معركة سيف القدس وصراع الوجود

د. ناجي خليفه الدهان

 انتصار المقاومة الفلسطينية للمسجد الأقصى والقدس والمقدسيين، جاء تحت عنوان "سيف القدس"، السيف الذي سيكتب تاريخا جديدا، يختلف عن التاريخ الذي كُتب قبل أن يستلّه مقاومو غزة والشعب الفلسطيني الثأر بـ"سيف القدس" سقطت "هيبة" "إسرائيل" المزعومة، وبات مستوطنوها، يرون بأم العين بوادر انهيار مخطط العصابات الصهيونية التي أرادت أن تقيم كيانا مسخا مشوها على فلسطين ، أرض المسجد الأقصى وأرض المعراج .

أن عروبة القدس هي كل الشمس الساطعة في كبد السماء، وهي محراب لكل مسلمين العالم، والنصارى في كل أصقاع الأرض، وليس القدس لقوم دون قوم . ولا تكلمنا عن موقع القدس عند النصارى وهم أعرف بها ، ولا تكلمني عن القدس في الإسلام فهذا كلام غنيا عن البيان ، وأن حصر القضية في نطاقها القومي أو الجغرافي هو اختزال للقضية وتسطيح  في التفكر، لأنه ليس صراع حدود بل هو صراع وجود لشعب بتاريخه ووجوده .

يتمتع المسجد الأقصى بقدسية خاصة لدى المسلمين والمذكور في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى في سورة الإسراء (أية: 1): {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

المدينة بمكانتها الدينية هي المكان الأكثر قدسية، وهي الأكثر حساسية في الصراع الذي يدور منذ عقود بين عصابات مغتصبة وشعب صاحب أرض وتاريخ وهوية.

ويحاول الكيان المغتصب تحويله إلى نزاع قومي ، فقد ضمت القدس الشرقية وتعتبر المدينة الموحدة عاصمة لها، مع أن معظم دول العالم لا تعترف بهذه الخطوة لمحتل غاصب، وسنناقش الموضوع من عدة محاور.

كيف تقيمون ردود الفعل الغربية مقارنة بردود الفعل العربية تجاه التصعيد الحاصل بين الكيان والفلسطينيين؟

هل يمكن للأوربيين والغرب بشكل عام ممارسة ضغوط على إسرائيل للتغيير من مواقفها؟

لماذا برأيكم لم يقم دبلوماسيو الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بزيارات لحي الشيخ جراح بالقدس؟

هل تعولون كثيرا على اجتماع الجامعة العربية في مجال دعم الفلسطينيين؟

وكيف تؤثر الأحداث الأخيرة على مواقف الدول العربية المطبعة حديثا مع إسرائيل .

ولماذا لا يتدخل محور المقاومة لنصرة أهل غزة؟ وهناك البعض ممن يتحدث عن أن طريق المقاومة مرّ من دمشق ولبنان والعراق ولكنه لم يمر من القدس؟

أسباب وأهداف التصعيد في هذا التوقيت

هناك جملة من الأسباب التي صبت المزيد من الزيت على نار التوتر في أحداث القدس واختيار التوقيت لإثارة الأحداث ، منها ما متعلق في الأوضاع السياسية المتدهورة في الكيان الصهيوني وما يعانيه من أزمات سياسية ، ومنها متعلق في أسباب وإرث السياسة الاستيطانية الصهيونية وتهويد القدس، وما تعاني منه حكومة الاستيطان من أزمات داخلية سياسية واقتصادية وأمنية انعكس كله لخلق الأزمة المفتعل لإيجاد مخرج لأزماتها  التي تعاني منها  والتي ستقود إلى انهيار الاحتلال ، واستغلال الوضع العربي المفكك والمهار ، وأدناه بعض من هذه الاسباب :

  1. السياسية المتدهورة في الكيان الصهيوني. منذ 3 عقود تقريباً، تعاني "إسرائيل" من أزمات حكومية وصراعات داخلية اجتماعية وسياسية، لسنا بصدد تفاصيلها الآن، ولكن الأزمة التي تعصف بحكومات نتنياهو في السنوات الأخيرة، والتي أدت إلى 3 جولات انتخابية خلال سنة واحدة 2019/2020، يمكن اعتبارها مختلفة عن سابقاتها من أزمات بأنها كشفت عن جوهر الأزمة المستمرة، وعمق مجمل الأزمات السابقة، وطبيعة الأزمة المستمرة، باعتبارها أزمة حُكم، وليست حكومية، والمقصود بـ" الحُكم" هو القدرة على إدارة شؤون الدولة، وشكل النظام المطلوب لذلك.

لا تتمثل أزمة الحكم في عدم قدرة الحكومة على إدارة شؤونها فحسب، بل بتضارب صلاحياتها أيضاً، بصفتها سلطة تنفيذية، مع صلاحيات السلطة القضائية والتشريعية، وبالتالي عدم القدرة على تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تطمح إليها، وأكثر ما تظهر في عدم القدرة على تشكيل حكومة قادرة ومستقرة.

عكس إقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بفشله في المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة عمق الأزمة السياسية الداخلية التي تعصف بتل أبيب، وانعدام استقرار الحكم بظل ملفات الفساد التي تواجه نتنياهو الذي يراهن على الوقت بدل الضائع لتشكيل حكومته الخامسة وتخطي عقبة قانون تجنيد الحريديم.

مع استمرار الأزمة جوهرياً، يبدو أن الأمور تتجه نحو انتخابات في محاولة جديدة لحل الأزمة من خلال صناديق الاقتراع، وتعكس هذه الحالة حجم الصراعات الداخلية والابتزاز الحزبي بالمشهد السياسي الإسرائيلي، كل هذا حدث في سياق أزمات سياسية مزدوجة. حيث يحاول نتنياهو التمسك بالسلطة فيما تتقدم محادثات التحالف بين خصومه وكذلك سير قضية محاكمته بالفساد". من أهم الأمور التي دفعت لاختلاق الأزمة ، أملا أن يقوي نتياهو موقفه الانتخابي وكانت النتيجة عكس ما توقع في الرد القاسي للمقامة الفلسطينية ، وثبات الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه ، مما جعل الحكومة الصهيونية في حرج داخلي ودولي وتشبث بكل السبل من أجل الوصول إلى مخرج منها.

2 .الشيخ جراح. ملف إخلاء عائلات فلسطينية من منازل تقيم بها في حي "الشيخ جراح" منذ مآت  السنين في مدينة القدس، لصالح مستوطنين لكسب المتطرفين لصالح انتخابات رئيس لوزراء ، وهي القضية التي لعبت دورا رئيسيا في تصاعد التوتر الحالي في القدس..

3 .النضال الديني والوطني للسيطرة على المدينة الذي يجري بصورة مستمرة وخاصة بعد إعلان سيطرة الكيان الصهيوني عليه، وعمل الشعب الفلسطيني على تقويض السيطرة الإسرائيلية على شرق المدينة المقدسة،  ولذلك جاءت أحداث باب العامود تعبيرا مباشرا عن هذا النضال الأساسي، ويجب أن يُنظر إليها على أنها جزء من الصورة الأوسع، وليس بمعزل عنها، ورغم سيطرة إسرائيل على القدس، إلا أن الفلسطينيين لا يتخلون أبدًا عن رغبتهم بإظهار السيادة والسيطرة عليها"..

4 .التطور النوعي للشباب المقدسي في الدفاع عن المقدسات ، والتي ساعدت فيه تطور وسائل الاتصال والتغلغل العميق لوسائل الإعلام، خاصة شبكات التواصل الاجتماعي، إلى قلب شرق القدس، ما شكل عاملا لتشكيل الوعي ، وحجم انخراط شباب شرق القدس الساعين لذلك".

الموقف العربي المنهار

ومع اشتداد المواجهات في القدس، لم تتوقف الإدانات من قبل أطراف عربية ودولية للسلوك الإسرائيلي، فقد أدانت كل الدول العربية، الاقتحامات الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى، ومعتبرة ذلك استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. ، في وقت عقدت في الاثنين 10 أيار/مايو، جلسة استثنائية لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين. ولا فرق بينها وبين القمم السابقة لم يخرج منها سوى القلق والتنديد والإدانة ، ولم تتجرأ أي دولة أن تتخذ موقف عربي صارم لمواجهة العدوان أو دعم المقاومة الفلسطينية ، سوى كلام للإعلام لتهدئة الشعب العربي الثائر ضد الغطرسة الصهيونية والنفاق الدولي .

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بـ"أشد العبارات" ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي ، من اقتحام باحة المسجد الأقصى واستهداف الفلسطينيين العُزل بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي ، وأن مجمل المواقف العربية مخجلة ولا ترقى لمستوى الحدث وأن الأسباب واضحة بسبب ارتهان الأنظمة بأسيادها ولا تستطيع الخروج عنه .

أما الدول التي بدأت بتحسين علاقاتها مع إسرائيل (دول التطبيع) تتعرض لانتقادات شديدة نتيجة الشحن العاطفي الكبير الذي تسببت به الأحداث الأخيرة التي شهدتها باحات المسجد الأقصى بالقدس. هذه الدول تعاني من الحرج بشكل خاص لأن هذا التصعيد في العنف أعاد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي إلى رأس جدول الأعمال في المنطقة.

ومن المؤكد أن هذه الدول العربية شعرت "بالإحراج" جراء صور الاشتباكات في باحة المسجد الأقصى، الذي يعد ثالث مقام مقدس عند المسلمين، بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وأن "الانتفاضة" الحالية كشفت للدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل أنها "واهمة" وأن الأحداث الأخيرة عرّضت اتفاقات السلام مع إسرائيل إلى "الموت الحتمي".

على الجانب العربي، ورغم تكرر الإدانات من معظم الدول العربية، للتصعيد الإسرائيلي، ورغم الدعوة إلى اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين، لمناقشة التطورات الأخيرة، فإن هناك حالة من فقدان الثقة من الجمهور العربي، في قياداته السياسية، اتضحت كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب ناشطون عرب عن خيبه أملهم، تجاه ردة الفعل العربية، على التصعيد الصهيوني في القدس وفي عدة مناطق فلسطينية أخرى.

أن الدول العربية وجامعتها، ليس بيدها ما تفعله سوى التنديد والشجب، وأنها تفعل ذلك بحكم العادة، في عدة مناسبات رفعا للعتب، وحفظا لماء الوجه إذا بقى منه شيئ أمام شعوبها رغم ذلك أصبح مكشوفا .

الموقف الدولي المنحاز

مع تفاقم خطر تأزم الوضع في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوتر بين المحتل والفلسطينيين، تعالت دعوات التهدئة الصادرة عن المجتمع الدولي في الأيام الأخيرة، من دون أن تلقى حتى آذانا صاغية لتخفيف وتيرة العنف .

دعت الولايات المتحدة إلى "التهدئة" في القدس و"تجنب" إخلاء عائلات فلسطينية لمصلحة مستوطنين إسرائيليين، في إشارة إلى ما يجري في حيّ الشيخ جراح. وشعرة بقلق عميق إزاء تصاعد التوتر في القدس.  والموقف الأوربي لا يختلف كثيرا عن الولايات المتحدة.

تصدر التحرك التركي الواسع الداعم للقدس والفلسطينيين، ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية الرافضة لاعتداءات إسرائيل المتواصلة على المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى، والعدوان على قطاع غزة. وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة اتصالات مع عدد من القادة والمسؤولين، أكد خلالها ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وبحث خطوات حشد موقف إسلامي  ودولي ضدها.

إيران ودورها التخريبي

أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن بلاده تندد بقوة الهجوم على المسجد الأقصى، ودعا دول العالم، ولا سيما الدول الإسلامية، إلى القيام "بواجباتها ، وكأنما محور المقاومة  كما يزعمون غير معني بالموضوع التي لا نعلم مقاومة ضد من ؟ إحدى عشر يوما معارك مستمرة وغزة تقصف بكل أنواع الأسلحة وإيران تتفاوض في فينا الملف النووي ، وكأن الموضوع لا يعنيها ، وصدقوا لأنهم محور مقاومة على الورق  فقط لضحك على القول ، لم تنطلق رصاصة واحدة من حزب الات في لبنان الذي هو ذراع ايران لموجهة الاحتلال كما يزعمون، وكذلك لم تخرج طلقت واحدة من المليشيات الإيرانية في سورية ، وأكرر محور مقاومة لمن لمواجهة الدول الإسلامية فقط المقصود إذا .

 جاء في صحيفة التايمز التي نشرت مقالا لروجر بويس بعنوان "أخطاء إسرائيل الفادحة في القدس تفيد إيران فقط".

المستفيد الوحيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو إيران، ويرى بويس أن إيران "تريد دق إسفين بين إسرائيل وأصدقائها العرب الجدد ( الدول المطبعة ) على وضع استراتيجيات لاحتواء انتشار القوة الإقليمية لإيران".

أن المتتبع للسياسة الإيرانية تتضح صورتها بوضوح فهيه تستخدم أذرعها الخارجية للضغط على خصومها ،أي تستخدم سياسة الدفاع على الخطوط الخارجة باستخدام الموالين من العرب راس حربة لأهدافها وكأن ايران ملاك سلام في المنطقة وتحاول استخدام حلفائها من خلال :

أولا. محاولة استخدامها لحماس ورقة تفاوضية مع أمريكا بالملف النووي كما تفعل مليشياتها بالعراق في قصف القواعد العراقية وأرتال الدعم  لدول التحالف في العراق ، ومليشيات الحوثية في تصعيد حرب في اليمن والضغط على السعودية .

ثانيا. إظهار ايران كقوة إقليمية معنيه بالحرب والسلام في المنطقة وهي طرف رئيسي في ما يجري في استقرار المنطقة للمساومة على موضوع الملف النووي مع أوروبا وأمريكا ومغازلة الكيان الصهيوني .

