الدكتور نبيل صبحي الطويل

من اعلام علماء اللاذقية واعيانها

الدكتور المفكر الموسوعة الوزير والنائب ابن اللاذقية البار

clip_image001_8c283.jpg

نبيل صبحي عبد الغني عبد القادر صالح الطويل رحمه الله سليل اسرة علمية عريقة في اللاذقية عرفت بعلمائها كالشيخ العلامة صالح الطويل، والشيخ العلامة عبد القادر الطويل وغيرهم الكثير من هذه العائلة العلمية الدينية التي لعبت دورا هاما في المجتمع اللاذقي . والجدير بالذكر أن عائلة الطويل من العوائل التي يعود نسبها إلى سيدنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

عرف بنفسه في أحد كتبه أنه من مواليد سورية، اللاذقية (25آب) 1927، وانه درس الثانوية فيها –وحصل على أكثر من شهادة ثانوية بحسب الحال حينها، ثانوية (الدولة العلوية) كثانوية سورية وثانوية (مدرسة الفرير) الفرنسية.

يحب ويعتاد أن يقرن حدثاً بتاريخ حدث آخر، فهو أتم دراسة الثانوية وانتسب في نفس العام –عام جلاء جيوش فرنسا عن سورية ولبنان 1946- إلى الجامعة الأمريكية ببيروت والتي أنهى فيها دراسة الطب، ونال اختصاصه في الصحة العامة والأمراض السارية من جامعات لندن عام 1956.

عمل بعدها في بلدته اللاذقية بمهنته كطبيب، واشتهر بإنسانيته حيث كان يداوي المرضى المحتاجين مجانا، وكانت عيادته معروفه في شارع بغداد في اللاذقية يقصدها كل محتاج.

شارك في العمل العام نقابيًا ونيابيًا في إطار مهنته لما له من سمعة وشعبية طيبة وصدق اهتمام بالمصلحة العامة فلقد نجح في الانتخابات النيابية في عام 1962 نجاحا كبيرا وفاز فوزا ساحقا وأصبح نائبا عن مدينة اللاذقية ثم وزيرا للصحة (من 17 أيلـول 1962 - 8 آذار 1963) في حكومة خالد العظم.

كما كان نقيب الأطباء في سورية عام 1958 سورية وذلك حتى عام 1963 .

ثم التحق بعدها بهيئة الأمم المتحدة-منظمة الصحة- في جنيف عام 1964 -تحديداً في 14 تموز الذي هو ذكرى الباستيل (1789 تحرير فرنسا) وهو كذلك ذكرى وفاة والده (1941)-

وعمل للمنظمة في شرق آسيا وإفريقيا لمدة ثلاثين عاماً تقريباً ليتقاعد عن العمل الطبي تماماً بعد عام 1995.

لا داعٍ للتذكير بوالده الغنيّ عن التعريف، والده العزيز جداً على قلبه والذي ترك فيه أثراً واضحاً من حيث منهج التفكير ومن حيث إكمال المشوار الذي سار فيه. توفى والده وهو لم يبلغ الرابعة عشر من عمره، وكان لفقدان والده المعلم والمربي اثرا بالغا به فلقد كان والده المعلم والمربي الأول حيث نهل من علمه الغزير .

ولقد ذكر الدكتور الفاضل نبيل صبحي الطويل رحمه الله في حديثه مع قريبه انه تأثر أيضا بخاله عالم الرياضيات والشاعر الموسوعة جلال أمين زريق رحمه الله.

والده الشيخ الموسوعة صبحي الطويل رحمه الله الغني عن التعريف، الذي كان من أكابر علماء وأعيان مدينة اللاذقية والذي كان له مكانة اجتماعية ودينية مرموقة.

ولدى الدكتور نبيل الطويل أربع أبناء من زوجته السويسرية السيدة اللطيفة أنيتا هاوزر –أم أيمن-، هم بالترتيب أيمن وهو بروفسور في التشريح المرضي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وربيع وهو أيضاً بروفسور في علم الأعصاب في جامعة روشستر في نيويورك، وأسامة ويعمل أيضاً في منظمة الصحة العالمية، وصبحي الذي يعمل في منظمة اليونسكو. ولديه خمسة أحفاد تملأ صورهم غرفة الجلوس، هم نبيل وعمر وياسمينة وكريم وسامية.

