مع الذكرى الثالثة لاستشهاد الدكتور المجاهد البطل طارق عبد المجيد خليل

في التأبين، و في المناسبات الحزينة، و حيث ينعى الرجال كثيرا مايتعثر القلم بالحروف،تعثر الأرجل بالأشلاء، و كثيرا ماتسابق الدموع الحروف، فيتولد من جراء ذلك الصوت الأجش الحزين ، الذي يزيد الأسى و الدعة في القلوب، و يعمل ماتعمله السكاكين في الأجسادالبريئة المهيضة الجناح ، فتكون الرِنّة التي تبكي و تؤلم، و تزيد الأنفس الحنونة أسى و لوعة ، و على مدار الأيام.

 و في الذكرى الثالثة لاستشهاد المجاهد البطل طارق عبد المجيد خليل، تعاودنا الذكرى، و هي مخضلة بالدمع و الدم؛ حيث مثار الأشجان، و تجدد الأحزان، لتضع بين أيدينا و أمام أعيننا، صورة لأخ عظيم و كبير و شقيق و مخلص، أعطى أكثر مما أخذ أضعاف المرات، و قد كان لموقفه مع أحرار الأمة و شرفائها أثره الفعال، في إثراء معاني الجهاد، و في رفع و تيرة أدائها، و في الارتقاء بها، تجاه الأفعال النبيلة و الخيرة و المخلصة، و من موقع المسؤولية الذي يعجز عنه فطاحلة الرجال و أعلامهم، سيما في هذا العصر، حيث يلتقي الجلاوزة و الطغاة، و مع شراذم المأجورين و الموتورين و المؤلبين على شعوبهم المظلومة، و هم يحتشدون في خانة واحدة، و في اصطفاف واحد، يفعلوا فعلتهم، و ليقترفوا برخص و دناءة الجرائم النكراء التي تندي ضمير الإنسانية، و منهاو منها- ولاحولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم- الجريمة النكراء التي اقترفوها ضد الأخ المجاهد الدكتور طارق خليل رحمه الله، و أنعم عليه، و جزاه خير الجزاء، و جعله في مرتبة الأبرار مع الشهداء الذين تحدوا الظلم و الظالمين، فكانت لهم عقبى الدار، بماقدموا و أعطوا، و من ذلك أرواحهم الكريمة التي بذلوها رخيصة، في مواجهة ظالمييهم، و قاهري شعوبهم، و المعتدين على الإنسان، حيث كان الإنسان.

 لقد كان طارق خليل رحمه الله أخا للإخوان و صديقا للأصدقاء و مجاهدا و صاحبا لهم في خنادقهم، و حيث هم يصطف معهم، يواسي جرحاهم، و يخفف مصابهم، و يمد لهم يد المساعدة و العون، كانت ماكانت تلك المساعدة، و كان ماكان ذلك العون، و لم يقتصر جهاده على مواجهة طغاة مصر، و عبيدها و عرابيدها المنبثين في دهاليز السياسة، و حيث بؤر الخيانة و الطفولة، و هم كثير و إنما عدّى ذلك إلى الساحة السورية، و قد جهل من شخصه جنديا مطواعا يعمل من أجل السوريين، ومن ذلك قضيتهم العادلة،خانها القريب، و تآمر عليها الغريب، و احتشدت ضدها و في ساجها شراذم الموتورين و المأجورين و الأزلام و الخونة.

 و لم يكن موقفه مع المصريين حسب، بل هو مع الأحرار و الحرية و في كل مكان، فهو مع الفلسطنيين حيث الفلسطنيون، في معاركهم ضد الصهيونية، و هو مع السوريين حيث السوريون و مواقفهم ضد الصفوية الفارسية و الصهيونية و الصليبية، و هو باختصار رجل الموقف في الموقف الجلل، الذي يتطلب مواقف الرجال، من الذين صدقوا الله فيما عاهدوه عليه، و من الذين استبقوا الخيرات و من أبوابها الواسعة، ليس ليكونوا دعاة إلى الخير حسب، و إنما ليخطوا بأفعالهم النبيلة و الكريمة، سيرة حياة لرجل الموقف، الذي ابتعثه الله في هذه الأيام العصيبة، ليكون أحد جنودها، و ليضرب المثل، و ليرسم القدوة، لمن يأتي بعده من الرجال، من شرفاء الأمة و من أحرارها، و من العاملين من أجل خلاص من أطفالهتا.

 رحمك الله يا أبا محمد، و أجزل ثوابك، و أعلى درجتك، و جعلك من المغفور لهم، و ألهم أهلك و ذويك الصبر و السلوان، و جعلهم خير سلف لخير خلف، و إنا لله و إنا إليه راجعون ،

قال تعالى؛ وفي قوله عزاء للمؤمنين:

"ولاتعلم نفس ما أخفي لها من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"

صدق الله العظيم

د.بسام ضويحي

مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية

___________________

الرثاء الأول:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6676

 الرثاء الثاني:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/10507

وسوم: العدد 729