معركتنا ومؤامرة التحويل في جلد الذات

زهير سالم*

ندوات ومؤتمرات ومقالات كلها تطالب المجتمع السوري أن يكون في حالة أمثل وأكمل وأجمل ..

بعضهم يطالبه بالالتزام بالمعايير الدينية ، وبعضهم يطالبه بالالتزام بالمعايير المدنية الوطنية ، وبعضهم يطالبها بالارتقاء إلى حالة فوق هوياتية ، وبعضهم يطالبه بالتخلية أو التخلي وبعضهم يطالبه بالتحلية أو التحلي ...

وهذا الخطاب سائد مع الأسف في صفوف المعارضين على اختلاف توجهاتهم وطبقاتهم وكأنهم يقرون بطريقة غير مباشرة ، أن المجتمع السوري أو الشعب السوري كان هو العقبة في وجه التغيير الإيجابي المنشود ، وأن هذا الشعب غير مؤهل لنصر الله عند أصحاب الخطاب الديني ، ولا لنصر المجتمع الدولي عند لابسي قفازات المدنية العالمية !!

وهذا كلام يذكرني بتصريح لبشار الأسد في ٢٠١١ "لويل ستريت جنرال " قال فيه : إن بناء الديمقراطية في سورية يحتاج إلى جيل أو جيلين ..!!

كنّا يومها على بعد أسبوعين من الثورة ، وكم استفزنا هذا الكلام .

 

منطق سقيم عقيم مؤداه : لماذا لا تلد الأم وليدها مكتملا متعلما ، فتوفر على والده فاتورة الفوط ومصاريف المدارس والجامعات؟!

في ظل نظام ديمقراطي تتعمق القيم الديمقراطية !!

في ظل نظام وطني تتعمق القيم الوطنية !!

في ظل نظام غير طائفي تنتفي القناعات الطائفية !!

أبها السوريون الأحرار

أعيدوا معركتكم إلى نصابها الأول، معركة حرية وتحرر ضد الظالم المستبد ، حبيب الفناء عدو الحياة ..

وإذا كنت تريد مجتمعك مسالما متأنقاً حسن السلوك والهندام - كانوا يكتبون لنا في الجلاء المدرسي حسن السلوك والهندام - قد مشط شعره وغسل عمش عينيه ، لا تلمه ، ولا تشتغل بهجائه ، ولا يشتغل السوريون بردح بعضهم لبعض ..

فقط اشتغلوا على إزالة الظالم المستبد ..

أزله .. أو أعن على إزالته .. أو ظن خيرا بمن يفعل ؛ وتوقف عن أن تكون عونا له بالتشكيك فيمن يتصدى له ...

نظام الاستبداد والفساد هو المنكر الأكبر في حياتنا ...

نظام الاستبداد والفساد هو أول أولوياتنا ..

وإنكار المنكر واجب علينا بيد أو بلسان أو بقلب

وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ؛ الإيمان الديني .. والإيمان المدني ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية