رصد الخاطر 933

تغيير مابالنفس يليه تغيير  الواقع !!

إن الجماهير التي ترضى بوجود الطاغية يذلها صباح مساء ، تفرح لفرحه ، وتحزن لحزنه !؟ ولاتعمل على الخلاص منه ، وإيجاد الصالح الذي يحفظ كرامتها ، ويصون إنسانيتها ! بل لاتفكر مجرد تفكير بذلك ؛ لأن في ظنها أو في قناعتها أن البديل غير موجود ولاممكن !؟ لاتستحق سوى هذا الطاغية الذي لايقيم لها اعتبارا ، ولا يحسب لها حساباً !؟ فهو يغير الدستور في أقل من نصف ساعة ، ليأتي على مقاسه ...!؟ هذه الجماهير لايليق بها إلا هذا الذي استخفها ، فأطاعته ! رغماً عنها أو باختيارها !؟ فإن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم !!

******************************************

عين على الواقع :

ليس عيباً أن نختلف ، وأن يكون لكل منا وجهة نظر في العمل ، وفي تقويم الأحداث !؟ إذا كنا في طرف واحد ،أو في طرفين كانا حاضرين في الساحة !؟

ولكن العيب والمحزن أن يعادي بعضنا بعضاً لخلاف شخصي يتضخم ويتضخم إلى أن يصبح موقفاً يصعب التراجع عنه !؟ فيلتقي بذلك - وهو يدري أو لا يدري - مع مايتمناه الخصوم والأعداء ! ليتخذوا منه شواهد على مايطرحون من أكاذيب ، ومايلفقون من اتهامات !

أيها العاملون للإسلام لاتشككوا الناس بنواياكم بسبب خلافاتكم !؟ فإن ساحة العمل أكبر منا جميعاً ، وتحتاج إلى أضعاف مايُبذل من جهود ! فلا تُشتتوا القوى ، وتوهنوا الصفوف ، فالأشخاص زائلون ، إن أصابوا أو أخطؤوا !؟

******************************************

في أبنائنا وتلاميذنا خيرٌ كثير ، إذا استطعنا اكتشاف قدراتهم ، وأحسنّا توجيههم ، ونجحنا في رعايتهم ! فقد يعوضهم ذلك في أحيان كثيرة عن عجزنا في تأمين  الظروف المناسبة لتفوقهم  !؟

******************************************

عين على الواقع :

الشبيحة المشيخية نموذجاً !؟

لا ينقلب الأذناب والمصلحيون على أسيادهم من الطواغيت والظلمة إلا عندما تُهدد مصالحهم وشهواتهم ، ويشعرون أنها قد أفلتت من أيديهم !؟ فكثير منهم عند ذاك سوف يبحث في صفوف الشرفاء عن موضع يستر سوءاتهم التي لم يكونوا يخجلون من ظهورها من قبل !

******************************************

رصد الخاطر :

بغض الناصحين !؟

كثيرون ينطبق عليهم ماقاله الأنبياء لأقوامهم بعد إنذارهم ونصحهم لهم ، وإصرارهم على أخطائهم وانحرافهم ( ولكن لاتحبون الناصحين ) والنصيحة تكون من خلال الشفقة عليهم ، وتجربة لم تمر بهم ، وتحذير من  أمر يستبعدون وقوعه !؟

******************************************

مشاعر معلم في وداع تلميذ !!

على مدى أكثر من أربعين عاماً قضيتها في حقل التعليم ، وانتقال من مدرسة إلى أخرى ، ومن مدينة إلى مدينة ، ومن دولة إلى دولة ، ودعت كثيراً من الطلاب في مختلف المراحل !

فقد كنت أعد نفسي لتلك اللحظات ؛ بالتغافل عن وجودهم ، وتناسي الرابطة التي تربطني بهم ، محاولاً أن أصرف نظري عن الوجوه البريئة التي تلوح الدموع الصامتة في مآقيها .

فأخرج سريعاً ، وقد جف ريقي ، وتغيرت نبرات صوتي  ! خشية أن تطفر دمعة ، أرد بها على دموعهم !!

أما تلميذي الذي جاء يودعني اليوم ، فله حكاية أخرى !

عرفته وهو في الصف الثاني الابتدائي ، إلى تدرجه للمرحلة الثانوية  ...  كانت العلاقة بيننا خلالها أقوى من علاقة أستاذ بتلميذه !

أدربه على قصيدة لي ليلقيها في إحدى المسابقات على مستوى مدارس المحافظة ، فيتشرب معانيها ، وكأنه هو الذي كتبها، وعاش معاناتها !

فعندما ألقى قصيدتي ( أقول غابت ) في رثاء أمي ، هزّ مشاعر اللجنة ، وهز مشاعري قبل ذلك ، وشعرت بأنه كتبها ليعزيني !

وعندما تكون هناك مسابقة على مستوى مدارس الدولة ، يكون الفارس المجلي ، فيفوز بالمرتبة الأولى على المدارس الثانوية !

****          ****          ****        ****

وجاء اليوم ليودعني ..،، وجلس صامتاً  ، ماذا أقول له ، وهو يستعد لبعثة دراسية خارج البلاد ؟

تذكرت كل ماقلته قبل  عشر سنين لابني بشر ، وهم يستعد لدراسة الهندسة الطبية بعيداً عني ! وكل ماسمعته عن المبتعثين المتفوقين ... عن عواطف الأهل .... عن الغربة ... عن البيئة الجديدة  .. عن الأصدقاء الجدد ... وعما قاله أحد الشعراء : ومن يغترب يحسب عدواً صديقه / ومن لم يُكرّم نفسٓه لم يُكٓرّمِ  !!

حسام !!  ونظر إلي ، وأنا أدقق في ملامح وجهه ، مستعرضاً بذاكرتي عشرة أعوام مضت على معرفتي به !!! اتصلْ بي يابني ... كما تتصل بأهلك ؛ فإن مابيننا من وشائج وصلة روحية تبلغ حد القرابة !

** ودعته عند باب المدرسة مرة أخرى ، وأنا أضغط على صوتي ؛ لتخرج الكلمات واضحة ، وأمنع دمعة وداع ، وقد لاحت بوادرها !! 

شدّ كل منا على يد صاحبه ، ليكون خاتمة وداعنا ابتسامة حانية ، مع كلمات تمتم بها لساني أن يحفظه الله ويوفقه وسائر أبناء المسلمين !!

وسوم: العدد 933