زيارة كريمة ..

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_89520.jpg

رضي الله عن الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة  أخذ بيد زميل له وقال له ( اقعد بنا نؤمن ساعة ) 

فغضب الرجل ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ، ألا ترى ابن رواحة يُرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : يرحم الله ابن رواحة ، إنه يحب المجالس التي تُباهي بها الملائكة عليهم السلام ) إنها مجالس الذكر ، مجالس لقاء الأحبة في الله. 

أخونا الداعية الشيخ محمد محي الدين حمادة من علماء دمشق ، خريج معهد الشيخ المجاهد حسن حبنكة رحمه الله وكلية الشريعة بدمشق ، تلميذ العلامة الشيخ كريم راجح  حفظه الله ، تلميذ الشيخ المجاهد مصطفى السباعي رحمه الله 

اصطحب معه إخوة كرام منهم محمد سعيد الهندواي والشيخ الحزروري ودليل الرحلة الشيخ الداعية مهند الخطيب  .

ومهند فعلا مهند في وجه أعداء الله ، وهو خطيب جامع الإمام أبو حنيفة في تادف ، وخطيب الجمعة باللغة العربية في مجمع الإيمان الدعوي بمساعي أهل الخير أمثال السلال والناطور و المجدمي والحزروري وغيرهم من أهل الخير من سوريا والعراق ، ووقف الشيخ حسن الشاذلي العنتابي وفقهم المولى  .

الأخ الداعية مهند حقق لأخيه محمد حمادة أمنية وهي أن يلتقي العبد الضعيف ، محسنا الظن بيّ ، يظن بي خيرا وإني لشر الخلق إن لم يعف الله عني ، من عنتاب إلى نسيب لزيارة في الله لا لمصالح نتبادلها ، ولا لغنيمة نتقاسمها .

ساق الإمام مسلم باسناد إلى أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام ( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملَكا ، فلما  أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية ؟ قال : هل لك عليه من نعمة تَرُبها ؟ قال : لا ! غير أني أحببته في الله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ) 

من هذا المنطلق الكبير سعى إلينا الشيخ محمد حمادة مؤسس البيت الشامي في عنتاب ورئيس قوافل الحجيج إلى بيت الله الحرام يخدمهم ويرعاهم ، العضو في جمعية دعم التعليم الشرعي في الداخل السوري وفقه الله ، يأسرك بتواضعه ، ويسبي عينك بعزيمته على دعوته ، متواضع خلوق بسمته لا تفارق شفتيه ، يقتدي بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان ضحاكا بساما .

وزين اللقاء نشيد من صوت المنشد العلبي يعاونه أخونا الشيخ محمد السعيدي ، وانتقلت الأرواح إلى المدينة المنورة حيث مرقد النبي عليه الصلاة والسلام وقد استقُبل صلى الله عليه وسلم  من أهل المدينة بطلع البدر علينا من ثنيات الوداع ، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ، جئت شرفت المدينة مرحبا ياخير داع  

وأدى الأخوة صلاة المغرب عندي ولسان حالهم يردد بخشوع :

 اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك ، والتقت على طاعتك ، وتوحدت على دعوتك ، وتعاهدت على نصرة شريعتك ، فوفق اللهم رابطتها ، وأدم ودها ، واهدها سبلها ، واملأها بنورك الذي لايخبو ، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك ، وجميل التوكل عليك ، واحيها بمعرفتك ، وامتها على الشهادة في سبيلك ، انك نعم المولى ونعم النصير .

ودعا الشيخ مهند والشيخ محمد حمادة دعاء خاشعا هزّ القلوب وشرح الصدور ، والألسنة تهزج بما يقوي العزائم :

 وحدة الاسلام لمي شملنا   

              علنا نرجع ماكان لنا 

حيا الله الأحبة ومرحبا بكم مرة بعد مرة ، واعلموا أن زيارة الأحبة تقوي العزائم وتنشر الود وترص الصفوف ، مرحبا بالداعية الفاضل الشيخ محمد حمادة ، ومرحبا بأمير الركب مهند ، ونعم الصهر هو ورحمة لعمتنا التي صاهرنا بها تادف وآل الخطيب 

ختاما :

 احفظوا قول نبيكم عليه الصلاة والسلام ( من عاد مريضا ، أو زار أخا له في الله ، ناداه منادٍ : أن طبت ، وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلا ) الترمذي 

 زيارة الأحبة في الله من جواهر عبادة الله ، وفيها القربة الكريمة إلى الله مع مافيها من ضروب الفوائد وصلاح القلوب ، ينادى يوم القيامة ( أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم اظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ) أخرجه مسلم 

بارك الله فيكم ، وأحسن إليكم ، واترككم في حفظ الله ورعايته

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 705