الشجرة الطيبة ( آل محمود ) ..

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_654f1.jpg    clip_image003_db4d6.jpg

تعيرنا أنا قليل عديدنا  

           فقلت لها إن الكرام قليل 

وماضرنا أنا قليل وجارنا 

          عزيز وجار الأكثرين ذليل 

شجرة مباركة ..  

جذعها ذو أغصان وارفة سمي محمود ، وهو اسم مشتق من اسم النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في الأرض وفي السماء ، عاش الرجل في المدينة المجاهدة إعزاز وربى أولاده على التقى والعفاف وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رحمه الله رحمة واسعة وحيا الله جل جلاله أولاده محمد وعبد الله .

أما محمد ..

 فهو صديق ودود ، عرفته في إدارة تعليم حلب ، عرفت فيه النبل والتواضع والشهامة ، كانت سعادته خدمة الأيتام ، وهو شرف لا يدانيه شرف ، ألم يقل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بأصبعيه عليه السلام 

وقال ربنا جل جلاله مثنيا ومادحا ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) 

جاء رجل إلى رسول الله عليه السلام يشكو قسوة قلبه فأرشده عليه السلام إلى علاج هذا الخلل منه فقال : امسح رأس اليتيم واطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك .

فقيدنا محمد الشيخ محمود الذي انتقل إلى رحمته تعالى أول أمس كان خادم اليتامى في إعزاز وعفرين وحلب ، وله أياد بيضاء في هذا الميدان ، ومردود هذه العبادة كبير في حياة المسلم 

حدثني أخ كريم توفي رحمه الله قال توفي قريب لي فأخذت طفله اليتيم  وضممته إلى أسرتي يقول : والله اندلق علي الخير حتى غمرني  ببركة هذا اليتيم . 

وصدق عليه السلام عندما بينّ أن شر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه ، وخير البيوت بيت فيه يتيم يُحسن إليه  .

إن فقيدنا أبا محمود خسارة للحركة الإسلامية لأن من أكبر مهامها رعاية الأيتام انفاقا وتعليما ورعاية ، لأن كثير من آي القرآن الكريم تجعل للايتام نصيبا في الانفاق ، ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على نبينا عليه السلام فقال ( ألم يجدك يتيما فأوى ) 

رحم الله فقيدنا كافل الأيتام ، الرجل التقي النقي  اللهم اغفر له ، وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ووسع مدخله ، أبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، ادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ، يارحيم 

وصلي عليه في جامع  بناه باشا عثماني اسمه زكي باشا ، 

إنا لله وإنا اليه راجعون 

من هذه الشجرة الوارفة غصن رطيب هو شقيق المرحوم إن شاء الله هو الأخ عبدالله 

هو طنطاوي حلب ويقابل طنطاوي دمشق ، رجل يخدم الإسلام بقلمه وجهوده ، عاش للإسلام ودعوته ، حمل همّ الدعوة سجن وعذب فصبر واحتسب ، وعاش فترة من حياته في ضيافة القائد العربي صدام فأكرم وفادته وأحسن ضيافته .

وصدام رجل مسلم له اخطاؤه الكبيرة في احتلال الكويت وضرب حلبجة ، لكنه رحمه الله كسر شوكة جيش المجوس ؟

 وقلّم أظفار من يستغلون اسم الشهيد العظيم الحسين رضي الله عنه ، لقد كان جيش صدام أقوى جيش قاتل على أرض فلسطين ، ولو كان صدام حيا لما عاث المجوس في بلادنا فسادا ، ولما جرؤ الحشد الشعبي على ذبح أهل السنة على الهوية ، ولما استطاع قاسم سليماني أن يتجول في حلب ، لكن الحاقدين شنقوه ، وتقدم إلى منصة الإعدام وهو يكبر وبيده المصحف الشريف . 

وأنا أعزي من عاش في كنفه الأستاذ الأديب الأريب عبد الله الطنطاوي ، كما أعزي أبناء الحركة الإسلامية المطاردة من الطغاة في سوريا ومصر والعراق ؟

واختم كلمتي بذكر فروع من هذه الشجرة المباركة أنثى تفوق كثير من الرجال ، تكتب بدموع العين ونضخ القلب إنها السيدة عبير واختها السيدة غرناطة ، وللسيد النجيب أسامة التحية والسلام 

إلى أخينا المقيم في الدولة الهاشمية وافر العزاء ، وأطيب التحيات ، ضاعف جهودك أيها الأديب لقد اعتقلك الطغاة في سوريا وأفرج عنك لقوة بيانك وحجتك ، وها نحن الآن نسمع فضائح القوم ووحشيتهم في التعامل مع أبناء الوطن ذكورا واناثا ، وهاهي مياه نهر قويق تشهد كم ألقي فيها من شهداء ماتوا تحت التعذيب ، وماحدث في تدمر وصيدنايا لا شبيه له في الدنيا ،

 فما سمعنا أن سجينا ألقي في نهر الأمازون ولا في نهر السين ! 

لقد وصلت بلادنا أيها الحبيب إلى الحضيض وصار المتكلم باسمنا المندوب السامي الروسي السيد لافروف ! 

إلى كل الدعاة أعظم الله أجركم فقد انهد بوفاة أبو محمود ركن من أركان الدعوة ، وإلى أخينا عبد الله أديب حلب وأفضل من رثى السباعي عند فقده ، 

واذكره بقول القائل : 

إذا مات منا سيد قام سيد

      قؤول لما قال الكرام فعول 

آل الشيخ محمود ، اخوة الفقيد ، أبناء الفقيد ، زوجة الفقيد أعظم الله أجركم ، إنا لله وإنا إليه راجعون 

ولا نقول إلا مايرضي ربنا ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا أبا محمود لمحزونون 

مات كافل اليتامى ، ومعين الأرامل ، ومات كافل يتامى مدينة الباب المدينة المجاهدة الصابرة كاعزاز أبو ماهر رحمه الله 

ولاحول ولا قوة إلا بالله .

حيا الله عمان وأهلها وفيهم كرام وأعزة منهم الشيخ الداعية الموفق موسى الابراهيم حفظه الله ، والشيخ الداعية عبد الباسط الكريدي والمهندس أحمد عبد الهادي العثمان حفظه الله ، والمنشد المبدع محمد أمين الترمذي قواه الله  ، والحبيب ابن الحبيب رشيد ستواق ، وإلى كل أبناء البلد التحية والسلام 

ياغارة الله جدي السير مسرعة لحل كربتنا ياغارة الله 

 ويارحمة الله أمطري جدث المرحوم إن شاء الله ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 706