في الحرب النفسية، ليس للصهيوني .. ولا للصفوي عندنا غير الرفض والإعراض

زهير سالم*

أيها المسلمون .. أيها العرب أيها العقلاء

لا تجعلوا التصريحات الصهيونية أو الصفوية مرجعا لكم في صراعاتكم البينية .. وفيما يشجر بينكم من صراعات وخلافات وحروب ..

يقولون قد يصدق الكذوب . ولكن لا نريد أن يكون صدقه المحتمل ، إن كان ، جواز عبور إلى عقولنا وقلوبنا فالمفسدة منه أكبر من أي مصلحة مقدرة على صدقه المقدر المزعوم.

 وما يزال نتنياهو وفرقته ، والولي الفقيه وشيعته يطلقون تصريحات ظفروية مدعية ومخذلة ومفرقة مرة ضد هذا الفريق ومرة ضد هذا الفريق .. من أبناء هذا الأمة ، المبتلاة بمن شبّ نار العداوة بينها ، في أحلك لحظات تاريخها .

وكلما خنّ نتنياهو أو واحد من فريقه في اتهام أحد من أبناء هذه الأمة خنّة ، أسرع الفريق الآخر إلى تبنيها، أو تلحينها وغنائها والتعليق عليها وكأن هذا المتحدث المنبوذ أصبح ممن يتدله بحبه ويرجى على طريقة " يا جارنا رد الصباح " ..وكذا في كل ما يصدر عن عتاولة الرفض والتقية والكذب ..

ما صدر بالأمس عن نتنياهو حول عدد زياراته المزعومة للدول العربية ، وحول استطلاعات الرأي المدعاة فيها ، والتي زعم فيها ارتفاع نسبة القبول الصهيوني في المجتمعات العربية إلى ثلاثين وأربعين بالمئة كلها تصريحات كاذبة باطلة مدعاة . وأكثر ما يكذبها الواقع العملي لرفض التطبيع الذي يسود في الدول التي ذهبت إلى عقد معاهدات رسمية مع هذا الكيان ..

أيها المسلمون ..أيها العرب ...

لا تغتروا بالتصريح الشاذ ، ولا بالتغريدة النادة ، فلم تخل المجتمعات في تاريخها الطويل من أمثال هؤلاء المتساقطين .. بومان وغربان لا ينعقون إلا بالشؤم ، ولا يخل منهم فضاء . فماذا نقول في طائر تغريده إن غرد نعيق أو جعير أو نهيق أو فحيح ..

أيها المسلمون ..أيها العرب

الصهاينة والصفويون ... ليسوا مرجعا ، وليسوا حجة ، وليسوا شهودا عدولا ، وإن حكت شهادتهم في لحظة على جرب يؤذيك ..!!

تصريحاتهم وإعلاناتهم هي الحرب النفسية ، وهي عمليات التضليل الإعلامي فلنحذر . وخيانة الخائن وعمالة العميل لها عندنا ألف دليل غير ما يقوله الكذوب وإن صدق.

صراعنا في المنطقة مع المشروعين المنجدلين المتوحدين على قتلنا وتدميرنا وتهجيرنا ومحو وجودنا وهويتنا المشروع الصهيوني والمشروع الصفوي بأبعادهما كافة ، ومن قال بغير ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا ..

والإثم الأكبر فيما نعاني يقع على عاتق الذين أدخلوهم إلى حياتنا ، وفرضوهم على عقولنا وقلوبنا تحت عناوين مزيفة للمهنية الإعلامية المدعاة !!

يخطئ المسلم بجناية قذف فيقول الله فيه ( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) فكيف تتردى بأمتنا وبمجتمعاتنا الحال فنجعل مثل نتنياهو والناطقين باسم الموساد أو باسم السافاك من الروافض المدانين بقذف أمهات المؤمنين مرجعا وموئلا في التحسين والتقبيح ، أو وفي الجرح والتعديل ..؟!!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية