الشبّيحة

الشبّيحة

ويكيبيديا - الموسوعة الحرة

الشبيحة : (بتشديد الباء) مصطلح محلي يطلقه أهل المنطقة الساحلية في سورية، على مجموعة من العصابات المسلحة تقوم بأعمال التهريب و فرض الإتاوات على التجار والصناعيين، كما تقوم بتصرفات غايتها إذلال الناس و ترهيبهم و إخضاعهم لكل طلباتها، وهي فوق القانون لكنها تحت رعاية أجهزة المخابرات و قوى الأمن و السلطات الرسمية، و يمكن اختصار وصفها بأنها نسخة مطورة من المافيا الإيطالية بشكل أقوى و أكثر دموية و بحماية خفية من النظام السوري. مصدر التسمية: يستخدم أهل المنطقة الساحلية صيغة مبالغة اسم الفاعل على وزن ( فَعّيل) بدلا من (فَعّال) و يقصد بها صيغة مبالغة للمبالغة، فيقال رسٌيم بمعنى رسٌام ماهر، ومثلها شَبّيحة للجمع و مفردها شَبّيح للإشارة إلى الشبح الخارق فوق ما يمكن تخيله، لأنه يستطيع القيام بكل أنواع الجريمة تحت نظر وسمع السلطات الرسمية و لكنها لا تراه.

سبب التسمية : تورية شعبية ذكية لذمّ السلطات الرسمية و أجهزة المخابرات و قوى الأمن الداخلي و كذلك النظام السياسي الذي يرعى هذه العصابات، و يتغاضى عن جرائمها و يتستر عليها ، بل و ينكر وجودها رسميا.

النشأة : بعد دخول القوات السّورية إلى لبنان عام 1975 بدأ مالك أسد ( ابن الشقيق الأكبر للرئيس حافظ أسد ) بأول عمليات تهريب الدخان من لبنان إلى سوريا، باستخدام سيارة مهربة ليس لها تسجيل في سورية، وبلوحات ( نمرة ) من أحد أجهزة المخابرات السورية، و سار على الدرب نفسه بعض أبناء العائلة. التطور والنمو: نمت الظاهرة من مجرد أفراد مهربين إلى عصابات مسلحة، يتم اختيار أفرادها بعناية فائقة من أشخاص لهم عقل صغير و ثقافة معدومة و بنية قوية و جسم رياضي كبير الحجم و تدريب قتالي عالٍ و ولاء مطلق إلى درجة الموت في سبيل زعيم العصابة وغالبا ما يستخدم الأفراد كلمة (المعلم) للإشارة إلى زعيم العصابة (وهو نفس التعبير المستخدم عند أفراد أجهزة المخابرات عند الإشارة لرئيس الفرع)، و تنوع التهريب ليشمل الدخان و المخدرات والكحول والخمور والأسلحة والسيارات المهربة والمسروقة وقطع الغيار والأجهزة المنزلية والسجاد و كل ما يمكن بيعه في سورية و امتد التهريب بين سوريا وقبرص ولبنان وتركيا، واتخذوا موانئ طبيعية على الساحل لتكون مراكز التحميل والتفريغ وإعادة التصدير وأحيانا يستخدمون الموانئ الرسمية ويتم ذلك بالتعاون مع الإدارات الرسمية عن طريق قطع الكهرباء لمدة كافية للتفريغ والتحميل.

بعض العصابات قويت أكثر من غيرها، وافتتح بعضهم مكاتب في اللاذقية وجبلة وطرطوس لممارسة كل الأعمال التي لم تخطر على بال المافيا بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، مثل إعادة المسروقات مقابل نصف قيمتها وأحيانا بكامل القيمة أو أكثر مثل السيارات الفاخرة للسياح والمصطافين أو المغتربين التي تحمل لوحات غير سورية، فأصحابها الحقيقيون يدفعون أكثر من قيمتها الحقيقية لإخراجها من سوريا لئلا يضطروا لدفع غرامات باهظة تفوق قيمة السيارة عدة مرات في حال عدم إخراجها، و كذلك فضّ الخصومات بين الناس والحكم لصالح من يدفع أكثر، و مشاركة جميع المخلصين الجمركيين في معاملاتهم بفرض نسبة مالية على كل معاملة تخليص جمركي، و فرض نسبة إضافية على التجار المستوردين، وفرض رسوم مالية على كل شاحنة تخرج من ميناء اللاذقية أو ميناء طرطوس، و أنشأوا سجونا خاصة بهم  يسجنون فيها من يخطفونه إلى حين قبوله بما يفرض عليه من تنازل عن ملكية أو دفع مبلغ مالي نقدي أو تطليق زوجته أو الاعتذار ل(المعلم) عن سلوك أو تصرف لا يرضي (المعلم)، بالإضافة إلى توظيف من يرغب مقابل مبلغ نقدي مباشر أو نسبة مالية من مرتبه الشهري لدى الدوائر والمؤسسات الرسمية، و يتم ذلك بإرغام مدراء الدوائر الرسمية على قبول قوائم المرشحين التي يقدمونها .... 

