رحل صادق جلال العظم

بعد أن رحل صادق جلال العظم ــ رحمه الله ــ كيف يمكن أن ننظر إليه ؟ 

لقد كان المرحوم ثلاثي التكوين : 

1 __ إنه من النبلاء . فآل العظم عائلة من عوائل بلاد الشام العظمى . وهو فخور بهذا ، ولم يعلن يوماً انشقاقه عن عائلته وما تمثله من نبل . ولذا ، فقد كان ،  رحمه الله ، في تساميه والسامق الذي يقف عليه ، من  أشد الناس قرفاً واحتقاراً للفكر المنحط الذي تمثله الأحزاب اليسارية وحثالاتها  ومبتذليها . 

2 __ وإنه من المفكرين  ، وليس من المتحزبين المؤطرين بحزب . ومن هنا لا يمكننا أن نقول إنه ماركسي  ( وكانت هذه ومازالت أمنية اليسار يين ) ، بقدر ما يمكننا أن نقول إنه مفكر . وفي ظني أنه كان كذلك لأنه ، كما أسلفت ، كان من النبلاء . وهو لأنه كان كذلك ، فقد كان مفكراً حراً ومستقلاً ، وكان يرفض أن يكون تابعاً فكرياً لأحد ، وخصوصاً لماركس ، فما بالك بالحزب الشيوعي السوري مثلاً . 

3 __ وإنه فارس . ولا أدل على ذلك من وقوفه مع الثورة السورية بكل أحوالها وتطوراتها وتوجهاتها ، في زمن صار  يباع فيه "  المقف " اليساري ببضعة دولارات أجر لقاء تلفزيوني . 

رحم الله المفكر النبيل جلال صادق العظم .

وسوم: العدد 698