من الثورة.. إلى المقاومة، ومطلبنا: عدل.. وحرية.. وكرامة إنسانية - ومحاسبة أدوات الجريمة

زهير سالم*

أما بعد ..

وعلى ضوء كل ما علم السوريون، وعلى ضوء كل ما استجد لديهم من معلومات؛ أصبح عبثيا الاسترسال في الطريق الذي وُضعنا عليه منذ 2011. وأصبح من الواجب الأولي للجادين غير العابثين، ولا المقامرين بأرواح وعذابات السوريين، أن ينتقلوا من استراتيجية " ثورة " بلا ملامح ، ولا برامج، ولا أهداف حقيقية، ولا ممثلين صادقين، إلى استراتيجية المقاومة المبصرة الملتزمة بكل المعايير الإنسانية والأخلاقية لحركة مقاومة...

سيسأل الله المتكئين على أرائك القرار الوطني، عن أنة كل مظلومة ومظلوم . .

فرحوا بالأمس بمعبر للصدقات، ولم ينتبهوا إلى تطمين وكيل وزير الخارجية الأمريكي الصريح ولا أقول الجديد : الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد في سورية تغيير النظام . هي الكلمة الأولى التي قالها أوباما ، يوم دعا إلى حل سياسي بين الضحايا والجلاد ...وهضموها وذهبوا إلى الجنيفات والأستانات والسوتشيات، وما زالوا يذهبون. وجلسوا يتفاوضون مع القاتل المبير، وينمقون مواد غير منمقة، يظنونها في الدستور.

المغرورون بالحلم الأمريكي ما زالوا يغررون. كل الدماء التي أريقت في سورية ، وكل عذابات المعتقلين والمهجرين، كل النتائج الكارثية التي ستنزل على البلد سيكون لهم ، ما استرسلوا وأصروا على ما هم فيه، من وزرها نصيب.

 

حقائق يكررها المستبصرون منذ عشر سنين. وتؤكدها الوقائع والحقائق كل صباح ومساء ، ألا ليت قومي يعلمون ...

وما زالوا يحدثونك ، قال فخامة الرئيس، قال معالي الوزير، قال سعادة السفير ..الثورات لا يصنعها الذين يعرفون الرئيس والوزير والسفير ...!! وعندما أمسك القومندان الفرنسي " أبو نايف الحلبي" ورفعه في ساحة المحكمة بيد واحدة لضآلة حجمه، كان أبو نايف يشتغل في جورة المبيض سحابة الأسبوع ، يقول القومندان : هذا أبو نايف الذي شغل الدوريات الفرنسية طوال سنين. وأدركت أبو نايف في جورة المبيض، وكنا كلما سألناه عن تلك الأيام أجاب فقط بالابتسام. يحكون عنه في الحي أنه كان " جتا " مع عشرة من أصحابه ضج من فعلهم الفرنسيون، فمن يعرف مبناها ومعناه ..يربح معركة الغد القريب ..

جثمان سيدنا "سليمان" المتكئ على العصا خفي عن أعين مردة الجن وأكلت دابة الأرض الصغيرة منسأته حتى خرّ ، خرّ الذي قال : يا أيها الناس علمنا منطق الطير ...وسخرت له الريح في غدوها ورواحها. دابة الأرض ليست فصائل ولا ألوية ولا نياشين !!

وأحرى بمن لا يعرف الفرق بين الثورة والمقاومة، أن يعود إلى عهد الكتاتيب، لا أن يجلس على صدر شعب مجهد مع الجالسين ..

( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية