من خلال الأخ أبي عارف الذي كان عينا مفتوحة وقلبا ذكيا ..

في عالم الهجرة ولعقود تسلم أبو عارف مسئولية رعاية إخوانه ، وتفقد أحوالهم ، ومن إصلاح ذات البين بين متخالفين ، إلى تخلل حاجات الأفراد . لم يكل ولم يمل ولم يتوقف ولم ينتظر بل ظل في حاله وفي نشاطه مثابة اجتماعية حقيقية لكل من حوله من أبناء جماعة الإخوان المسلمين ...

زرته في بلواه الأخيرة في مقامه في مدينة كلس . قالوا لي البيت في الطابق الرابع ولا يوجد مصعد قلت لهم أستعين بالله وأصعد إلى أبي عارف ولو في ناطحة سحاب ..

كان رحمه الله صابرا محتسبا مبتسما راضيا بقدر الله ، مع علمه بحقيقة مرضه العضال . تمازجت دموع الأخوة ، مر شريط الرحلة الطويلة أمام الذاكرة . أمام الحقائق الكبرى يستشعر البشر ضعفهم ، وعجزهم كما يستشعرون الجوهر النقي الذي يجمعهم : الحب النقي ...

اللهم إننا تحاببنا بروحك بيننا ...

على غير أنساب تجمعنا ..

ولا أموال نتعاطاها ، ولا مصالح نتدافعها 

اللهم وهذا أخونا أحمد قد وفد عليك ، ونحن نشهد أنه قد وقف عمره جهادا في سبيلك ودفاعا عن دعوتك وخدمة لإخوانه من خلقك نشهد ولا نزكي أحدا عليك ..

اللهم فاجعل قراه منك اليوم الجنة . واحشره على منابر النور التي وعدنا نبيك فإنه قد أحبّ فيك وأعطى فيك ومنع فيك ...

رحم الله أخانا أباعارف وغفر ذنبه وأسكنه فسيح جناته . ...

ولأسرته الصغيرة وأنجاله وأحفاده ...ولأسرته الكبيرة من إخوة دربه في جماعة الإخوان المسلمين أحر مشاعر العزاء ...

وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 650