أبرز الشخصيات : 1 - مالك أسد وقد توفي في حادث سيارة على الطريق بين جبلة واللاذقية في منتصف الثمانينات ، 2 - فواز الأسد 3 - منذر الأسد 4- هلال الأسد 5 – نمير الأسد 6– أمير الأسد 7 – حافظ الأسد ( الصغير) 8 – علي الأسد 9 – شيخ الجبل 10 - سومر الأسد 11- سوار الأسد 12 - عدد من أفراد آل مخلوف

آخر الأعمال : استباحة أحياء اللاذقية و الهجوم المسلح على المتظاهرين السلميين في المدينة ، تحت حماية قوى الأمن ، وقتل العشرات خلال أسبوع ( من 25 إلى 31 آذار 2011 ).

و عادة ما يقوموا بترويع الآمنين بلا مقدمات و كانوا يقودون سيارات تهريب المخدرات من لبنان إلى تركيا عبر الشريط الساحلي السوري و من اللاذقية يتوجهون إلى الحدود التركية و يسلكون طريق اللاذقية - جسر الشغور و كانت غالبا تسير سيارة فواز الأسد حمراء اللون قبل موكب الترهيب بربع ساعة و هي تسير في منتصف الخط فيجبر القادمين إلى اللاذقية الخروج عن الخط و عند رؤيتها من قبل العناصر الأمنية و المرور المنتشرة على طول الطريق يقوم بالاختباء و إخلاء مواقعهم خوفا من أن تصلهم رصاصة طائشة ، و بعد توقف حركة السير القادمين و المغادرين على طريق اللاذقية - حلب تشاهد موكبا يتكون غالبا من عشرون سيارة بدون لوحات و موحدة اللون و غالبا ما تكون من نوع واحد ( مرسيدس بنز شبح ) جميع النوافذ مظللة بما فيها الأمامية ، يخرجون فوهة البنادق الرشاشة من النوافذ و يسير هذا الموكب بسرعات عالية جدا ، و بعد مضي هذا الموكب تعود الحياة تدريجيا إلى خط اللاذقية - حلب .

و يقول شهود عيان أن من لا يستجيب و يتوقف خارج الطريق تقوم الشبيحة باطلاق النار على مركبته بشكل همجي بقصد الترويع و هم لا يتوانون عن قتل أي أحد يعارضهم . تتميز أجسامهم بالضخامة و عقولهم صغيرة جدا لدرجة أنهم يتجادون مع أولاد المدارس على أشياء تافهة ، كان لهم في التسعينيات نقاط تفتيش خاصة بهم داخل مدينة اللاذقية و خاصة في حي الزراعة حيث يوجد منزل فواز الأسد و شيخ الجبل. و كانت هناك مفرزة أخرى خلف المشفى الوطني لأولاد رفعت الأسد حيث أن المنافسة كانت مستعرة بينهم.

و غالبا ما يدخلون دور السينما و الحفلات الغنائية و يغتصبون الاماكن الأمامية بحجة أن المعلم يريدها ، و يطلقون النار في الهواء لترويع المنظمين و القائمين عليها ، و مرة فترة في بداية التسعينيات كانت شبيحة منذر الاسد تخطف البنات من أمام مدخل جامعة تشرين بهدف الاغتصاب و كانت الحكومة السورية تتوسط آل الاسد للإفراج عنهم ، وكان فواز الأسد الذي يدعم نادي تشرين الرياضي يدخل موكب السيارات من الشبيحة إلى أرض الملعب لإستعراض عضلاته أمام الجماهير ..

كان لابن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد باسل الاسد دورا مهما في القضاء على ظاهرة الشبيحة و نقل المخدرات و اخفاء المظاهر المسلحة داخل اللاذقية و جبلة و طرطوس و مصياف و لكن بعد وفاة إثر حادث قرب مطار دمشق الدولي في 21 يناير 1994 وأشاع الكثيرون أنه قتل بسبب صراعات عائلية ربما كانت السلطة هدفها الحقيقي وكان ذلك في مدينة اللاذقية أصلا وليس في دمشق ، بعد وفاته عادت المظاهر المسلحة إلى الشارع و لو لم تكن كالمرحلة الأولى.