جرائم الاستدمار الفرنسي في الشلف

dhtjdggkhddg930.jpg

  1. نظمت مؤسسة الذاكرة للولايةالرابعة التاريخية التي تأسّست سنة 2002 "ملتقى حول جرائم الاستدمار الفرنسي بولاية الشلف" الذي أقيم بدار الثقافة بالشلف وممّا جاء في الملتقى:

أوّلا: كلمات المتدخلين:

  1. تحدّث المجاهد سليمان الغول فقال:كلّما تحدث عملية عسكرية من طرف المجاهدين، تقيم من ورائها فرنسا المحتلة جرائم، ومجازر ضدّ الجزائريين العزل.وكان الشعب الجزائري يحرم نفسه من كلّ شيء لكي يضعها تحت تصرفنا وهو أحوج النّاس إليها. وبنت فرنسا المحتلّة نفسها من حديد، وخيرات الجزائر.
  2. الأستاذة نائبة رئيس الذاكرة للولاية الرّابعة:الذاكرة ملك كلّ الجزائريين وليس ولاية فقط دون غيرها.ودفع سكان القرى والمداشر الثمن غاليا بسبب موقفهم المساند للثورة الجزائرية. وبقدر ماكانت الثورة الجزائرية عظيمة في الولاية الرّابعة، بقدر ماتعرّض سكان القرى والمداشر لمجازر وجرائم ضدّهم من طرف المحتلّ الفرنسي بسبب مساندتهم للثورة الجزائرية. ولابد أن تبقى الذاكرة حية، وتصنف جرائم الاستدمار الفرنسي ضمن الجرائم ضدّ الإنسانية، وجرائم حرب.
  3. المجاهد يوسف الخطيب: لم يحضر المجاهد يوسف الخطيب المدعو سي حسان، وقائد الولاية الرابعة لأسباب صحية والسن (باعتباره من مواليد: 19 نوفمبر 1932)، سائلين له الصّحة والعافية. واكتفى بتقديم كلمة مختصرة جدّا عن بعد، وممّا جاء فيها: كلّما تحدث عملية ناجحة من طرف المجاهدين إلاّ وينتقم المحتلّ الفرنسي من الشعب الجزائري الذي ساند الثورة الجزائرية. ولستعمل المحتلّ طائرات B26 B28، وكانت القنبلة يومها تزن 500كلغ أي طاقة تفجيرية هائلة بلغة ذلك العصر. واستعملت سلاح النابالم الذي يحرق كلّ شيء. وقد أخذنا صورا عن المجازر التي ارتكبها المحتلّ الفرنسي وأرسلناها للخارج لتدعيم الثورة الجزائرية، وفضح جرائم فرنسا.
  4. الأستاذ مصطفى عبروس: تمّ تسجيل -لحدّ الآن- 35 جريمة ارتكبها الاستدمار الفرنسي ضدّ الجزائريين العزل في ولاية الشلف وحدها حيث شملت إعدام شيوخ في 70 من عمرهم، وسفك أرواح أطفال في 10 سنوات من أعمارهم، وكذا النّساء والرجال.وتعرّضت الولاية الرّابعة للحرق، والنّسف.وامتازت الولاية الرّابعة بكونها تقع في الوسط من الناحية الجغرافية، وتضم نسبة كبيرة من المستدمرين . ويكفي القول أنّه بتاريخ:21 مارس 1955 تمّ منح الصلاحيات المطلقة للمجرم الحاكم العام "سوستيل" لقمع الثورة الجزائرية، وحرق ونسف الجزائر. وفي سنة 1957: منح الحلف الأطلسي كلّ الدّعم، وخدماته، ووسائله، ونيرانه تحت تصرف المحتلّ الفرنسي لنسف، وتدمير، وحرق الجزائر والجزائريين وكلّ مناهض للاحتلال.

ثانيا: بعض جرائم الاستدمار الفرنسي:

