أمّي في رحاب الله

في الساعة السّابعة وعشرين دقيقة من مساء الجمعة 22-كانون ثاني-يناير- 2016 انتقلت إلى رحمة الله تعالى والدتي الحنونة "الحاجّة أمينة" عن عمر يناهز 88 عاما، ومع ايماني المطلق بأنّ الموت حقّ، وأنّه نهاية كلّ البشر، وكلنا ستكون نهايتنا الموت، إلا أنّ وفاة الأمّ فاجعة بكل المقاييس، فبفقدانها نفتقد الصّدر الحنون الذي نهلنا من نبع حنانه، نفتقد العطاء الصّادق الذي لم ينتظر مقابلا، نفتقد الدّعوات المخلصة التي كانت تتضرّع بها إلى الله في صلواتها، فالمصاب عظيم والخسارة فادحة، فمن سيترضّى عليّ وعلى أشقائي وشقيقاتي وأبناءنا بعدها؟ لن أنسى ما حييت عطاءها اللامحدود، ولن أنسى دفء قبلاتها في ساعات مرضي، ماذا أملك غير الدّعوات لها بالرّحمة  لأردّ لها بعضا من جمائلها وأفضالها علينا. لن أنسى سهرها الليالي الطويلة علينا أطفالا وشبابا وكهولا. لن أنسى سهرها ليالي طويلة وهي جالسة على كرسيّ بجانب سريري في المستشفى أكثر من مرّة، لم ترض أن تغادرني قبل أن أغادر المستشفى معافى، وبالتّأكيد فإنّ دعواتها كانت أحد أساب شفائي. لن أنسى أنّها جاعت كي تطعمنا، كانت تحمل هموم كلّ منّا، لم تتذمّر يوما، ولم يظهر عليها التّعب يوما وهي تسعى لإسعادنا.

 أعرف ما تعنيه الأمومة، وما يتحمّله قلب الأمّ من متاعب، لكنّني أزعم مثل كلّ الأبناء البارّين بوالديهم أنّ قلب أمّي هو القلب الأكبر من بين قلوب النّساء، فقلبها كان مليئا بالحبّ والعطاء، وهذا القلب توقّف هذا المساء الأسود عن النّبض، ليورثني حزنا كبيرا، فوالله "إن القلب ليخشع، وإنّ العين لتدمع على فراقك يأ أغلى الأمّهات". فلك جنّات الخلود، فقد رحلت وأنت تترضّين علينا حتى اللحظات الأخيرة من حياتك. فلك الجنّة والرّضوان، ونسأل الله أن يتغمّدك بواسع رحمته.

وسوم: العدد 652