لولا أن تفندون ... معارضة بلا مشروع

عبثية المشهد السوري ، تطرح علينا أسئلة خطيرة، ولقاءات مثل لقاءات جنيف وأستانا والأخيرة روما يخبرنا بالكثير .. ولا نريد أن نعرف. إلى أين ؟؟؟كانوا يقولون إن أسئلة الإنسان الكبرى : من أين وإلى أين ؟

بشار الأسد - ووضعه ووضع من يليه أسوأ بكثير من وضع المعارضين- ويهمه أن يبقى الذئب، ولا يهمه أن تفنى الغنم .

أعتقد أننا نحن السوريين جميعا الذين يجب أن يهمنا أمر الغنم. وإذ لا نهتم !!

لم يعد في الساحة السورية - بفعلهم أو بفعلنا- جذع شجرة نعض عليه...

من الردة عن الإسلام أن يفكر المسلم بخلاصه الفردي ..لماذا لم يذكروا هذا فيما ذكروا من أسباب الردة.

أن يبيت أحدنا ويصبح وليس له هم إلا نفسه أو أهل خاصته ..

مَن للأسارى يواسي الجراح ..

ويصبح أحدنا كما قال الأول يوما : الطاعم الكاسي ..

أفطرنا اليوم، ونفكر ماذا سنتغدى، وعلى مائدة من سنعرض المزيد من المهارات ، وبحناجر من سنردد المزيد من الشعارات وحدة حرية اشتراكية أو ما شئتم من شعار يخلبكم بعد ..

وفي دمشق وفي حلب وفي إدلب وريفها وحول كل العالم أطفال انطفأ في أعينهم الرجاء ..

لا زيتونة ولا جبنة ، ولا خبز ولا بصل ..

ولا ألف بـاء ولا بوباية

ولا قلم رصاص ولا محاية ..

أتحدى أضخم رأس في عالم المعارضة السورية، يزعم أن بين أيدينا مشروعا وطنيا عاما نعمل عليه!! غير القيل والقال، وغير " اللقلقة " خلف .. كما يلقلق بشار الأسد خلف الروس وخلف الأذناب !!

بالأمس كنت أقرأ مقالا لمن يسمى " زعيم معارض" وهو زعيم مخضرم لا ينكر عليه أحد زعامته. وهو مقل في الكتابة، قلما يكتب ..

وأول ما فعل في مقاله أدى واجب التحية للروس، ألا لعنة الله على القتلة المجرمين..

ثم أدى التحية للأمريكان ، ألا لعنة الله على المجرمين المتواطئين ..

ثم راغ كما يروغ الثعلب، وهو مع أنه قد تجاوز السبعين، إلا أنه لا يزال يحلم بخيال جزرة سمادها دم طفل، يقضمها أو يبشرها ويستف بشارتها لأن تركيبة أسنانه لم تعد تساعد على القضم ..

أعيد التحدي، أتحدى أضخم رأس في المعارضة، أن يعرض مشروعا عمليا ترتب أحرفه كما أحرف الهجاء ..

لا يُلام الذئب في عدوانه .. إن يك الراعي عدوَ الغنم

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 935