  1. تمّ تكوين مجموعات وتوزيعها على المناطق التي شهدتها جرائم ومجازر الاحتلال الفرنسي ضدّ الجزائريين، ودوّنت كلّ مجموعة ماشهدته وسمعته عن شهود عيان رأوا الجرائم رأي العين. وقد دوّنت هذه الجرائم في كتاب مستقل[1]عاد إليه صاحب الأسطر لضبط الشهادات. وأنصح القارئ الكريم وكلّ مهتم أن يقتني الكتاب ويعيد قراءته لا فيه من أرقام، وإحصائيات، وتواريخ، وأماكن، وأشخاص، وشهود، ووصف للجزائم المرتكبة بدّقّة بالغة، وأمانة، وصدق، ووفاء، ومسؤولية.
  2. جريمة السوق الأسبوعي: وقعت هذه الجريمة بتاريخ: جويلية 1957، وراح ضحيتها 75 شهيد رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا.وبعد أن قتلت الثورة الجزائرية حركيا خائنا طوّق الاستدمار الفرنسي المنطقة، وأغلق كلّ المنافذ حتّى لايهرب أحد، فأعدم على إثرها 75 شهيد.
  3. مجزرة أولاد بن يوسف: حين علم المحتل بتعاون بقعة اولاد بن يوسف مع الثورة الجزائرية حاصرهم سنة 1957 بالدبابات والأسلحة الثقيلة، وتمّ قصفهم بالقنابل المحرّمة. وأباد عائلة رياحي بأكملها، وعن آخرها، وأعدمتوذبحت19 شهيد أمام الجميع حيث ذبحتهم ورمتهم في الطريق. وبعدها صادر المحتلّ أملاك سكان القرية، وحرقوا قريتهم، وطرد سكانها، وتمّ نقل الرجال لمعتقل أم الدروع ثمّ إلى معتقل بوفيس. والنتيجة أنّ الجميع التحق بالثّورة، وهذا ما لم يكن المستدمر الفرنسي يقيم له حساب، ولا يتوقّعه.
  4. مجزرة سيدي علي بن عمر: قام المحتلّ بجمع سكان القرية وأطلق عليهم الرصاص بما فيها الأطفال والشيوخ، وأضرمت فيهم النيران بعد إعدامهم.
  5. مجزرة لغمونة البحري: عندما فشل المحتلّ في القبض أو الانتصار على المجاهدين الذي قاموا بالعملية النّاجحة، حاصر القرية وأعدم 15 من سكانها، ثمّ اعدموا 30 شهيد من منطقة قريبة منها وتمّ رميهم في مخازن الحبوب.
  6. مجزرة أبو الحسن: وضع جيش التحرير كمينا للخونة الحركى من الڤومية فاغتالوا واحدا وفرّ الثّاني فأخبر المحتلّ، فقتلوا أطفال ونساء وماشية القرية، ثمّ رموهم في الوادي ووضعوهم فوق بعضهم البعض. وفي نفس الوقت قام المحتل بإعدام 107 شهيد. 
  7. جريمة سوق السبت: قام جيش التحرير سنة 1957 بتخريب الطريق الذي يستعمله المحتلّ الفرنسي. وحين حاول المستدمر تصليحها حدث اشتباك مع المجاهدين في سوق السبت، فألقت القبض على أصحاب المحلات وأدخلتهم محلاتهم وأفرغت عليه الغاز وأشعلت فيهم النيران حتّى أبحوا فحما. وكانوا بين 30 و 40 شهيد.والذين فروا من السّوق لحقهم المحتلّ وقتل منهم 7 شهداء. 
  8. مجزرة القنطرة الزرقاء: في شهري فيفري ومارس 1957، أعدم المحتل 3 جزائريين ورماهم في البئر.ويقول آخر أنّ المستدمرين قتلوا 6شهداء ورموهم في البئر، وطلبوا منّي إخراجهم وأنا يومها شاب في 21 سنة.وكانت من الأمور اليومية أنّ يقتل الاستدمار الفرنسي الجزائريين ويرميهم في البئر.
  9. مجزرة الزيادنية الأولى: قام جيش التحرير بتخريب الطريق التي يستعملها المحتل 14 مرّة، فكان من المستدمر إلاّ أن اقتاد 14جزائري من سكان القرية ورموهم بالرصاص ورموهم فوق بعضهم البعض. 
  10. مجزرة الزيادنية الثانية: المجزرة الثّانية كذلك قتل عبرها المحتل 14 شهيد، منهم 7 من عائلة بادني. 
  11. مجزرة سيدي امحمد: بدأت الثورة تظهر في أولاد بن عبد القادر وربط العلاقة مع سكانها، ويطبقون تعليمات الثورة كتخريب الطرقات، وقطع أعمدة الكهرباء ابتداء من سنة 1956. وكان ذلك يوم الأربعاء بسوق ماسينا. وأعدم على إثرها المحتل 8 شهداء، ووضعوا تحت عمود الهاتف الذي خرّبوه انتقاما للعمود.
  12. مجزرة الروايشية: قام المحتلّ سنة 1959 بعملية تمشيط واسعة، فجمعت 300 امرأة، "ونزعوا لهم ملابسهم وفعلوا فيهم مالا يطاق النطق بها". وفي سنة 1960 انتقم المحتلّ بعدما تلقى ضربة موجعة من طرف المجاهدين، فألقى القبض على 32 من أهل القرية كلّهم أطفال ونساء، فأطلقوا عليهم النار فلم ينجوا سوى بنت وطفلين. وفي نفس المكان قام المحتلّ بالمجازر التّالية: مجزرة المفاتحية 34 شهيد. ومجزرة المزاجة 33 شهيد. ومجزرة سيدي علي 26 شهيد.

ثالثا: التوصيات

  1. المطلوب من السلطات المحلية أن تخلّد هذه الجرائم بنصب تذكارية، وتقوم بترميم النصب التي تعرّضت للتّلف.
  2. الاهتمام بالطرق التي تؤدي إلى أماكن هذه الجرائم حتّى يسهل زيارتها، والتّعرّف عليها.
  3. تنظيم رحلات وزيارات لهذه الأماكن من طرف الصغار والكبار حتّى يشبّ الطفل الجزائري وهو مرتبط بتاريخه، ويعرف جرائم الاستدمار الفرنسي.
  4. الانتقال من جمع الشهادات، والزيارات الميدانية، والمذكرات إلى تدوينها ليستفيد منها المؤرّخ.
  5. رفع التجميد عن متحف المجاهدين بالشلف خاصّة وأنّ المشروع موجود من قبل فلزم الإسراع في إنجازه.
  6. المطلوب من الجهات الحقوقية نقل جرائم الاستدمار الفرنسي إلى المحافل الدولية على أنّها جرائم ضدّ الإنسانية.
  7. المطلوب من جامعة الشلف -وغيرها- التعاون مع مؤسسة الذاكرة للولايةالرابعة التاريخية لإقامة ملتقيات علمية، والبحث في الموضوع وإعطائه الصبغة العلمية.

[1] كتاب: "جرائم الاستدمار الفرنسي بولاية الشلف"، تحت إشراف مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية- مكتب ولاية الشلف، من 66 صفحة، ويضم 32 مجزرة قام بها الاستدمار الفرنسي ضدّ الجزائريين العزل.

وسوم: العدد 930