الأديب الداعية الدكتور محمد محمد حسين

gsfgsg1077.jpg

(1330هـ-1402هـ) (1912-1982م)

   هو الأديب الداعية د. محمد محمد حسين الذي ترك أثراً كبيراً في الأدب الإسلامي والتاريخ، ونقد الحضارة.

المولد، والنشأة:

  ولد د. محمد محمد حسين في سوهاج، من مدن الصعيد في مصر سنة 1912م.ونشأ في أسرة محافظة.

الدراسة، والتكوين:

   وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، باستثناء السنة الأولى الثانوية التي التحق فيها بمدرسة أسيوط الثانوية؛ لأنها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في صعيد مصر وقتذاك، وحصل على الليسانس سنة 1937م من قسم اللغة العربية في الجامعة المصرية، وكذلك كان اسمها؛ لأنها كانت الجامعة الوحيدة في مصر وفي البلاد العربية وقتذاك.

  وعُيِّن معيدًا في الكلية في السنة نفسها، وكُلِّف بتدريس اثني عشر درسًا أسبوعيًّا في السنة الأولى.

  وكانت هذه هي السابقة الأولى التي يُعيَّن فيها معيد في سنة تخرجه، ويكلف بالتدريس.

  ثم حصل على الماجستير والدكتوراه وانتدب للتدريس في كلية الآداب بالإسكندرية سنة 1940م، وكانت وقتذاك فرعًا من الجامعة المصرية في القاهرة، ثم نقل إليها بعد استقلالها سنة 1942م.

    وتدرج في وظائف التدريس بها إلى أن شغل كرسي الأستاذية سنة 1954م، وأُعير أثناء عمله إلى الجامعة الليبية وجامعة بيروت العربية، ثم تعاقد مع جامعة بيروت العربية بعد بلوغه سن التقاعد سنة 1972م، وظل بها إلى أن تعاقد مع جامعة محمد بن سعود الإسلامية سنة 1976م.

ثناء المستشار عبد الله العقيل عليه:

    ­أول ما عرفت الدكتور محمد محمد حسين من خلال قراءتي لكتابه القيم الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر الذي حوى معلومات قيمة حيث كشف الكثير من الحركات الهدامة التي تستهدف الإسلام كدين والمسلمين كأمة، وقد وجدت في كتاباته العمق في التحليل والدقة في النقل والحماس والغيرة على حرمات الإسلام، ولغة القرآن، واجتماع المسلمين مما شجعني على دعوته للمشاركة في الموسم الثقافي السنوي الذي تقيمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت كل عام.

    وبالفعل حضر الأستاذ وسعدنا به واستفدنا من محاضراته القيمة التي ألقاها وبخاصة في جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت عن حضارة الإسلام، وكان جريئا في حديثه بتشخيص فرق الهدم ودعاة الباطل وبخاصة في البلاد العربية وتعرية دعاتها من المستغربين والعلمانيين والماسونيين وأدعيار تحضير الأرواح وغيرهم.

    وكان شديد التمسك بالأصول والمبادئ الإسلامية والالتزام بكل النواحي السلوكية والأخلاقية التي دعى إلى الإسلام.

مؤلفاته:

  1. الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (1/2م).
  1. الإسلام والحضارة الغربية.
  1. أزمة العصر، وأصله ثلاثون حديثًا كتبت لتبث من إذاعة الرياض عام 1397م.
  1. حصوننا مهددة من داخلها، وأصله مقالات شهرية نشرت في مجلة الأزهر المصرية عامي 1377هـ - 1378م.
  1. الهجاء والهجاؤون في صدر الإسلام، وهذا الكتاب جزء من بحثه للدكتوراه.
  1. أساليب الصناعة في شعر الخمر والأسفار، وهذا الكتاب (فصلان) من بحث مرحلة الماجستير.
  1. شرح وتعليق على ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس).
  1. المتنبي والقرامطة، في الأصل، محاضرة بكلية الآداب بجامعة (بني غازي) عام 1383هـ.
  1. الهجاء والهجاؤون في الجاهلية.
  1. مقالات في الأدب واللغة.
  1. الروحية الحديثة دعوة هدامة، في الأصل محاضرة في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية عام 1379هـ.

12- الروحية الحديثة.

13- مفاهيم إسلامية.

14- فتح مكة.

15- الثقافة الغربية.

16- الأدب العربي في ظل القومية العربية.

17- ديوان الأعشى (شرح وتحقيق).

18- في وكر الهدامين.

  كتب ورسائل علمية عنه:

     وألف الدكتور إبراهيم محمد عوضين كتاب: «موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة»، وقد نشرته مؤسسة الرسالة في بيروت، عام 1985م.

    وبعد وفاة الدكتور محمد محمد حسين، أعدت رسالتا ماجستير عن حياته وأدبه، فقد أعد الباحث: عليان بن دخيل الحازمي رسالة ماجستير في كلية اللغة العربية بالرياض في جامعة الإمام عام 1407هـ، بعنوان: (محمد محمد حسين: حياته وآثاره الفكرية والأدبية).

    وفي عام 1414هـ، أعد الباحث محمد عبد الحميد خليفة (رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية، بجامعة الإسكندرية بعنوان: «دراسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين»).

    وبعد سنة من وفاته، أقيمت ندوة لذكرى رحيله بجامعة الإسكندرية لمدة يومين، تناولت الموضوعات التالية:

١- محمد محمد حسين، وحركة الترجمة في العصر الحديث/ محمد مصطفى هدارة.

٢- منهج الدرس الأدبي ونقده عند محمد محمد حسين/ محمد زكي العشماوي.

٣- الإسلام والحضارة الغربية من وجهة نظر الدكتور محمد محمد حسين/ طه السيد ندا.

٤- الدكتور محمد محمد حسين والدفاع عن قضايا الإسلام/ محمد حسن عواد.

٥- الإسلام والتغريب وصاحب الذكرى/ محمد عادل الهاشمي.

٦- موقف الدكتور محمد محمد حسين من قضية الصراع بين القديم والجديد/ عثمان سليمان موافي.

من شهادات معاصريه:

    يقول الدكتور الشيخ محمد بن سعد بن حسين - وهو رفيقه في كلية اللغة العربية بالرياض: «والناظر إلى كتبه بلا استثناء يجد أنها جميعًا من الموضوعات التي تهيب ميدانها كثيرون، أو أنها موضوعات ذات حساسية في الميادين الفكرية، فهل تستطيع تحسس علة هذا الاتجاه والأسباب الدافعة إليه.

   نستطيع تلخيص ذلك في رواية ثلاثة أبيات من الشعر أحدها قول بعضهم:

وما المرء إلا حيث يجعل نفسه

فكن طالبًا في الناس أعلى المراتب

والآخر، يقول أبو الطيب:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام الــمكـارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

    ويبين الدكتور إبراهيم عوضين طريقة محمد محمد حسين ونقده، ودراساته وبحوثه، فيقول: «والمبدع في نقد الدكتور محمد محمد حسين أنه يأتي بالدليل الحاصم في قوة، فليست بحوثه ذبذبات عاطفية تعتمد على الضجيج الخطابي، ولكنها ثمرة فكر عاقل، يؤمن بالحجة، ويعتصم بالدليل، فإذا ملأ كفه من الإقناع جاء بوهج العاطفة، ليحدث من التأثير البالغ ما يترك هداه في قلوب «من يستمعون القول فيتعبون أحسنه».

أخلاقه العلمية، وفضائله الشخصية:

    لقد قاد محمد حسين الصدق والأمانة، وكرم الطبع لتسجيل الوفاء لمن ساهم معه في إخراج كتاب وتحقيقه ونشره، يقول في مقدمة ديوان الأعشى الكبير، وهو الديوان الذي حققه: «وقد كان ساعدني في إخراج هذا الكتاب في طبعته الأولى جماعة من الأصدقاء، فتفضل الأستاذ شوقي أمين بمعاونتي مراجعة مسودات الطبع، وأسدى إليَّ كثيرًا من الآراء النافعة التي اقتنعت بكثير منها، وأخذت بها، وتفضل الزميل محمد أبو الفرج - المعيد بقسم اللغة العربية - بوضع الفهارس اللغوية للديوان، كما تفضل مصطفى عبد اللطيف الشويمي الطالب بليسانس الآداب بوضع فهارس الأعلام والأماكن والقبائل والأيام، وتفضلت الآنسة عزة كرارة المتخرجة في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، بترجمة المقدمة الألمانية للمستشرق «جاير» في الطبعة الأوروبية، فإلى هؤلاء جميعًا أقدم شكري الخاص.

    إن في هذا لدلالة كبيرة على أن الرجل مرب فاضل، وليس عالمًا فقط، فهو يدعو بفعله قبل قوله إلى أن يُعرَف الفضل لأهله. إن سطور متواضعة كهذه التي تكتب هناك تفي بحق علم يتحدث عنه، ولكنها إشارات وومضات.

منهج الدكتور محمد محمد حسين واتجاهه:

  لقد عاش أديبنا في زمن مبكر من النهضة الأدبية، وكان في الساحة الأدبية اتجاهان اثنان:

1 - اتجاه محافظ أصيل.

2 - واتجاه آخر متأثر بالغرب معجب بالغربيين، وبكل ما عندهم، وهذا الاتجاه كان من أعلامه قادة الأدب في مصر، وأبرزهم أستاذه طه حسين، وانخرط أديبنا في هذا التيار فترة من الزمن، ثم أنار الله بصيرته، وعاد، يقول - رحمه الله - في سياق حديثه في مقدمة كتابه: «حصوننا مهددة من داخلها»: «كتبت هذه الصفحات حين كتبتها، لكي أفضح هذا النفر من المفسدين، وأنبه إلى ما انكشف لي من أهدافهم، وأساليبهم، التي خُدعت بها أنا نفسي حينًا من الزمن مع المخدوعين، أسأل الله أن يغفر لي فيه ما سبق به اللسان والقلم، وإن مدَّ الله في عمري رجوت أن أصلح بعض ما أفسدت، مما أصبح الآن في أيدي القراء، وأكثر في بحث حصلت به علي درجة «دكتوراه في الآداب» من جامعة القاهرة، ثم نشرته تحت اسم «الهجاء والهجاؤون»، وقد كان مصابي هذا في نفسي، وفي تفكيري مما جعلني أقوى الناس إحساسًا بالكارثة، التي يتردى فيها ضحايا هؤلاء المفسدين، وأشدهم رغبة في إنقاذهم منها بالكشف عما خفي من أساليب الهدامين وشِراكهم».

من أقواله:

  • «لم يكن هدف الاستعمار من نشر حضارته هو تمدين البلاد التي استعمرها، كما كان يتشدق به ويزعمه، ولكنه كان يقصد بذلك إزالة الحواجز التي كانت تقوم بينه وبين الشعوب، كانت هذه الحواجز الناشئة عن الاختلاف في الدين، وفي اللغة، وفي التقاليد، والعادات سببًا في إحساس الوطنيين بالنفور من الأجنبي المحتل، وفي إحساس المستعمر بالغربة، بل الشعور بالخطر الذي يحيط به، ويتهدده في بعض الأحيان».
  • «التغريب: أي طبع المستعمرات الآسيوية والأفريقية بطابع الحضارة الغربية، وجهود الاستعمار في هذا تشمل المسلمين وغير المسلمين من أهل المستعمرات، ولكن جهدهم الأكبر وعنايتهم كانت للمسلمين بخاصة، لارتباط حياتهم في مختلف مناشطها بالدين».
  • «وبرامج التغريب تحاول أن تخدم هدفًا مزدوجًا، فهي تحرس مصالح الاستعمار، بتقريب الهوة التي تفصل بينه وبين المسلمين نتيجة لاختلاف القيم، وفي الوقت نفسه تضعف الرابطة الدينية التي تجمع المسلمين وتفرق جماعتهم التي كانت تلتقي على وحدة القيم الفكرية والثقافية، أو بتعبير أشمل: وحدة القيم الحضارية».
  • «حاجتنا الشديدة إلى إعادة النظر في تقوع الرجال، لأن كثيرًا ممن نعتبرهم دعائم النهضة الحديثة لم يصبحوا كذلك في أوهام الناس إلا بسبب الدعايات المغرضة، التي أرادت أن تضعهم في هذه المنزلة، لتحقق بذلك أغراضها في نشر مذاهبهم، والتمكين لآرائهم، فقد أصبح يكفي في ترويج أي مذهب فاسد في تأويل الإسلام، أن يقال: إنه يوافق رأي فلان أو فلان من هؤلاء الأعلام».
  • «وخطة الاستعمار والصهيونية في ذلك كانت تقوم - ولا تزال - على السيطرة على أجهزة النشر التي تسميها الآن: «الإعلام»، وإلقاء الأضواء من طريقها على كتَّاب ومفكرين من نوع خاص، يُبنون وينشئون بالطريقة التي يبنى بها نجوم التمثيل والرقص والغناء، بالمداومة على الإعلان عنهم، والإشادة بهم، وإسباغ الألقاب عليهم، ونشر أخبارهم وصورهم، وذلك في الوقت الذي يعمل فيه الكتاب والمفكرون الذين يصورون وجهات النظر المعارضة، أو تُشوَّه آراؤهم وتُسفَّه، ويُشهَّر بهم، ثم هي تقوم على تكرار آرائهم آنًا بعد آن، لا يملون من التكرار؛ لأنهم يعلمون أنهم يخاطبون في كل مرة جيلاً جديدًا، أو هم يخاطبون الجيل نفسه، فيتعهدون بالسقي للبذور التي ألقوها من قبل».
  • «ونحن حين ندعو إلى إعادة النظر في تقويم الرجال، لا نريد أن ننقص من قدر أحد، ولكننا لا نريد أن تقوم في مجتمعنا أصنام جديدة معبودة لأناس يزعم الزاعمون أنهم معصومون من كل خطأ، حتى إن المخدوع بهم، والمتعصب لهم، والمروج لآرائهم ليهيج ويموج إذا وصف أحد الناس إمامًا من أئمتهم بالخطأ في رأي من آرائه، في الوقت الذي لا يهيجون فيه، ولا يموجون حين يوصف أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما لا يقبلون أن وصف به زعماؤهم المعصومون».
  • «الاجتهاد في الشريعة حق لكل عالم قادر عليه، ومن القدرة عليه أن يُلم بكل ما قيل في المسألة التي يبحثها؛ لأنه لا يدري إن فاته بعضها أن يكون هذا الذي فاته سببًا في عدوله عن رأيه لو اطلع عليه؛ لأن فيه من الحقائق ما غاب عنه، ولم يدخل في تقديره، ونشأت الاجتهاد الديني في ذلك هو شأن الاجتهاد في كل فرع من فروع المعارف والفنون، فليس يباح للطبيب أن يجتهد حتى يبلغ من الإلمام بالطب حدًا يعترف له عنده أصحاب هذا العلم بالقدرة على الاجتهاد فيه، فالاجتهاد إذن لم يغلق بابه، ولكن المسلمين أحسوا في العصور المتأخرة من أنفسهم عدم القدرة عليه، وأحسوا أن أصول المسائل وفروعها في مختلف احتمالاتها قد فصلت تفصيلاً».
  • «نقطة البدء في اجتهاد المجتهد هي في هذا السؤال: هل يصح هذا الأمر شرعًا أو لا يصح؟ ما حكم الشريعة في هذا الأمر؟ ونقطة البدء في تطوير المطوَّر، هي: ما النصوص الشرعية التي تثبت صحة هذا الأمر؟ أو ما النصوص الشرعية التي تثبت حرمة هذا الأمر؟»
  • «وخطر التطوير على الإسلام وعلى المجتمع الإسلامي يأتي من وجهين: فهو إفساد للإسلام يشوش قيمه ومفاهيمه الأصلية بإدخال الزيف على الصحيح، ويثبت الغريب الدخيل، ويؤكده، أما الوجه الآخر لضرر التطوير - وهو الذي يعني أعداء الإسلام - فهو أن هذا التطوير ينتهي بالمسلمين إلى الفرقة التي لا اجتماع لها، لأن كل جماعة منهم سوف تذهب في التطوير مذهبًا يخالف غيرها من الجماعات، ومع توالي الأيام نجد إسلامًا تركيًا، وإسلامًا هنديًا، بل ربما وجدنا في داخل الإسلام العربي ألوانًا إقليمية تختلف باختلاف البلاد».

وفاته:

  توفي د. محمد محمد حسين سنة 1402هـ - 1982م، حيث بلغ من العمر سبعين عامًا.

   وقد رثاه بعض الشعراء والأدباء، ومنهم الدكتور محمد بن سعد بن حسين بقصيدة منها:

صمت الصرير وجفـت الأقلام وطوت صحائف عمرك الأيام

هدأ الزئير فلا معـارك نقعها. وهج العقول يمده الإلهام

وأبيح غاب كنت فيـه مسودا رفض ابن آوى إذ هوى الضرغام

أنا إن بكيتك ساعة فلطالما ذرفت عليك دموعها الأعلام

حوار أجراه الأستاذ أنور الجندي معه عام 1403هـ

    هو الأديب الداعية الإسلامي المصري، غير مكثر في ميدان الكتابة، لكنه رصين الأداء، مقتدر في استيفاء جوانب ما يطرقه، أبرز مؤلفاته "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" الذي رد فيه على طه حسين وغيره، و"الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها" و"اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر" و"حصوننا مهددة من الداخل".

 توفي رحمه الله سنة 1403ه 1982م.

مولده، ونشأته:

  ولد محمد محمد حسين في سوهاج، من مدن الصعيد في مصر سنة 1912م.

الدراسة، والتكوين:

   وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، باستثناء السنة الأولى الثانوية التي التحق فيها بمدرسة أسيوط الثانوية؛ لأنها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في صعيد مصر وقتذاك.

 وحصل على الليسانس سنة 1937م من قسم اللغة العربية في الجامعة المصرية، وكذلك كان اسمها؛ لأنها كانت الجامعة الوحيدة في مصر وفي البلاد العربية وقتذاك.

  وعُيِّن معيدًا في الكلية في السنة نفسها، وكُلِّف بتدريس اثني عشر درسًا أسبوعيًّا في السنة الأولى.

   وكانت هذه هي السابقة الأولى التي يُعيَّن فيها معيد في سنة تخرجه ويكلف بالتدريس.

  ثم حصل على (الماجستير والدكتوراه). 

الوظائف، والمسؤوليات:

انتدب للتدريس في كلية الآداب بالإسكندرية سنة 1940م، وكانت وقتذاك فرعًا من الجامعة المصرية في القاهرة، ثم نقل إليها بعد استقلالها سنة 1942م، وتدرج في وظائف التدريس بها إلى أن شغل كرسي الأستاذية سنة 1954م، وأُعير أثناء عمله إلى الجامعة الليبية وجامعة بيروت العربية، ثم تعاقد مع جامعة بيروت العربية بعد بلوغه سن التقاعد سنة 1972م، وظل بها إلى أن تعاقد مع جامعة محمد بن سعود الإسلامية سنة 1976م.

وفاته:

مؤلفاته:

كتب الدكتور محمد محمد حسين المطبوعة هي:

1) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (في جزأين).

2) الإسلام والحضارة الغربية.

3) أزمة العصر، وأصله ثلاثون حديثًا كتبت لتبث من إذاعة الرياض عام 1397هـ.

4) حصوننا مهددة من داخلها، وأصله مجوعة مقالات شهرية نشرت في مجلة الأزهر المصرية في عامي 1377هـ، 1378هـ.

5) الهجاء والهجَّاؤون في صدر الإسلام، وهذا الكتاب جزء من بحثه في (الدكتوراه).

6) أساليب الصناعة في شعر الخمر والأسفار، وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) فصلان من بحث مرحلة (الماجستير).

7) شرح وتعليق على ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس).

8) المتنبي والقرامطة وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) في الأصل محاضرة ألقاها في كلية الآداب بالجامعة الليبية ببنغازي عام 1383هـ.

9) الهجاء والهجَّاؤون في الجاهلية.

10) مقالات في الأدب واللغة، وهذا الكتاب يحوي ستة بحوث هي:

11) تطوير قواعد اللغة العربية.

12) بين سينية البحترية وسينية شوقي.

13) فقه اللغة بين الأصالة والتغريب.

14) دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة.

15) أثر الأدب الغربي في الأدب العربي المعاصر.

16) اقتراحات للنهوض بمستوى اللغة العربية.

17) الروحية الحديثة دعوة هدامة، وهذا الكتاب في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية عام 1379هـ، وكانت بعنوان: الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها.

   كما أن للدكتور محمد محمد حسين مؤلفات أخرى وكتبًا بعضها لا يزال مخطوطًا، وبعضها طبع مرة واحدة فقط ثم نفد ولم يعد يوجد، ومنها:

- رواية الدموع.

- الأعشى صناجة العرب، بحثه في (الماجستير)، وهو لا يزال مخطوطًا فيما نعلم.

- فتح مكة.

- اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر، وهو في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية.

   وقد لقيت كتب ورسائل هذا الأديب من طلابه وغيرهم عناية واهتمامًا، ومن أفضل من اعتنى بها كتاب نفيس بعنوان (موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة) ألفه الدكتور إبراهيم محمد عوضين، وفيه تناول المؤلف بالدراسة بعضًا من كتب محمد حسين وأبرز من خلال تلك الدراسة شجاعتة وجرأته وغيرته على الدين والعقيدة والمثل الإسلامية، وقد نشرت الكتاب مؤسسة الرسالة في بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ - 1985م.

    وبعد وفاة هذا الأديب - رحمه الله - أُعِدَّتْ رسالتا (ماجستير) عن حياته وأدبه؛ فقد أعد الباحث: عليان بن دخيل الله الحازمي رسالة (ماجستير) في كلية اللغة العربية بالرياض في جامعة الإمام عام 1407هـ بعنوان: (محمد محمد حسين حياته وآثاره الفكرية والأدبية)، وبلغت صفحاتها حوالي ثمانمائة صفحة، وفي عام 1414هـ أعد الباحث محمد عبد الحميد محمد خليفة رسالة (ماجستير) في قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية بعنوان: (دراسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين)، وبلغت صفحاتها حوالي 330 صفحة.

  ولكنَّ الرسالتين المذكورتين لم تنشرا - فيما نعلم.

محمد محمد حسين.. الناقد السلفي الذي كتب تاريخنا المعاصر بنظارة سوداء:

   كتب د. محمد الجوادي رحمه الله تعالى يقول:

       الأستاذ الدكتور محمد محمد حسين (1912 ـ 1982) في رأيي المتواضع ناقد عظيم، وواحد من أهم أساتذة الأدب العربي، وهو أقرب أساتذة الأدب العربي ومؤرخيه إلى التوجه السلفي السائد في السعودية، والمعاهد العلمية القليلة المرتبطة بها، وهو في الوقت ذاته أكثر أساتذة الأدب العربي وتاريخها عداء للتوجهات الإصلاحية المنسوبة إلى مدرسة الشيخ محمد عبده، وأستاذه الأفغاني، وتلميذه سعد زغلول، وهو أيضا من فُهم أو استوعب على أنه سريع النقد والانتقاد لتوجهاتهم الفكرية، ونظرا لأنه أستاذ هادئ وغير خطابي فيما يقدمه من رؤى فإن نسبة الاقتناع بآرائه لا تزال تتعدى حدود الصواب في هذه الآراء، حتى تكاد تكون بمثابة مذهب نقدي سلفي لا علاقة له بالحركة الأدبية من قريب أو بعيد إلا من حيث الظن بأنها حركة غريبة وغربية وليست وافدة فحسب. 

  ومع كل الاحترام والتقدير لآرائه فإنها تمثل خطورة شديدة على الوعي العلمي الذي لا يعرف هذه المسلمات التي يخلقها أستاذنا الدكتور محمد محمد حسين من الفرضيات، ثم يبنى عليها مسلمات أخرى وتكون النتيجة حالة من القطع التام مع آداب متعددة تقبلها العقل الإسلامي بل وصفها ووضعها ووظفها على مدى القرون الماضية. ومن العجيب الذي لا أراه عجيبا وإنما أراه أمرا طبيعيا أن هذا الأستاذ لم يمر في تعليمه الأكاديمي بالأزهر ولا المعاهد التي كانت ذات علاقه بالأزهر (كدار العلوم ومدرسه القضاء الشرعي) ولو أنه مر بها لنمت في مهاراته النقدية والتاريخية حاسة تقبُل الاختلاف وفهم التعدد واستيعاب الآخر لكنه كان خريجا تقليديا بالآداب التي قد يبدأ الطالب فيها دراسة الآداب العربية من نقطة بعيدة تمما عن البدايات الآمنة والراسخة مع مناهج الجاهليين والعباسيين والشعراء والنحاة والشواهد النحوية والمتون والشرح والحواشي والتعليقات، كذلك فإن هذا الأستاذ العظيم لم يتعرض للصدمات الحضارية التي يمر بها طُلاب البعثات العلمية فتجعل إيمانهم بالحق قائما على الصراع الذي ينتصرون فيه، وتجعل إيمانهم بالعلم حاويا في الوقت ذاته إيمانا بالمدراس العلمية وتعددها واختلافها.

  "الإسلام والحضارة الغربية" وهو الكتاب الرائد للمفكرين السعوديين الذي حاولوا الكتابة في تاريخ الحضارة والواقع المعاصر ومنهم الأستاذ سفر الحوالي الذي وضع كتابا بعنوان مقارب لهذا العنوان"

    ولد الدكتور محمد محمد حسين في سوهاج 1912 وتلقي تعليمه كله في سوهاج ما عدا السنة الأولى الثانوية التي قضاها في أسيوط عاصمة الصعيد، وتخرج في دفعة 1937 من كلية الادب جامعة القاهرة وهي من دفعات ذلك الجيل الذي ضم عددا من أساتذة الأدب العربي المشاهير فالدكتور شوقي ضيف تخرج قبله بعامين 1935 والدكتور محمد طه الحاجري 1936 أما الدكتوران عبد القادر القط وعبد العزيز الأهواني فتخرجا بعده بعام 1938، وتخرجت الدكتورة عائشة عبد الرحمن بعده بعامين 1939 وتخرج الدكتوران عبد الحميد يونس وشكري عياد بعده بثلاث أعوام 1940.