يهوى الشعر كثيراً ويكتبه ولقد عمل بنصيحة أستاذه في اللغة العربية محمد الحاج حسين عام 1954: حيث قال له الشعر لا يطعم خبزاً في بلادنا فعليك بمهنة تدفع عنك وأهلك الفاقة، واجعل الشعر من هواياتك.... كتب الشعر قبل دراسته الجامعية إلا أنه لم يبدأ نشره إلا بعد ذلك، وفي بيروت بالذات وبإسم مستعار في غالب الأحيان كتابات صحفية ومقالات واشعار ومقالات مترجمة حيث كان يتقن الفرنسية والانكليزية.

انتقل رحمه الله إلى جوار ربه في يوم الخميس السابع من رمضان المعظم عام 1441 للهجرة الموافق 30 نيسان عام 2020 ميلادي

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته

أغنى المكتبة العربية والاسلامية بالمؤلفات والترجمات الهامة والمميزة

المؤلفات:

- أحاديث في الصحة

وضح وفصل فيه المؤلف في أحاديث للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) المتعلقة بمجال الصحة

- الطب بين التأمين والتأميم – 1962

وهو كتاب عمل عليه المؤلف قبيل أو أثناء عمله في وزارة الصحة مستفيداً مما شاهده أثناء دراسته في الخارج، متمنياً تطبيق أمثل للعناية الطبية في بلده.

- التدخين وسرطان الرئة والأمراض الأخرى 1968

يتحدث الكتاب عن الآثار السلبية الخطيرة لداء العصر، التدخين الذي توسع في السيطرة والإدمان على كثير من البشر خصوصاً الشباب.

- الحرمان والتخلف في ديار المسلمين – 1985

لقد قدم مؤلف هذا الكتاب إحصائيات لواقع البؤس والمرض والجهل والتخلف والأمية في أكثر من بلد إسلامي من خلال تجربته الميدانية وطبيعة عمله في منظمة الصحة العالمية، مما يضع أغنياء المسلمين وولاة أمورهم أمام مسؤولياتهم ووضع العاملين للإسلام ودعاته في الصورة الدقيقة، ليحددوا بعدها أولويات العمل وساحات الجهاد الحقيقي.

- الأمراض الجنسية - 1986

بحث طبي اجتماعي مبسّط في الأمراض التي تنجم عن الاتصالات الجنسية المختلفة بين الرجل والمرأة، ومدى تأثير هذه الأمراض على الجسم والعقل والنسل، وأخلاق الفرد والمجتمع.

(على سيرة هذا الكتاب حدثني ضاحكاً كيف أنه لبى دعوة إلى إحدى جامعات الإمارات العربية المتحدة للمحاضرة بهذا الخصوص، وكيف أن الحضور كان غالبيته الساحقة طالبات)

- الخمر والإدمان الكحولي -1987

ماذا عن كيمياء الكحول وتأثيرها في جسم الإنسان؟ ماذا عن التعوّد والإدمان؟ ما هي مراحل مرض الإدمان الكحولي؟ ماذا عن النظريات حول أسباب الإدمان الكحولي؟ ما هي أضرار الإدمان وأخطاره؟ وكيف يتم العلاج منه وماذا عن الوقاية؟ بحث مفصّل في الخمر والمخمورين، ومرض الإدمان ومضاعفاته على الأصعدة الصحية والاجتماعية والاقتصادية في العالم.

- الغذاء والماء في عالم المسلمين الفقراء -1988

دراسة في سبيل وعي الواقع الأليم والعمل على تغييره، حيث تحدث الكاتب هنا عن الماء كحاجة أساسية حياتية للمسلمين، وعن دور الماء وفقدانه أو شحّه، أو تلوّثه أو سوء صرفه في زيادة حرمان المحرومين بسبب الأمراض والآلام والوباء الناتج عن ذلك مع وجود المال والخبرة الكافية.

- الأسلحة الكيماوية والجرثومية – 1990

دراسة علمية هامة جداً، تكشف النقاب عن خطر الأسلحة الكيماوية والجرثومية والبيولوجية على حياة الإنسان بشكل عام حيث تعرض للكيماويات القاتلة والتسمم بغازات الأعصاب والأسلحة المثبطة، والمؤثّرة على السلوك، والقنابل الحارقة، والمواد المُبيدة للنبات، وللجراثيم الناتجة عنها.

- بؤس المسلمين المتنامي في عالم الجنوب - 1994

هذا الكتاب والذي طبعته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، هو واحد من الكتب التي تعمل على نبش جذور البلاء، وكشف مواضع الضعف والنقص، وبيان الثغور المفتوحة، والحث على بذل الإمكانات المخلصة للعمل على الخروج من نفق التخلف المظلم، إذ يشكل دراسة اجتماعية لسياسات الإفقار في البلاد المتخلفة.

