إنني عربي

نفضتُ يدي من العربِ

وما امتهنوه من كذبِ

وما عبدوه من ذلٍّ

وما زعموه من غلَبِ

وما شنوا على الأهلين من حربٍ بلا سببِ

وما استتروا به حسَباً

كرهتُ لأجلهِ حسَبي

وما خطوه من كتبٍ

نأت عن أقومِ الكتبِ

وما قالوه من شعرٍ

يُمجِّدُ فيه كلُّ غبي

ويُعذرُ كلُّ طاغوتٍ

ويقصى نهجُ كلُّ نبي

ويُخزى كلُّ ذي أدبٍ

ولا يبقي على أدبِ

فضاعَ بهاءُ تاريخي

وشُوِّه حسن وجهَ أبي

نفضتُ يدي ولم أندمْ

لنفضِ يدي من العربِ

فلم أرَ منهمو عملاً

تُحِسُّ به إباءَ أبي

ولم أقنع بما حشدوا

من التسليح والخُطَبِ

وما قد خططوا ذلّوا

به حتى لدى الهربِ

خطاباتٌ بها لهبٌ

وأسلحةٌ بلا لهبِ

كفرتُ بقولةٍ زعمت

بأن الصمتَ من ذهبِ

فلم أرَ ذِلَةً طالتْ

كذلَّتنا مدى الحِقبِ

ولستُ أخاف مما قلْتُ من لومٍ ولا عتبِ

فإني لم أُذِعْ سِراً

وقولي ليس بالكذبِ

وما أنا لن أبوحَ بهِ

يزيد بأمتي ريبي

وأغرب من غرائبها

وما يدعو إلى العجبِ

جنوني في محبتها

وفخري أنني عربي

*****

وحسبي أن تخير ربُّنا منها أحبّ َنبي

وليس لغيرها أبداً

أعدَّ أعزَّ منقلَبِ

وتبقى الشام دُرّتَها

ونسبة كلِّ مُنتسِبِ

وإني لا أسميها

سوى قهارة النوبِ

وسوم: العدد 882