    لم يكن نظام المعيدين في ذلك الوقت مطبقا على صعيد واسع لكنه كان من باب الطرافة أول معيد يعين في نفس سنة تخرجه وفيما قبل هذا كان الأساتذة يخلقون لتلاميذهم النجباء من أمثاله وظائف موازية كوظائف المعيدين، وهكذا فإنهم بعد تعيينه معيدا في الكلية انتدبوه للتدريس في فرع كلية الآداب في الإسكندرية قبل تأسيس الجامعة فلما تأسست الجامعة كجامعة سنة 1942 (في عهد وزارة الوفد) نقل إليها وتدرج في وظائفها حتى نال درجة الأستاذية 1954 بمعدل متميز. وفي أثناء عمل الدكتور محمد محمد حسين في جامعة الإسكندرية شارك في تأسيس جامعة بيروت العربية ثم إنتقل إليها بعد تقاعده ببلوغه الستين 1972. ثم انتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1976 حيث أصبح بمثابة أستاذ الأدب العربي المتوافق مع المدرسة العلمية السعودية على نحو ما هو معروف، وقد اعتبره أعضاء هذه المدرسة محاربا للحركات الهدامة في العصر الحديث ومقاوما لكل ما تقبله المجتمع الغربي أو البريطاني من عقلية الإسلام.

أشهر كتبه هو "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" (في جزأين)، وقد اعتبره أنصار المدرسة السلفية مصدرا للتأريخ لمصر في ذلك العهد متجاوزين عن كل التفصيلات التي تضئ التاريخ ومواقفه، منحصرين برؤيته في زاوية ضيقة لا ينقصها الصواب لكنها تفتقد إلى القدرة على دراسة التاريخ السياسي والاجتماعي وفهمهما. ويرتبط بهذا الكتاب كتابان أولهما يتضمن ما أدلى به من أحاديث إذاعية في إذاعة الرياض وقد ضمن هذه الأحاديث الثلاثية كتابه "أزمة العصر"، أما كتابه الثاني "حصوننا مهددة من الداخل" فيضم مجموعة مقالات شهرية نشرها في مجلة الأزهر وجمعها في هذا الكتاب.

  ويتصل بهذه الكتب الثلاثة كتابه الرابع "الإسلام والحضارة الغربية" وهو الكتاب الرائد للمفكرين السعوديين الذي حاولوا الكتابة في تاريخ الحضارة والواقع المعاصر ومنهم الأستاذ سفر الحوالي الذي وضع كتابا بعنوان مقارب لهذا العنوان. ويتكامل مع هذه الكتب أيضا كتابه "الروحية الحديثة دعوة هدامة" وهو في الأصل محاضرة ألقاها في جمعية الشبان المسلمين في الإسكندرية. بالإضافة إلى هذه الكتب الأربع التي تتماس بدراسة الأدب مع السياسة فإن للدكتور محمد محمد حسين كتبا أكاديمية مهمة:

– الهجاء والهجاؤون في صدر الإسلام.

– الهجاء والهجاؤون في الجاهلية.

– أساليب الصناعة في شعر الخمر والأسفار

– المتنبي والقرامطة.

– مقالات في الأدب والقصة

   حقق الدكتور محمد محمد حسين ديوان الأعشى الكبير وساعده في تحقيقه الأستاذ محمد شوقي أمين، وقد كان بحثه للماجستير عن الأعشى صناجة العرب في ميدان الإبداع ألف الدكتور محمد محمد حسين رواية "الدموع". كتب الدكتور إبراهيم عوضين عنه دراسة بعنوان: "موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة" كما أنجز عليان الحازمي رسالة ماجستير في جامعة الإمام بعنوان "محمد محمد حسين: حياته وآثاره الفكرية والأدبية" (1987) وأنجز محمد عبد الحميد خليفة رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية بآداب الإسكندرية بعنوان "دراسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين" (1994).

مصادر الترجمة:

١_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٢_ مدونة د. محمد الجوادي رحمه الله تعالى.

٣_ موقع الجزيرة نت .

٤_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1077