غياب الحكمة

محمد السيد

إلى من يلهثون خلف إعادة تأهيل القاتل بشار الأسد، عميل إيران (الولي الفقيه)، والممهد لها لاحتلال سورية.

- لماذا تجتمعون فيما بينكم وترسمون لإعادة بشار إلى مقعد سورية في الجامعة العربية وإيران التي اعتبرتموها عدواً لكم تحالفه حلف إذعان بالنسبة له، فإذا حضر في الجامعة، فإن إيران هي الحاضرة، كيف تفسرون هذا التناقض؟ هل غابت الحكمة عن تفكيركم!

- ثم كيف تستديرون 180 درجة ليصبح هذا القاتل المجرم الأفعى التي تدفئونها في أحضانكم، وهو الذي وصفكم يوماً بأنكم (أشباه الرجال)؟!

- ولكن، أبعد أن قتل من الشعب السوري مليوناً، وسجن وعذب مئات الآلاف من الأحرار حتى الموت. ثم، أبعد أن انتهك أزلامه حرمة الحرائر السوريات العربيات المسلمات، وبعد أن قتل آلاف الأطفال بالكيماوي في الغوطة وغير الغوطة، ومئات آلاف الأطفال بالبراميل والطائرات، وبعد أن شرد ثلاثة عشر مليوناً من شعب سورية، يأتي بعض من حكام العرب، يحاولون تأهيل هذا المجرم بفتح السفارات، والسعي لإعادته للجامعة العربية والزيارات لدمشق.

ألم تسمعوا بتصريح ممثل بريطانيا الخاص لسورية، الذي قال: نظام الأسد فقد شرعيته بسبب ما ارتكبه من فظائع ضد الشعب السوري، لهذا السبب أغلقنا سفارتنا في دمشق 2012م، وليست لدينا نية لإعادة فتحها.

وإذن، فهل البريطانيون أولى منكم في الوفاء للشعب السوري، الذي ابتلي بعائلة الأسد منذ خمسين عاماً، ألم تصل إليكم استغاثات الحرائر السوريات؟ ألم تسمعوا نداء الأطفال، تنطلق من تحت الأنقاض التي تدمرها البراميل؟

وأخيراً أيها الحكام اللاهثون خلف إعادة تأهيل بشار، ليقوم من جديد بقمع شعب سورية الحر الكريم، ومواصلة التغيير الديموغرافي، هل غابت الحكمة من دياركم؟

توقفوا عن هذا الغي، فإن ما تظنونه مصلحة لكم، لهو السقوط بعينه، ولا تظنوا أن ثورة الشعب السوري قد انتهت، فإنها وإن تطامن لهيبها، فإن جمرها مازال يتقد، ويوم يشتد لهيبه وهو ليس ببعيد، سوف تندمون، ولات ساعة مندم! فشعبنا لا ينسى من يسيء إليه. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). فلتكن الحكمة رفيق التوقف عن دعم القاتل الظالم. ونحن نربأ بكم أن تظلوا في صف ضد شعوبكم وأحرار العالم، الذين ينادون بإقصاء هذا القاتل ومحاكمته على ما ارتكبه من جرائم.