- الضاربون في الأرض - 1998

هذه الصفحات تكشف أمام الفرد المسلم أسراراً لا تزال مغلقة، ومعالم كثيرة لا تزال ل مطموسة، وحقائق تحيط بنا ونلتهمها مزيفة، وتميط اللثام عن قذارة العلاقات في المنظمات الدولية من داخلها، كما تفضح التعصب والحقد الصليبي الغربي ضد المسلمين، من خلال ما عايشه الكاتب، وشاهده في المناطق الكثيرة التي زارها

- البيئة والتلوث محلياً وعالمياً 1999

يريد المؤلف طرح نظرة علمية شاملة الى المشكلات البيئية وكيفية وإمكانيات حلها

- القابضون...على الجمر (مجموعة قصائد) 2001

كتاب من جزئين، يكتب فيه المؤلف بعض من ذكرياته وخواطره الشعرية على مدى النصف الثاني من القرن العشرين.

ترجمة:

- الإسلام والتنمية الاقتصاديّة - جاك أوستروي

- الإسلام والغرب والمستقبل -أرنولد توينبي

- الاسلام في الشرق الاقصى وصوله وانشاءه وواقعه - قيصر أديب ماخول

- المعونات الامريكية و السوفيتية:تحليل مقارن - روبرت ويليام 1974

- اسطورة تجسد الإله في السيد المسيح -جون هيك 1985

- باكستان بلد قديم وشعب جديد - ستيفنز أيان 2002

تفتيت الشرق الأوسط - جيرمي سولت 2008

الشيخ صبحي على اليمين لوحده ، ويقف خلف والده ، ووالده بصورة منفردة

ملاحظة: يقول السيد جلال الطويل ان المعلومات الواردة في التعريف مأخوذة غالباً بشكل مباشر من المترجم له في جلسات في بيته أو شبه مباشر من اقاربه، والبعض الآخر من كتبه.

من شعر د. نبيل صبحي الطويل من ديوانه القابضون على الجمر

هُبلٌ ... هُبلْ

رمزُ السخافةِ والدَّجَل

من بعدِ ما اندثَرَتْ على أيدي الأباة

عادتْ إلينا اليومَ في ثوبِ الطُّغاة

تتنشّق البخورَ تحرقُهُ أساطير النّفاق

مَنْ قُيِّدتْ بالأسرِ في قَيدِ الخَنا والارتزاق

وثنٌ يقودُ جُموعهم ...

يا لَلْخجل

* * *

هُبلٌ ... هُبلْ

رمزُ السخافةِ و الجهالةِ والدَّجل

لا تَسألن يا صاحبي تلكَ الجموع

لِمن التعبُّدُ والمثوبةُ والخُضوع

دَعْها فما هي غيرُ خِرفانِ ... القطيع

معبودُها صَنَمٌ يراهُ .. العمّ ُ سام

وتَكفَّلَ الدولارُ كي يُضفي عليه الاحترام

وسَعى القطيعُ غباوة ً ...

يا للبطل

* * *

هُبلٌ .. هُبلْ

رمزُ الخيانةِ والجهالةِ والسخافةِ والدجل

هَتّافة ُ التهريجِ ما ملّوا الثّناء

زعموا لهُ ما ليس ... عندَ الأنبياء

مَلَكٌ تَجَلبَبَ بالضياءِ وجاء من كبدِ السماء

هو فاتحٌ ... هو عَبقريٌ مُلهَمُ

هو مُرسَلٌ ... هو عالمٌ ومَعلّمُ

ومن الجهالةِ ما قَتَل

* * *

هُبلٌ ... هُبلْ

رمزُ الخيانةِ والعمالةِ والدجل

صِيغت لهُ الأمجادُ زائفةً فَصَدّقها الغبي

واستنكرَ الكذبَ الصُّراحَ وَرَدّهُ الحُرُّ الأبي

لكنّما الأحرار في هذا الزمانِ هُمُ القليل

فليدخلوا السجنَ الرهيبَ ويَصبروا الصبرَ الجميل

ولْيَشهدوا أقسى رواية ...

فلكل طاغيةٍ نهاية

ولكلِ مخلوقٍ أجل ...

هُبلٌ .. هُبلْ

هُبلٌ .. هُبلْ

وسوم: العدد 875