أيها المتضررون من المشروع الصفوي وأدواته .. اتحدوا

زهير سالم*

لن ينفعنا البكاء ولا العويل . لن ينفعنا مجلس الأمن . لن تحمينا الولايات المتحدة . كل هذه الجعجعة حول حرب أمريكية على إيران ، ستدور دائرتها إن دارت علينا . ستكون ديارنا ساحة الحرب ، وسيكون هذا الزعيق جسرا للمزيد من الابتزاز . حكيم العرب الأول يقول : ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم .

نعلم جميعا أن الحشد الشعبي في العراق وميليشيات أبو الفضل العباس والزينبيون والفاطميون وحزب الشيطان في سورية ولبنان وميليشيا الحوثي في اليمن كلها كتائب في الحرس الثوري الإيراني ويقال في مثل من يشك أو يشكك في ذلك : استنكهوه ، ويسأل عنه أهله إن كان في عقله شيء ..!!

وإنه لجميل أن نعرف هذا وأن نقر به ؛ ولكن ما نفع المعرفة إن لم تنعكس عمليا على سياساتنا ومواقفنا وسلوكنا ؟! ما نفع المعرفة ونحن نواجه هذه التحديات الضخمة مختلفين متنابذين متفرقين ؟! هل ذا هو فعلا وقت الخصام العربي - العربي أو وقت الخصام العربي - الإسلامي ؟ هل ذا وقت الخصام على مستوى الدول ؟ وعلى مستوى الشعوب ؟ وعلى مستوى النخب ؛ ونحن نواجه أعتى هجمة كونية على ديننا وعلى عقيدتنا وعلى قيمنا وعلى شعوبنا وعلى جغرافيتنا .. بل على جودنا حرب كونية تمتد من الصين إلى أراكان إلى أفغانستان إلى العراق إلى سورية إلى لبنان إلى فلسطين إلى اليمن ..

هل من السهل على عقل المسلم وقلبه وعلى العربي الحر الشريف أن يمر عابرا بخبر عدوان الحوثي أي عدوان الحرس الثوري الإيراني على المملكة العربية السعودية بسبع طائرات مسيرة يوم الثلاثاء الماضي 14 / 5 / 2019 واستهداف محطتي ضخ وقود في قلب المملكة قريبا من العاصمة الرياض ..؟!

ماذا ينفع المملكة أن نستنكر وأن نشجب وان ندين ؟! وماذا ينفع المملكة أن تشكو إلى مجلس الأمن ، وماذا ينفع المملكة أن نواجه العدوان بالمزيد من حملات الإعلام ؟!

هل من السهل على عقل المسلم وقلبه وعلى العربي الحر الشريف أن يتابع بصمت أو بلا مبالاة ما يجري على شعب سورية الحر الأبي في مناطق الشمال إدلب وما حولها في الحملة المتوحشة الأسدية - الإيرانية - الروسية ثم يظل منتسبو هذه الأمة يكيد بعضهم لبعض ، ويمكر بعضهم ببعض ، وتخلى الساحة للأعداء لينفردوا بأبناء هذه الأمة مرة في العراق ومرة في سورية ومرة في اليمن ومرة في فلسطين ومرة في الصين ومرة في أراكان ..؟!!!

أي عقل ؟! أي قلب؟! أي عقيدة ؟! أي انتماء ؟! يقبل هذا أو يسوغه أو يرضى به ؟!

ما لكم كيف تحكمون ؟! بأي عقل تفكرون ؟ بأي قلب توعون ؟!

نحن اليوم نواجه حربا كونية على كل مربع من مربعات وجودنا ..وشرط انتصارنا الأول نبذ الخلاف والفرقة والتوحد على هدف جامع يجمعنا لإسقاط المشروعين المريبين الصهيوني والصفوي في مواجهة مبصرة تتصدى لكل حرب تفرض علينا بأدواتها ...

المسلم ...أو العربي ..الذي يظن أن الولايات المتحدة ستنتصر له من ميليشيات المشروع الصفوي هو نفسه الذي يظن أن الولايات المتحدة ستنصره على الكيان الصهيوني ، الولايات المتحدة التي تنازلت للصهاينة عن القدس والأقصى والجولان والتي تستعد لتتنازل لهم عن الضفة الغربية أيضا ...لن تكون للعربي وليا ولا نصيرا وإنما ..كلمة واحدة تجمعنا وتنفعنا وترفعنا ..

" أيها المتضررون من المشروع الصفوي اتحدوا .."

اتحدوا حتى لا تقصف الرياض مرة أخرى ..

اتحدوا حتى لا تضيع اليمن وفلسطين وسورية والعراق ولبنان ..

قرار الوحدة بيد الكبار عندما يكونون بحق كبارا ..

فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية