أيها الراحلون

مصطفى العلي

[email protected]

أيها الراحلون سلاما.. لكم منا حبّاً وشوقاً واحتراماً تبثّه أرواحنا الكلمى إلى أرواحكم التي لا تنفك تطوف سمائنا كغمامة, في عينيها دمعة وعلى شفتيها ابتسامة.. لا تلبث أن تتحول إلى حروف تقول : صبراً لن تطول ... قليلاً وتشرق الشمس الرائعة من خلف تلال قرانا التي كانت وادعة قبل أن يدهمها كلاب الليل ويملؤوها بالرعب والخراب....

 نعرف أن تينها لم يضحك كعادته هذا العام وجفّ ضرع زيتونها المبارك فلم يتدفق بزيته السلسبيل الزلال هذه السنة كما ينبغي. لقد أفزع الجميع نباح الكلاب الذي لم ينقطع طوال الليل.... قريباً وترحل آخر فلول الظلام ويزول الكابوس...أنتم تبكون علينا ونحن حزينون لأجلكم , لخوفكم , لفقركم , لتبعثركم في أصقاع الأرض , ولكننا مطمئنون, مستبشرون من أن هذا الذي أنتم فيه هو ذات الطريق الذي سينتهي بكم إلى ما نحن فيه من نعيم مقيم حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نحن هنا عند جدّنا الرسول نرى من هنا ما لا ترون...آه......لو تعلمون أيها الأحباب ما نحن فيه إذاً لاستسهلتم قرط الصخر وشرب البحر والسير على الجمر......نحن بانتظاركم......إياكم أن تضلوا الطريق فينتهي بكم إلى مكان آخر لا سمح الله.