ثالثا. اشغال الرأي العام عن الجرائم التي ترتكب في العراق وسورية واليمن ولبنان والتغيير الديموغرافي الذي يحصل بتوجيه منها في عموم المنطقة .

رابعا. كسب الوقت للتنسيق والمساومة مع الدول الغربية المنحازة مع ايران للضغط على أمريكا لتخفيف الضغوط على إيران وتقديم التسهيلات في مفاوضات  الملف النووي.

خامسا. دق أسفين الفرقة وتشتيت جهود وحدة الفصائل الفلسطينية من أجل عدم التوحد وقوة الموقف الفلسطيني، من خلال دعم فصيل على فصيل آخر ، واظهار دورها المؤثر في الصراع لغرض التقرب مع الكيان المغتصب وأمريكا على حساب القضية الفلسطينية، لتقوية موقفها التفاوضي في الملف النووي.

النتيجة المتحصلة لحد الآن هي قتل العرب وتحطيم مدنهم بأيديهم أو بأيدي الإسرائيليين ولم تخسر إيران هي سوى بضعة صواريخ ...

أن ما يسمى محور المقاومة الذي تتزعمه ايران لم يطلق طلقة واحدة لدعم انتفاضة سيف القدس بل مشغولة في المناورة والخداع لدول العالم لتمرير برنامجها، وإسرائيل مضى سنوات تقصف المواقع الإيرانية في سورية ولبنان ولم تتجرأ على إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل، وعلى ما يبدو هذا ضمن سياق التحالف الغادر كما ذكر في كتابه د. تريتا بارسي.

القوة لغة العصر

أن المواقف البطولية الشجاعة للمقاومة للشعب الفلسطيني في المواجهة الأخيرة كانت الجواب الشافي للغطرسة الصهيونية ، وأظهرت عجز الحكومة الصهيونية وقواتها لمواجهة شعب محاصر منذ عدة سنين ،

انتصرت المقاومة الفلسطينية ، للمسجد الأقصى الذي استباحه الصهاينة، وللمقدسيين الذين حاول الصهاينة طردهم من بيوتهم، بعد أن اختار العرب والمسلمون الصمت إزاء ما يجري في القدس، وفي شهر رمضان المبارك، فنزلت الصواريخ على رؤوس الصهاينة بدل الحجارة، وانطلقت الجموع من الشباب الفلسطيني والعربي للدفاع عن القدس، لإرسال رسالة الى "إسرائيل" المتغطرسة، ومن يساندهم من الدول الظلمة، مفادها أن للقدس رجال يحموها. لإجبار الاحتلال على التراجع عن إجراءاته الإجرامية في المسجد الأقصى، وبحق أهلنا في الشيخ جراح.

المطلوب الآن بعد ما قدمه ويقدمه المقدسيون الذين توحدوا في ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال تستفيد كافة القوى والفصائل وكذلك السلطة الفلسطينية من هذه التجربة عميقة الدلالات والعبر، والعمل على وضع استراتيجية عمل موحدة عمادها المقاومة الشعبية التي هي السبيل المتاح حاليا لمواجهة غطرسة دولة الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومنازلنا".

وأن "انتفاضة القدس المجيدة وضعت الدول العربية أمام مأزق خطير، ووضعت الأمة كلها أمام حقيقة الحقائق هي: إما الوقوف مع القدس والأقصى والحفاظ على هويتهما العربية- الإسلامية وإنقاذهما من التهويد، وإما الاستمرار في التطبيع وتصديق الأكاذيب الصهيونية القائمة على الإفك والتزوير، وسيلعن التأريخ المطبعين ومن سايرهم ، وما على الفلسطينيين إلا أن يوحّدوا جهودهم على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية من جانب واحد وطرد الاحتلال، من دون أي انتظار لحل أزمة الحكم في "إسرائيل" أو انتظار الفرج من تغيرات الحكومات في الولايات المتحدة، ولكل هدف أدواته المناسبة والتضحيات التي لا بدَّ من تقديمها.

عذراً فلسطين فمناخرنا مربوطة بشيطان التبعية وقراراتنا مرهونة بمصالح المعسكرات الشرقية والغربية ، وضاعت قضايانا وساء مصيرنا ونحن ننتظر إذناً أو قراراً من البيت الأبيض أو موسكو ومتى كان هؤلاء العلوج رعاة حق ؟!!

فالتاريخ علمنا أن المستعمر لا بد أنه يرحل يوماً مهزوماً ، والمقاومة علمتنا أن المقاييس المادية ليست دقيقة دائماً ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .

                                                          عاشت فلسطين حرة عربية

وسوم: العدد 931